رياضة

قراءة في مباريات الأسبوع الثاني من الدوري الممتاز … أصحاب الملايين سقطوا والعلة في أصحاب القرار

| ناصر النجار

أسبوع المفاجآت في الدوري الممتاز شهدها الأسبوع الثاني، فأسفر عن غزوات ناجحة لفرق الوثبة والساحل وجبلة على حساب فرق الجيش والوحدة والكرامة، بينما بقية المباريات جاءت نتائجها طبيعية ضمن حدود التوقعات.
ويمكننا القول إن الأخطاء البشرية كانت سبب تعادل الجيش مع ضيفه الوثبة، وكأن الضيوف باتوا عقدة للزعيم.
والدقائق العشر الأولى حسبنا أن الجيش قادم على التهام الوثبة وسيعيد لنا نتيجة مباراته الأولى مرة أخرى.
لكن الغرور أولاً والأخطاء المرتكبة من اللاعبين مكنّت الوثبة من تضميد جراحه والعودة إلى المباراة، بل فرض هويته فيها، ليتمكن من قلب تأخره إلى تعادل إيجابي في ظاهر الأمر، لكن التعادل لا يشفع إغفال العديد من الثغرات الواضحة في دفاع الوثبة أو على الأطراف، ولو كان مهاجمو الجيش موفقين لكان للمباراة نتيجة أخرى.
الملاحظة الأهم: النتيجة درس مهم ومبكر لفريق الجيش ليحتاط كثيراً إن أراد الفوز باللقب، والنوم على عسل الـ7/صفر سيكون مدمراً.
وكلمة حق نقولها لفريق الوثبة: مبارك عليكم هذه الروح ولغة التحدي والإصرار التي أوصلت فريقكم إلى تعادل هو أشبه بالفوز.

المال والنقاط
أكثر الفرق فرحاً وسروراً كان تشرين الذي غنم تعهد المباراة الذي تجاوز سبعة ملايين وفاز بنقاطها، واعتلى تشرين الصدارة برفقة الساحل بالنقاط الكاملة، وهو ما يدفعه لفعل المزيد في قادمات المباريات.
المباراة كانت دون مستوى الطموح أداء، ولعل حساسيتها هي التي فرضت ذلك، المهم أن المباراة انتهت على خير وخرج جمهور حطين حزيناً مقتنعاً بالنتيجة، بينما لم تسع الفرحة تشرين، لأن الفوز في هذا الديربي لا يعادله أي فوز ويجب أن نمر هنا على الهدف التشريني الجميل الذي هو أفضل أهداف هذا الموسم حتى الآن.

فوز وقلق
الاتحاد فاز على ضيفه النواعير بصعوبة، وصام لاعبو الفريق عن التسجيل حتى جاءت ركلة الجزاء التي أعلنت الفرح بعد أن ضاعت الركلة الأولى، وختمها الفريق بهدف آخر مع النهاية.
بالمعنى السطحي لكرة القدم نقول: المهم النقاط، لكن بالمعنى الحقيقي فإن مثل هذا الفوز لا يطمئن لأنه جاء (بطلوع الروح) ودوماً فإن كل فرقنا تفقد اللمسة الأخيرة، فالحلول الهجومية غائبة، وهذا يؤكد أن أسلوب اللعب يتماشى مع ما يرغبه المدافعون، فما زال اللعب كلاسيكياً والهدف ينتظر غلطة مدافع أو ركلة جزاء أو كرة على مبدأ (يا رب تجي بعينه).
فريق الاتحاد يحتاج إلى الروح والحالة الإبداعية التي يجب أن يظهرها اللاعبون من خلال موهبتهم وحرفنتهم، لأنها الفيصل بين فريق كبير بحجم نادي الاتحاد يريد المنافسة على اللقب وبين فريق آخر يريد ترك بصمة بالدوري والبقاء بين الكبار ولا شيء غيره.
النواعير تسلح بالدفاع، فخارت قواه، ولم يقو على المنازلة فكانت الخسارة مستحقة وهي طبيعية.

خسارة تاريخية
تعرض الوحدة لخسارة تاريخية أمام فريق الساحل بهدف نظيف في أول لقاء رسمي بين الفريقين بدوري الكبار.
ولم يكن أشد المتشائمين بفريق الوحدة ليتوقع له مثل هذه الخسارة على اعتبار أن خسارته السابقة أمام الشرطة يمكن تبريرها بمليون سبب.
اليوم فقد القائمون على الفريق كل الأعذار والمسوغات، فالميزان بين الفريقين يميل إلى الوحدة بوجود لاعبين متميزين دفع النادي لهم (دم قلبه) كخالد مبيض وعبد الله نجار وربيع سرور وأيمن عكيل وإبراهيم عالمة ومحمود خدوج وغيرهم كثير، فما العلة في الفريق؟ هل هي بالمدرب مثلاً؟
هنا تعود بي الذاكرة إلى الماضي القريب عندما اعتذر أيمن الحكيم ومساعده ماهر السيد عن متابعة مهمتهما بالفريق بعد عشرة أيام من الاتفاق، وهذا يؤكد أن هناك شيئاً ما يحترق بالنادي!
إذا كان فريق الوحدة يخسر أمام الشرطة والساحل فعلى من سيفوز؟
وهو سؤال بديهي وخصوصاً أن الخسارتين جرتا على ملعب الفريق وبين جماهيره.
والمشكلة لم تعد بمدرب نغيره لنُرضي الجمهور ونسكته، المشكلة باتت أكبر من ذلك، فالإدارة الخاصة للفريق التي يقودها نائب رئيس النادي باتت مفلسة ولم تعد قادرة على تقديم المزيد للفريق، ولنتكلم بصراحة، ما دفعه نادي الوحدة على فريقه أكثر بكثير مما دفعه فريقا الشرطة والساحل مجتمعين، وإذا لم يستطع الفريق تجاوز ما هو فيه، فإن كل صرفياته تعتبر هدراً للمال العام، فالهدر هو سوء إدارة وسوء تصرف.
لذلك من المفترض أن نجد في نادي الوحدة قراراً شجاعاً بتحمل المسؤولية الجماعية بدلاً من (تلبيسها) للمدرب، فاختيار المدرب كان من صلاحية إدارة الفريق، أليس كذلك؟

ضياع مستمر
الكلام الذي تكلمنا به عن الوحدة ينطبق على الكرامة الذي خسر أول لقاءين له مع الفريقين الصاعدين من الدرجة الأولى.
وإذا كانت الخسارة الأولى ظالمة بعض الشيء على اعتبار هدف الساحل ترافق مع جملة أخطاء تغاضى عنها الحكم، فما مبرر الخسارة الثانية التي جرت تحت أنظار جمهور الفريق وعلى أرضه.
ما يحدث للكرامة هو استمرار للفترة الاستعدادية التي لم يظهر بها على أحسن حال، ونخشى أن يكون هذا الحال هو أقصى ما وصل إليه الفريق من مستوى وأداء.
على كل حال أهل مكة أدرى بشعابها، ولابد من البحث عن الأسباب قبل فوات الأوان.

من الدوري
– تعادل المجد مع الشرطة بلا أهداف كان طبيعياً، لكن المستغرب إلغاء هدف للمجد بلا مبرر عجز عن تفسيره أصحاب الخبرة.
– فوز الطليعة على الحرفيين كان متوقعاً، لكن نسبة الأهداف كانت قليلة، ما يدل على أن الحرفيين استوعب درس الجيش وأن الطليعة استهان بضيفه.
– 14 هدفاً حصيلة هذا الموسم بواقع هدفين في المباراة الواحدة، كل المسجلين هذا الأسبوع جدد باستثناء محمد الواكد الذي تصدر بخمسة أهداف.
– خمس ركلات جزاء هذا الأسبوع سجلت جميعها باستثناء واحدة، في حلب أضاع زكريا العمري ثم سجل عمار شعبان للاتحاد.
الركلة الثالثة للطليعة سجلها محمد زينو والرابعة للحرفيين سجلها طه دياب، والخامسة للوثبة سجلها أنس بوطة.
– ثلاث بطاقات حمراء كانت من نصيب حارس الوحدة خالد إبراهيم ولاعب الكرامة بهاء قاروط ولاعب جبلة منهل مهنا.

فوضى الملعب
الفوضى ما زالت سارية في الملاعب، ولاحظنا سوء التنظيم في ملعب تشرين، وكذلك الفوضى العارمة في ملعب حلب، والفوضى لم تقتصر على الدخول والخروج إلى المدرجات بل وصلت إلى دكة احتياط الاتحاد الذي تحول الجميع فيه إلى مدربين متجاوزين مدرب الفريق الذي نال ما ناله من شتائم الجمهور الذين طالبوه بالاستقالة.

نجوم
على صعيد اللاعبين برز هذا الأسبوع مدافع تشرين رامي لايقة بتسجيله هدف فريقه الوحيد، وكان هدفاً جميلاً، وتميز بتحركاته المدروسة ودفاعه الصلب.
ومن المباراة نفسها كان الدولي صفوان عثمان أفضل حكام هذا الأسبوع وقد نال الثناء من جميع المتابعين وخبراء التحكيم نظراً لعدالة صافرته ولحسن تمركزه وانتشاره على أرض الملعب.
واستحق المدرب فراس معسعس مدرب فريق الساحل لقب أفضل مدرب للأسبوع الثاني على التوالي وذلك لفوزه على فريق الوحدة، يليه عمار الشمالي الذي قلب تأخر فريق الوثبة بهدفين إلى تعادل إيجابي 2/2 مع نهاية المباراة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن