قضايا وآراء

الترابط العضوي بين التنظيمات الإرهابية والعدو الصهيوني

ميسون يوسف : 

لا تفوت إسرائيل فرصة إلا وتستغلها لتؤكد عمق الارتباط البنيوي بينها وبين الجماعات الإرهابية التي تستعملها للعدوان على سورية وشعبها، وها هي وما إن شعرت بانهيار هذه الجماعات في الزبداني التي باتت بحكم المنتهية عسكريا وان ما تبقى من أمر تطهيرها ما هو إلا مسألة وقت من غير مخاطر تذكر، ما إن أحست بذلك حتى سارعت لنجد ة أدواتها الإرهابية وشنت عدوانا على أهداف في العمق السوري تحت ذريعة ملفقة ادعت فيها أن فصيلاً فلسطينياً مقاوماً استعمل الأرض السورية لإطلاق الصواريخ على إسرائيل.
فإسرائيل ترى أن استثمارها بالإرهاب في سورية هو الحرب البديلة التي تعتمدها للنيل من سورية الحلقة الوسطى والأساسية في محور المقاومة ولذلك تبادر في كل مرة تلحق بالإرهابيين خسارة أو هزيمة تبادر للتدخل الميداني العسكري المباشر لرفع معنوياتهم وتقديم الدعم العسكري لتمكنهم من البقاء في الميدان خدمة للمشروع الصهيو أميركي.
والعلاقة هذه ليست وليدة اللحظة أو الظرف بل إنها قديمة نشأت منذ نشأة تلك الجماعات الإرهابية التي تنفذ دوراً صهيونيا ضد العرب والإسلام ففي عودة إلى الملفات التي تفتح بين مرحلة وأخرى نجد توثيقا لهذا الارتباط البنيوي والعضوي بين الجماعات الإرهابية والعدو الإسرائيلي.
فمنذ فترة قصيرة كشفت تسريبات من مكتب ضابط ارتباط إسرائيلي مرتبط بمكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو عن مراسلات تهدف إلى تزويد إسرائيل للإرهابيين في سورية وخصوصاً تنظيم جبهة النصرة التابع لتنظيم القاعدة الإرهابي بالسلاح وخاصة صواريخ سيتنغر الأميركية المضادة للطائرات على حد ما نشرت الصحف في حلقة «إسرائيل ليكس».
وتؤكد الوثائق المسربة أو التي تنشر عن قصد، أن جبهة النصرة الإرهابية تعمل بشكل يكاد يضعها بالأمرة المباشرة لإسرائيل، مقابل ما تعطيها إسرائيل من أسلحة وتجهيزات وما تؤمن لها من استشفاء لمصابيها وغطاء جوي ودعم مدفعي عند الحاجة لإرهابييها ومن هنا كان التدخل الإسرائيلي الأخير بقصف المواقع العسكرية السورية في الجنوب مترافقاً مع انهيار الإرهابيين في الزبداني وفشلهم في موجات عدوانهم المتتابعة تحت اسم عاصفة الجنوب.
لقد تطور الارتباط بين الإرهابيين وإسرائيل حتى إنه لم يعد أمراً يخجل منه من يدعون أنهم مسؤولون أو قادة فيما يسمى «المعارضة السورية» وقد بلغت الوقاحة ببعضهم حدا طالبوا إسرائيل معه جهاراً بالتدخل العسكري ضد الجيش العربي السوري لدعم الجماعات الإرهابية كما فعل المدعو كمال اللبواني وسواه.
كل هذه الوقائع والأدلة تؤدي بنا إلى تثبيت قناعة قاطعة بأن الجيش العربي السوري عندما يحارب الإرهاب على أرض سورية إنما هو يقوم باستكمال مهمة التصدي للعدوان الصهيوني على الحدود فالعدوان على سورية بات واحداً بوجهين وجه إسرائيلي علني مباشر، ووجه مقنع غير مباشر يمارس بالأعمال الإرهابية. وإن تحقيق النصر على أي من الاتجاهين إنما هو نصر على العدوان الأساسي وحماية لسورية ودفاع عن مقاومتها ومحور المقاومة الذي تنتمي إليه. فالعدو الإرهابي التكفيري الصهيوني واحد بوجهين متماهيين ومواجهته واحدة في الاتجاهين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن