الأولى

ميليشيات تركيا تكثف القصف على حلب وتنفي انسحابها من جبهاتها … الجيش سيقابل بالنار أي خرق لـ«اتفاق إدلب» من قبل الإرهابيين

| حلب- خالد زنكلو

كثفت الميليشيات المسلحة المدعومة والممولة من تركيا قصفها لأحياء حلب المتاخمة والقريبة من خطوط تماس الجبهات الغربية للمدينة التي نفى «فيلق الشام» انسحابها منها، وفق ما روجت مواقع معارضة.
وشهد ليل أول من أمس خرقاً واسعاً للتهدئة من قبل ميليشيات تركيا المتمركزة على طول جبهات غرب حلب والتي أطلقت 9 صواريخ متفجرة سقطت فوق التجمعات السكنية الآمنة في أحياء شارع النيل والأندلس وتشرين والموكامبو ومساكن السبيل بعد منتصف الليل، ما تسبب بحال من الهلع في صفوف المدنيين العزل وأوقع جرحى بينهم أطفال ودماراً واسعاً في ممتلكاتهم.
وأوضح خبراء عسكريون تحدثت إليهم «الوطن» أن تصعيد المجموعات المسلحة في حلب هو الأول من نوعه منذ توقيع اتفاق إقامة منطقة «منزوعة السلاح» بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في 17 الجاري بسوتشي، ما يعني أن ميليشيات تركيا تريد أن تنقض على الاتفاق لعدم رضاها على بنوده على الرغم من أنه جنبها مصير زميلاتها في الغوطة الشرقية وريف البلاد الجنوبي.
وبين الخبراء أن جبهات حلب الغربية والشمالية والجنوبية مشمولة في الاتفاق، الذي ينص على انسحاب مسلحيها منها بعمق 15 إلى 20 كيلو متراً بحلول منتصف تشرين الأول المقبل، وإن لم تعلن بنوده صراحة على ذلك إلا أن الخرائط الروسية والتركية كشفت عن انضمام حلب إلى الاتفاق الذي ينتظر تطبيقه على طول جبهاتها أيضاً في الموعد المعلن عنه وإن لم تعلن الميليشيات المتمركزة فيها عن موقفها الصريح حيال ذلك.
إلى ذلك، نفى مصدر إعلامي معارض مقرب من «فيلق الشام»، أحد ميليشيات «الجبهة الوطنية للتحرير» التي شكلتها تركيا، لـ«الوطن» ما تردد عن انسحاب مسلحيه من أي موقع له في ريفي حلب الغربي والجنوبي. وقال المصدر إن موقف الميليشيا «منسجم» مع مواقف بقية ميليشيات ما يدعى «الجيش الحر» الرافضة أو «المتحفظة» على بنود الاتفاق محل الخلاف وأن انسحابها من مواقعها «سابق لأوانه».
وكانت مصادر معارضة كشفت أمس، عن انسحاب مسلحي «فيلق الشام» من بعض مواقعه مع أسلحتهم الثقيلة من دبابات ومدافع من جنوب وغرب حلب في إطار اتفاق المنطقة «المنزوعة السلاح» قبل نفي الخبر جملة وتفصيلاً.
وجاء الحديث عن انسحاب «الفيلق» من المنطقة المنزوعة السلاح بعد يوم من رفض «اتفاق إدلب» من قبل ميليشيا «جيش العزة» الموجود في ريف حماة الشمالي، وتزامن معه اجتماع بين «النصرة» وميليشيا «الجبهة الوطنية للتحرير».
وكشف مصدر إعلامي لـ«الوطن»، أن ما يسمى «جيش العزة» رفض في بيان له تسيير دوريات روسية في مناطق سيطرة الإرهابيين بالمنطقة العازلة التي اتُفق عليها في «سوتشي»، وطالب أن تكون المنطقة العازلة مناصفة بين المسلحين والجيش.
وأوضح المصدر، أن أي خرق لـ«اتفاق إدلب» يقدم عليه الإرهابيون سيقابله الجيش بالنار، وبتسديد ضربات نارية موجعة لهم في مختلف المحاور والمناطق.
ودأبت الميليشيات المسلحة، والتي تسيطر على مناطق على شكل نصف قوس يمتد من ريف حلب الجنوبي الغربي وصولاً إلى الريف الشمالي الغربي، على إطلاق القذائف والصواريخ المتفجرة على أحياء حلب الآمنة، قبل وبعد انسحابها من أحياء المدينة الشرقية نهاية العام 2016.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن