عربي ودولي

قاسمي: آلية التعاون مع أوروبا في مراحلها النهائية … محكمة العدل الدولية تبت غداً بشأن العقوبات الأميركية على إيران

تصدر محكمة العدل الدولية غداً الأربعاء قرارها المنتظر بترقب شديد في الشكوى التي قدمتها طهران في تموز 2018 ضد واشنطن للطعن في العقوبات الأميركية عليها. وباشرت إيران معركة قضائية أمام محكمة العدل الدولية متهمة الولايات المتحدة بـ«خنق» اقتصادها، بعدما أعادت إدارة الرئيس دونالد ترامب فرض عقوبات صارمة من طرف واحد على طهران، سبق أن علقتها بموجب الاتفاق النووي الموقع مع طهران.
وتبت المحكمة التي تعتبر الهيئة القضائية الرئيسية التابعة للأمم المتحدة، صباح غد في طلب طهران تعليق العقوبات الأميركية بعدما عقدت جلسات استماع استمرت أربعة أيام في نهاية آب.
وتتضمن العقوبات تجميد المعاملات المالية وواردات المواد الأولية إضافة إلى تدابير تطول مشتريات إيران في قطاعي السيارات والطيران التجاري.
وتؤكد طهران أن سياسة واشنطن لها «عواقب خطيرة» على الاقتصاد الإيراني وأن «ملايين الأشخاص» في هذا البلد «يعانون بشدة منذ الآن» من عودة العقوبات. وتعتبر إيران أن العقوبات الأميركية تشكل «انتهاكاً صارخاً» لأحكام المعاهدة الموقعة بين طهران وواشنطن عام 1955 والتي تنص على إقامة «علاقات صداقة» وتشجع المبادلات التجارية بين البلدين.
ورأى الباحث المتخصص في القانون الدولي في معهد «آسير» في لاهاي جيف غوردون أن هذه المعاهدة «يمكن أن توفر للمحكمة قاعدة قانونية كافية لوضع حد أقصى بموجب القانون الدولي للإكراه الذي تمارسه الولايات المتحدة».
وأضاف متحدثاً لوكالة فرانس برس أنه بصورة عامة «قد تشكل هذه القضية فرصة للمحكمة من أجل أن تثبت إمكانية فرض قيود بموجب القانون الدولي على الحرب التجارية التي قد يشنها بلد على بلد آخر».
ومن جانبه قال أستاذ القانون الدولي في جامعة لايدن إريك دو برابانديار إنه «إذا أمرت المحكمة باتخاذ تدابير، ينبغي احترامها».
لكنه غير واثق بأن الدولتين ستلتزمان بقرار القضاة في هذه القضية، إذ سبق أن تجاهلت كل من طهران وواشنطن رأي المحكمة التي تصدر قرارات ملزمة وباتة.
ويصدر قرار المحكمة في ظل توتر متصاعد بين إيران والولايات المتحدة، وقد تواجه رئيسا البلدين في خطابيهما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي.
وفي سياق متصل قال المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي: بعد زيارات ومفاوضات مكثفة حول آلية محددة مع أوروبا، اقتربنا من تفاهم يقضي بتلبية جميع مطالب إيران، وإن آلية التعاون تمر بمراحلها النهائية.
وأضاف قاسمي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس ورداً على سؤال حول اتفاق إيران وأوروبا: بعد انسحاب أميركا من الاتفاق النووي، بدأت المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا، ومستمرة حالياً.
وأضاف: بعد الكثير من المناقشات حول آليات محددة، اقتربنا من التفاهم حول بعض المجالات، وبعد اجتماع نيويورك بين وزراء خارجية إيران و4+1، تم الاتفاق علي إكمال العمل، وبالتأكيد أن أميركا ستمنى بالهزيمة في هذا الصدد.
وقال الناطق باسم الخارجية: نظراً للظروف الخاصة التي تفرضها أميركا على الدول لمنع التعاون الاقتصادي مع إيران، وتنفق الكثير من الوقت والمال بهذا الشأن، فإن المفاوضات بين إيران والاتحاد الأوروبي والآلية المصممة، لم ولن يتم الكشف عنها، نظراً للمصالح الوطنية، وأولئك الذين يحاولون تدمير العلاقة، وصياغة آلية يمكن أن تملأ الفراغ جراء العراقيل والقيود التي تضعها أميركا.
وأوضح قاسمي: بالتأكيد أن موضوع النفط مقابل الغذاء أو أي تفسير آخر من هذا القبيل، ليس صحيحاً، ونحن نتحرك مع الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا.

(إرنا – أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن