سورية

اقتتال بين الإرهابيين.. وميليشيات أبلغت أنقرة رفضها الوجود الروسي في «العازلة» … هدوء حذر في أرياف حماة وإدلب 

| حماة – محمد أحمد خبازي – دمشق – الوطن – وكالات

ساد الهدوء الحذر على منطقة «خفض التصعيد» بأرياف حماة وإدلب بسبب مواصلة الجيش العربي السوري ترقبه لأي خرق من التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة لـ«اتفاق إدلب» للرد عليه بقوة. وبينما اندلعت اشتباكات بين الإرهابيين، أبلغت ميليشيات مسلحة مدعومة من النظام التركي هذا النظام رفضها أي تواجد روسي في «المنطقة العازلة» كما نص «اتفاق إدلب».
وفي 17 أيلول الماضي تم الإعلان عن «اتفاق إدلب» الذي ينص على إيجاد «منطقة عازلة» يتم سحب سلاح المسلحين الثقيل منها وانسحاب الإرهابيين منها ويبدأ تطبيقها في منتصف الشهر الجاري، على أن تنتشر فيها قوات مراقبة روسية وتركية.
وسيطر الهدوء الحذر على المناطق الواقعة ما بين ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي الشرقي، إذ لم يسجل حتى ساعة إعداد هذه المادة أي خرق أمني في المنطقة المذكورة التي تتمركز فيها تنظيمات إرهابية وميليشيات مسلحة.
وعزا مصدر إعلامي ذلك إلى رد الوحدات العسكرية العاملة في ريفي حماة الشمالي وسهل الغاب الغربي على أي محاولة تسلل للإرهابيين باتجاه نقاط الجيش العسكرية أو استهدافهم القرى الآمنة على الشريط الشمالي والغربي من المنطقة العازلة، وهو، بحسب المصدر، ما أدى إلى تكبد الإرهابيين خسائر فادحة بالأرواح والعتاد خلال الأيام القليلة الماضية، ما جعلهم يلتزمون حتى الساعة بـ«اتفاق إدلب».
وبيَّنَ المصدر، أن الجيش يرصد المنطقة العازلة ليلاً ونهاراً، وأي تحرك للإرهابيين هو تحت النظر وسيُقابل برمايات نارية كثيفة سترغم «جبهة النصرة» وشركاءها على إعادة حساباتهم والركون إلى الهدوء وتثبيت الاتفاق.
وفي حلب تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض عن استهداف الجيش للإرهابيين في بلدة كلجبرين ومحيطها بالقطاع الشمالي من الريف الحلبي، ما تسبب بأضرار مادية.
وسبق لـ«المرصد»، أن تحدث عن اشتباكات في القسم الغربي من مدينة حلب ليل الأحد – الإثنين، على محور جمعية الزهراء وأقر بسقوط عدة قذائف على أماكن في شارع النيل ومحيطه وأطرافه بالقسم الغربي من المدينة التي تخضع لسيطرة الجيش، ولفت إلى أن استهداف الجيش للإرهابيين امتد إلى منطقة الليرمون بضواحي مدينة حلب الغربية.
من جهة ثانية، تواصل الفلتان الأمني في مناطق سيطرة «النصرة» وسط اقتتال مع التنظيمات الأخرى، حيث ذكر «المرصد» المعارض أن اشتباكات بالرشاشات الثقيلة اندلعت بين حاجز لـ«هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لـ«النصرة» وحاجز لميليشيا «الجبهة الوطنية للتحرير» في منطقة الهبيط – كفرعين بريف إدلب الجنوبي.
وفي حلب، تحدثت مواقع إعلامية معارضة، بأن مجهولين اقتحموا مقراً لـ«النصرة» في منطقة الكاستيلو شمال مدينة حلب، وأطلقوا النار على المسلحين الموجودين داخله، ما أسفر عن مقتل ثلاثة. وتشهد محافظة إدلب منذ أكثر من سبعة أشهر بشكل شبه يومي، انفجارات عبوات ناسفة وسيارات مفخخة استهدفت مدنيين ومسلحين وإرهابيين ومتزعميهم.
في غضون ذلك تحدث الناطق الرسمي باسم ميليشيا «الجبهة الوطنية للتحرير» النقيب الفار ناجي مصطفى، عن «لقاء مطول مع الحليف التركي» مشيراً إلى أن «الجبهة» أبدت خلال الاجتماع «رفض» التواجد الروسي في المنطقة المنزوعة السلاح «وحصل وعد بعدم حصوله وهذا ما تم تأكيده اليوم من الجانب التركي» وفق زعمه. جاء ذلك بعد ساعات من تأكيد الميليشيا عدم سحب أي آليات ثقيلة لها من المنطقة بموجب «اتفاق إدلب» الذي ينص على انتشار مراقبة روسية تركية في المنطقة منزوعة السلاح. ورأت وكالة «فرانس برس» أن هذه المواقف تعكس حالة من الإرباك في صفوف الميليشيات إزاء الاتفاق، بعد ترحيب «الجبهة» سابقاً بالاتفاق، على حين لم يصدر موقف رسمي من «النصرة» التي أعربت سابقاً عن رفضها «المساومة» على السلاح، معتبرة الأمر «خطاً أحمر».
وأفادت وزارة الدفاع الروسية، أمس، في نشرة لها، بأن الجانب الروسي في لجنة الهدنة الروسية التركية في سورية رصد خلال الـ24 ساعة الأخيرة 18 خرقاً لنظام وقف العمليات العسكرية، وذلك في محافظات اللاذقية (10) وحلب (6) وإدلب (1) وحماة (1)، على حين لم يرصد الجانب التركي أي خروقات.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن