عربي ودولي

الأمم المتحدة تشتري 50 ألف طن من القمح لليمن … النظام السعودي يعترف بأخطاء عدوان تحالفه في اليمن

أعلنت السعودية أنها تعمل بجد على تصحيح أخطاء في عمليات الاستهداف التي ارتكبها تحالفها العسكري في اليمن، وأودت بحياة مدنيين بينهم أطفال لكن خبراء بالأمم المتحدة أبدوا تشككاً وسط اتهامات أممية بمقتل الأطفال بغارات التحالف.
وفحصت لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الطفل الاثنين الماضي السجل السعودي فيما يتعلق بالالتزام ببروتوكول وضع الأطفال في الصراعات المسلحة، وأثارت مراراً قضية الأطفال الذين قتلوا في هجمات للتحالف في اليمن.
وقال كلارنس نلسون نائب رئيس اللجنة: «هذا الأمر مستمر منذ سنوات، لكن لا توجد معلومات بعد عن مقاضاة أو معاقبة أو التعامل بأي شكل من الأشكال مع أي من الجناة أو الأشخاص المسؤولين عن هذا النوع من الأفعال».
وسألت رينيت وينتر، رئيسة اللجنة، لماذا تكررت إصابة المدارس والمستشفيات وقالت «تقولون إن هذا حادث عرضي. كم من مثل هذه الحوادث يمكنكم تحمله وكم منها يمكن للناس في هذا البلد تحمله؟»
وأشارت وينتر إلى ضربة جوية على حافلة مدرسية في آب في محافظة صعدة بشمال اليمن قتل فيها العشرات.
لكن عسير العتيبي المسؤول في وزارة الدفاع السعودية أبلغ اللجنة التي تضم 18 خبيراً مستقلاً بأن التحالف السعودي ملتزم بالقانون الدولي الإنساني، وأن لدى التحالف قائمة تضم 64 ألف موقع في اليمن يحظر استهدافها، منها المستشفيات والمدارس، في محاولة لتمرير أكاذيب النظام السعودي.
وأضاف العتيبي: إن تحقيقات التحالف خلصت إلى «وجود بعض الأخطاء غير المقصودة» في عدد من هذه العمليات وأن «الفريق المشترك لتقييم الحوادث» أوصى بضرورة محاسبة الجناة وتعويض الضحايا.
وقال التحالف في الأول من أيلول إنه يعترف بأن الهجوم الجوي قتل عشرات الأشخاص بينهم أطفال في حافلة وبأنه لم يكن مبرراً. وتعهد بمحاسبة المسؤولين عن الخطأ.
وقال رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية بندر العيبان الذي قاد وفداً حكومياً إن قافلة صعدة «كانت تنقل بعض المسؤولين العسكريين الحوثيين».
«غير أن الضربة الجوية لم تنفذ بما يتفق مع قواعد الاشتباك لأن القافلة لم تكن تشكل خطراً على التحالف».
إلى ذلك أعلنت منظمة «سايف ذي تشيلدرن»، أن عدد حالات الإصابة المحتملة بالكوليرا ازداد ثلاث مرات تقريباً في المراكز الصحية التي تدعمها في اليمن منذ استئناف القتال في محافظة الحديدة.
وقالت المنظمة، إن المرافق الطبية التي تدعمها في اليمن سجلت زيادة بنسبة 170 بالمئة في أعداد الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا، بواقع 1342 حالة في آب، مقابل 497 في حزيران.
وربطت المنظمة، وهي بريطانية وغير حكومية هذه الزيادة باستئناف المعارك في الحديدة بين جماعات الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، مؤكدة أن الحديدة أصبحت «بؤرة» لتفشي وباء الكوليرا في اليمن.
وأوضحت أن نحو 30 بالمئة من الإصابات المحتملة بالكوليرا سجلت لدى أطفال دون سن الخامسة، معربة عن قلقها على مصير 100 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، يجعلهم بالمقارنة مع نظرائهم، أكثر عرضة للإصابة بأمراض كالكوليرا.
وشددت المنظمة على أن ازدياد حالات الكوليرا في الحديدة، يؤكد وجود منحى عام في جميع أنحاء البلاد في هذا الاتجاه، مشيرة إلى أنه تم تسجيل أكثر من 23 ألف حالة مشتبه بإصابتها بالكوليرا في اليمن منذ مطلع العام الجاري.
وكان مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أعلن الإثنين أن 4551 شخصاً قضوا في اليمن بسبب الكوليرا وأن 1.2 مليون حالة مشتبه فيها قد تم الإبلاغ عنها في الفترة بين نيسان 2017، وأيلول 2018.
كما قال تجار أوروبيون، إن وكالة إغاثة تابعة للأمم المتحدة اشترت في الآونة الأخيرة نحو 50 ألف طن من القمح لشحنه لليمن.
ومن المتوقع أن يكون توريده من منطقة البحر الأسود، وعلى الأرجح من رومانيا، وسيتم شحن القمح في كانون الأول، من ميناء كونستانتا الروماني.
وتوفر الأمم المتحدة إمدادات إغاثة كبيرة لليمن مع استمرار الصراع في البلاد.
وكانت المنظمة الإنسانية البريطانية «أنقذوا الأطفال» قد حذرت من أن المجاعة تهدد مليون طفل إضافي في اليمن بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وسط استئناف عدوان قوات الحكومة والتحالف السعودي على مدينة الحديدة الساحلية.

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن