سورية

أكد أن الاحتلال والإرهاب ومحاولات إسقاط الحكومات باتت سبباً لحركة النزوح القسري … آلا: سورية تدعو الدول المعرقلة عودة المهجرين للتخلي عن أوهامها

| وكالات

أكد مندوب سورية الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف السفير حسام الدين آلا أن الاحتلال والإرهاب ومحاولات إسقاط الحكومات، باتت سبباً رئيسياً لحركة النزوح القسري التي شهدتها بعض الدول، داعياً الدول التي تعرقل عودة المهجرين السوريين الطوعية من خلال تخويفهم، بالخروج من حالة الانفصام والتخلي عن أوهامها في سورية.
وقال السفير آلا في بيان ألقاه أمس أمام الدورة التاسعة والستين للجنة التنفيذية لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين – النقاش العام في جنيف، ونقلته وكالة «سانا» للأنباء: «إنه في الوقت الذي نشاطر فيه مشاغل المفوض السامي إزاء الضغوط الراهنة في ظل تهرب البعض من توفير الموارد المالية التي تم التعهد بها وربطها بشروط سياسية تتنافى مع مبادئ العمل الإنساني وتهرب البعض الآخر من الوفاء بتعهدات تقاسم الأعباء، فإننا نشدد على أن الاستمرار في التمسك بالمعايير والمبادئ الناظمة لعمل الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والنأي بها عن التسييس هو الرد الأمثل في مواجهة تلك الضغوط».
وأضاف آلا: «إن التعامل مع المصاعب والتحديات المتصلة بالنزوح القسري وبقدر ما يستوجب تحفيز القدرات والموارد المالية والبشرية للاستجابة للاحتياجات الإنسانية الطارئة ولمتطلبات حماية النازحين قسراً، إلا أن مواجهة الأسباب الجذرية التي أوجدت مظاهر النزوح القسري هي السبيل الأمثل لوقف المعاناة وإتاحة الظروف المناسبة لعودة الناس إلى بلدانهم ومناطق سكنهم».
وأكد آلا، أنه ومع اختلاف الظروف المؤدية للنزوح من منطقة إلى أخرى، فإن محاولات العبث باستقرار الدول وتقويض مؤسساتها الوطنية لإضعاف الحكومات ومحاولة إسقاطها، باتت سمة مشتركة وسبباً رئيسياً للعديد من الأزمات الإنسانية ولحركة النزوح القسري التي شهدتها بعض الدول، لافتاً إلى أن هذا الجانب يغيب عن تقارير المنظمات الدولية لأسباب ليست بخافية على أحد.
وتابع آلا: «في منطقتنا لا يزال الاحتلال الأجنبي والإرهاب والإجراءات القسرية الأحادية عوامل أساسية مؤدية للأزمات الإنسانية التي تشهدها المنطقة ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي السبب الرئيسي في مأساة النزوح القسري لملايين اللاجئين الفلسطينيين إلى جانب نزوح ما يزيد على نصف مليون مواطن من الجولان السوري المحتل منذ عام 1967».
أما في الجمهورية العربية السورية، فقد أكد آلا أن الإرهاب المدعوم من الخارج وتوظيفه كأداة لمحاربة الدولة السورية والإجراءات القسرية الأحادية التي فرضتها بعض الدول على الشعب السوري، شكل عوامل رئيسية أجبرت السوريين في العديد من المناطق على النزوح القسري داخل سورية وخارجها.
وقال في هذا الصدد: «تشدد سورية على أن إلغاء التدابير القسرية الأحادية التي تطول كل القطاعات الحيوية لتأمين ظروف ملائمة لعودة اللاجئين إلى مناطقهم وإعادة تأهيلها وتوفير الخدمات فيها».
وشدد آلا على أن «الإنجازات التي حققتها القوات المسلحة السورية في القضاء على الإرهاب ونجاح المصالحات المحلية في حقن الدماء وتجنب الدمار، جعل الوضع على الأرض أكثر أمناً واستقراراً في الكثير من المناطق السورية ومكن سكانها من العودة إلى بيوتهم التي هجروا منها بفعل الإرهاب».
وأضاف: «بالتوازي مع عمل الحكومة على إعادة تأهيل المناطق المحررة من الإرهاب وإعادة الحياة إلى طبيعتها، باتت الأرضية مهيأة للعودة الطوعية للمهجرين السوريين إلى وطنهم، وقد دعت الحكومة السورية مواطنيها الذين اضطرتهم الحرب والاعتداءات الإرهابية لمغادرة البلاد للعودة إلى بلدهم، وتم لهذا الغرض تشكيل هيئة تنسيق حكومية لتسهيل وتبسيط إجراءات عودة المهجرين إلى مناطقهم الأصلية وتمكينهم من العيش بشكل طبيعي من جديد».
وتابع آلا: «شهدنا بالفعل عودة الآلاف إلى سورية وآخرها عودة ثلاث دفعات جديدة يوم أمس (الإثنين) من المهجرين السوريين إلى لبنان».
وأكد أن سورية تشدد على أهمية توفير الموارد المالية لعمل المفوضية وغيرها من الوكالات الإنسانية بعيداً عن الشروط السياسية، وقال: «لقد استمعنا يوم أمس (الإثنين) إلى ما ورد في بيان الاتحاد الأوروبي بالترويج لمزاعم عدم توافر شروط العودة الآمنة والطوعية للمهجرين السوريين بغرض تخويفهم وعرقلة عودتهم إلى بلدهم وتسييس هذا الموضوع الإنساني عبر الربط بين عودة المهجرين والعملية السياسية ونحن ندعو هذه الدول للخروج من حالة الانفصام والتخلي عن أوهامها في سورية».
وختم السفير آلا بيانه بالقول: «نتطلع إلى قيام المفوضية بالخروج بمبادرات إيجابية تبني على الحقائق المتعلقة بعودة الأمن والاستقرار إلى المناطق المحررة من الإرهاب».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن