سورية

نتائج الحرب التركية الشاملة ضد داعش: مسلحوها يتراجعون والتنظيم يتقدم

 حلب- الوطن : 

مضت ثلاثة أسابيع على بدء الاتفاق الأميركي التركي المشترك ضد تنظيم داعش الإرهابي في شمال حلب، وضعف المدة على إعلان الأخيرة حربها «الشاملة» ضد التنظيم وحشد مجموعات مسلحة أخرى في مواجهته، والتي تراجعت على الأرض لمصلحته.
واستغرب متابعون للعملية العسكرية التركية في تصريحات لـ«الوطن» عدم تحقيقها أي هدف على الرغم من حشود الجيش التركي على الحدود السورية ومن دون القيام بأي عمل عسكري إلى الآن سوى التلويح بعصا المسلحين الذين ينفذون أجندة حكومة «العدالة والتنمية» والذين منوا بضربات قاصمة انتزعت منهم مناطق إستراتيجية وخصوصاً قرية أم حوش ثم بلدة تلالين فقرية سندف المتاخمة لمارع معقل «الإخوان المسلمين» وأهم حاضنة للمسلحين في الريف الشمالي.
وأكد خبراء عسكريون لـ«الوطن» أن الهدف الأساسي من إعلان تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان الحرب على داعش، هو ضرب حزب العمال الكردستاني و«وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية، ومنعها من إقامة أقاليم الحكم الذاتي في زاويتي المثلث الجنوبيتين عين العرب وعفرين، حيث قطعت الحكومة التركية أضلاع المثلث الذي تشكل زاويته الثالثة منطقة الجزيرة في الحسكة شمالاً.
ولم يفلح المجهود العسكري التركي في إجبار داعش على الانسحاب من أي منطقة وخصوصاً في مواقع المواجهة وخطوط التماس الحدودية في مدينة جرابلس وبلدة الراعي، كما لم يطلق الجيش التركي النار صوب مسلحي داعش باستثناء وقت إعلان الحرب عليه في موقعين من دون وقوع اشتباكات.
وبذلك، أثبتت الحكومة التركية، ومن خلفها المجموعات المسلحة وقوات «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن، فشلها في رسم أي سياسة هجومية في مواجهة التنظيم أو حتى مجرد احتوائه ومنع تقدمه للحؤول دون توسعه وقضمه المزيد من الأراضي.
في المقابل، يبقى الجيش العربي السوري هو المحارب الوحيد ضد الإرهاب في سورية، من شمالها إلى جنوبها، ومانع انتشاره وتمدده تجاه باقي دول المنطقة، فبالأمس نفذت وحدات من الجيش والقوات المسلحة عمليات مكثفة على أوكار وتجمعات تنظيمي داعش وجبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سورية بحلب وريفها وكبدتهم خسائر في الأفراد والسلاح والعتاد الحربي.
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر عسكري تأكيده أن وحدات من الجيش قضت في عمليات دقيقة على بؤر «النصرة» والتنظيمات المنضوية تحت زعامته في أحياء النقارين وغرب حي كرم القصر والراشدين 4 وساحة النعناعي وبني زيد والشيخ خضر وبستان الباشا والصاخور والليرمون وكرم القاطرجي والسكري.
وتأتي هذه العمليات بعد أقل من 24 ساعة على قضاء وحدات من الجيش على العديد من مسلحي «النصرة» والتنظيمات الأخرى في أحياء الراشدين والليرمون والصاخور وبنى زيد وبستان الباشا والشيخ خضر وحلب القديمة.
وإلى الشمال من مدينة حلب بين المصدر، أن وحدة من الجيش وجهت ضربات مركزة على بؤر وأوكار الإرهابيين في مخيم حندرات وقرية تل شعير ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد منهم وتدمير ما بحوزتهم من أسلحة وذخائر.
وفي ريف حلب الشرقي وجهت وحدة من الجيش ضربات مكثفة على تجمعات ومحاور تحرك التنظيمات الإرهابية في محيط مطار النيرب ما أسفر عن مقتل عدد من أفرادها وتدمير أسلحة وعتاد حربي لهم.
وبحسب المصدر فقد دمرت وحدة من الجيش عدداً من الآليات بعضها مزود برشاشات لمسلحي تنظيم داعش وقضت على عدد منهم في محيط مطار كويرس بريف حلب الشرقي.
واعترفت التنظيمات الإرهابية على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي بمقتل عدد من أفرادها من بينهم عبد الرحيم الخطيب الملقب بـ«الساجور».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن