ثقافة وفن

من أسباب نجاحي هو حفاظي على هويتي وعدم بندقتها … شادي جميل لـ«الوطن»: يجب محاربة الفساد والسماسرة في الفن وعاتب على معرض دمشق الدولي والأوبرا

| سارة سلامة

صوت حلبي أصيل عريق شدا منذ زمن بأجمل الألحان محافظاً على هوية وتاريخ واسم حلب، حيث تعشق بكل مكونات وتفاصيل هذه المدينة وغنى وهمس وحكى وطاف بلكنته الحلبية عبر الحدود لينقل تراثها وإرثها بأمانة إلى كل العالم.
وامتاز الفنان شادي جميل بخامة صوته حيث أتقن وأبدع غناء القدود الحلبية، ونهل من الكنيسة أصول الغناء والتراتيل، وفي المرحلة الابتدائية اهتم كثيراً بالموشحات الأندلسية، ومن ثم انتسب إلى المركز الثقافي في مدينة حلب، وتتلمذ على يد كبار الأساتذة، منهم الشيخ نديم الدرويش، وتعلم تجويد القرآن ورقص السماح و«السولفيج».
ويعتبر شادي من عمالقة الطرب الحلبي الأصيل العاشق للموشحات والقدود عبر تاريخه ونشأته التي ولدت مع دعاء ناجى فيه ربه وقال «يا رب يا عالي شوف عبدك»، وقدم عبر مسيرته أكثر من 60 أغنية خاصة به ليشكل بذلك بصمة خاصة جعلت منه علامة فارقة، وأصبحت أغانيه اليوم تحمل نكهة تراث تشهي أبناء الجيل الجديد لأدائها مثل: «عايل، ويا حبيب، ويا أم المحرمة..» وغيرها الكثير.
وقلما يلفته البقاء ضمن الحدود الحلبية لذلك ينصح الشباب بالخروج والبحث عن شيء خاص بهم حتى يتميزوا، ويعتبر أن هذا النوع من الفن لا يمكن أن يتقنه إلا ابن حلب، إذ هو إرث يتناقله أبناؤها ولا ندري أكان الماء أم المناخ الصحراوي أم الوراثة من تلعب دوراً في صقل حناجر أهلها، وللحديث أكثر عن أعماله ونشاطاته القادمة كان لنا معه هذا الحوار..

تميزت بأنك خرجت بأغنيات خاصة فيها نكهة حلب ولكنها ليست من القدود، الخروج عن الموشحات والقدود ماذا قدم لك؟
التراث والكلاسيك شيء موجود ولكننا اليوم بحاجة إلى مجاراة العصر والتجديد وإلا فسنبقى مقلدين، فالشباب اليوم يطالبنا بإيقاع معين ليس «السللو» الذي أصبح قديماً، بل إيقاع يضج بالحياة ويحتوي على الإثارة والتشويق والأكشن والطاقة.

من أكثر الأساتذة الذين أثروا فيك وتتذكرهم إلى اليوم؟
في المرتبة الأولى الأستاذ محمد قدري دلال وهو باحث وملحن ومدير معهد الموسيقا في مدينة حلب اعتبره استاذي وله فضل كبير عليّ، أما الأساتذة الذين انتقلوا إلى جوار ربهم فهما نديم الدرويش وبهجت حسان.

الكثير من الفنانين هاجروا خلال الأزمة وأقمت أنت في لبنان، لماذا لم يأخذ حقه شادي جميل في لبنان؟
في الأزمة التي مرت على سورية تعلمنا أن الوطن أم والوطن غالٍ وبالأخص أنني ابن مدينة حلب التي عانت الأمرين وشهدت دماراً وذلّاً ووجعاً، وتبعثر أبناؤها في غربة وماتوا أيضاً، وفي تلك الفترة توقفت عن إصدار الأغاني الرومانسية أو الشعبية وقدمت أغاني تحاكي الحياة التي يعيشها الشعب السوري وتحدثت فيها عن الغربة والناس التي هاجرت، كما غنيت للشام وللجيش العربي السوري وأخيراً غنيت لمدينتي العزيزة حلب من خلال أغنية «شهباء وش عملوا فيكي».
أما بالنسبة لإقامتي في لبنان فأنا ومنذ 30 عاماً لدي منزل في لبنان وآخر في مدينة حلب، لذلك لم أبتعد ساعة واحدة عن سورية إلا أن الظروف التي تعرضت لها حلب أجبرتني على الابتعاد عنها مدة 5 أعوام، حيث كان الطريق إليها شبه مقطوع وغير آمن، ومع ذلك لم أنقطع عن زيارة دمشق بشكل أسبوعي.

ماذا خسر؟ وماذا كسب شادي في بعده عن حلب؟
خسرت أصدقاء وناساً تربيت وترعرعت معهم وأقارب وأهلاً ماتوا بقذائف الغدر، والحقيقة كل ما حصل وتعرضننا إليه من هذه الحرب الكونية أعطاني طاقة رهيبة وإصراراً على التمسك بأرضي وجذوري، أما على الصعيد الفني فخسرت الكثير من الملحنين والشعراء ولم أعد قادراً على التواصل معهم، كما أن نشاطاتي الفنية قلت نسبة إلى الظروف التي كانت تمر على الناس من رعب وقلة في الأمن والأمان والظروف الاقتصادية السيئة.
ولكن إذا ما فكرنا بالشيء الذي ربحناه من كل ما حدث فهو أننا عرفنا كم بلدي عزيزة وجميلة وغنية وتيقنت من قوة الشعب والجيش اللذين شكلا مطامع للعالم أجمع وعرفنا أكثر من ذي قبل كم سورية عظيمة.

ماذا قدمت للغناء الحلبي الأصيل بوجود أصوات مثل صباح فحري؟
بينت مراراً أن التمسك بالتراث وحده لا يكفي ونحن نحتاج دائماً أن نقوم بشيء جديد كي نبرز ونترك لأنفسنا وقعاً مميزاً وخاصة أن الناس تطلب دائماً التجديد، حيث يعتبر التراث مرحلة ربما لأعرف فيها الناس عن إمكانيات صوتي وقدراته، لذلك كان لابد من تقديم مشروعي الخاص من خلال 61 أغنية أعتز بها مثل: «يا حبيب، وعايل، ورشرش حبك يا جميل، ويا أم المحرمة، واسمك يا شهبا، وانسى غرامك راح، وليش أنا حبك جنون»، ولولا ذلك لكنت بقيت رقم 2 أو 3، والحقيقة أن هذه الأغنيات أضافت لي الكثير وبشكل عام فإن الفن قدم لي أكثر مما قدمت له.

هل تستطيع أن تحدد الفراغ الذي تركه صباح فخري في مرضه؟
لا شك أننا خسرنا صوتاً عظيماً على الرغم من أنه موجود كجسد أطال الله في عمره ولكن ليس فيه أي عطاء، وبكل تأكيد فإن قامته وقيمته ستبقيان موجودتين في التاريخ وسنبقى نتذكره ونتكلم عنه، وبغيابه نكون للأسف قد خسرنا سماع صوت جميل وصوت فيه وفا ودفء مثل صوت صباح فخري.

تقول إن الغناء الحلبي الأصيل يحتاج إلى التجديد كي يستمر وينتشر، هل هذه القدود والموشحات قابلة للتطور والتجديد؟
عندما نقول قدّ حلبي فهو عبارة عن مقياس والمقياس والقدود الحلبية لا أحد يستطيع أن يغير فيها شيئاً لأنها في الأساس أغان شعبية، على حين الموشح عبارة عن شعر وله سميعته الذواقة ولكن قلائل.

كم يقع على عاتق شادي عبء نقل التراث للأجيال القادمة في زمن أقلعت فيه الناس عن السمع الذواق؟
لنتحدث عن وجود التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي ودورها في المجتمع سواء كان إيجابياً أم سلبياً، واليوم مجتمعاتنا تستقبل بشكل دائم أي فيروس يأتي من الخارج، فهو يحب الاستيراد بشكل رهيب، ولكن للأسف نحن لا نفضل التصدير، كما نصدر البضائع والمنتجات السورية إلى العالم، حيث لا يقع على كاهلنا هم إيصال الرسالة السورية والهم السوري إلى الخارج، لذلك نجد الفنان السوري يذهب إلى الخليج ويغني «خليجي» وفي مصر يغني «مصري»، وأحب أن أقول لهم هذا مثل وهو «ما حدا ببيع المي بحارة السقايين»، وما يميز تجربتي ويعتبر من أهم أسباب نجاحي هو أنني حافظت على هويتي ولم أبندقها الأمر الذي أعطاني مصداقية كبيرة عند الناس والمتلقين.

يعتبر شادي أن تقديم القدود والموشحات محصور بابن حلب لماذا؟
نعم والذي يريد أن يغني قدوداً حلبية يجب أن يكون حلبياً وليس حمصياً أو شامياً.

ما السرّ في ذلك؟
السرّ أن هذه المدرسة تعب عليها أساتذة كبار من شعراء وملحنين وقراء قرآن، وأكبر قراء القرآن في مصر كانوا يأتون ليستمعوا إلى الأساتذة في حلب، وكما نعلم أن محمد عبد الوهاب كان أكبر امتحان له في مدينة حلب حيث قدم حفلاً فيها لم يحضره سوى 6 أشخاص واستغرب من ذلك، وقالوا له هؤلاء السميعة يأتون ليمتحنوك في المرحلة الأولى ويقدموا رأيهم وفي اليوم التالي كانت الصالة ممتلئة وبذلك أقول إن الحلبي ذواق في كل شيء حتى في لبسه وأكله ومظهره.

النجومية بدأت عندك من خلال دعاء ديني «يا رب يا عالي شوف عبدك» تحدث لنا عن البدايات؟
الموهبة تبدأ عندما يكون الشخص في المدرسة حيث كنا نعمل حفلات على نطاق الصف والحصص، وبعدها انتقلت إلى كورال كنيسة مار جرجس، ومن ثم انتسبت للمعهد الثقافي في مدينة حلب، وهنا بدأت تعلم الموشحات وأصول النغمات، وكنت أخضع لدروس خاصة عند نديم الدرويش، وعبد الرحمن مدلل، وعبد الرؤف حلاق. تعلمت خلالها تجويد القرآن ومخارج الحروف لأن هذا اللون يتطلب منا تعلّم القرآن، ومن يرد غناء قصيدة يجب أن يجود ويعرب ومن أعرب أطرب ويجب ألا يقلقل بالغناء بل يجب أن يغني بشكل صحيح.

الحرب والقتل والدمار الذي حلّ بمدينة حلب كم أثر فيك؟
بكل تأكيد ترك أثراً كبيراً في نفسي وحالتي كانت أشبه بالطفل الذي تتألم أمه وأصبحنا الآن وأكثر من أي وقت مضى متعلقين بمدينة حلب، ولمست ذلك بشكل واضح في عيون أهلها الذين يسكنون خارجاً في المغترب، لأنني أسافر وأرى وأسمع كثيراً ولمست كيف صارت حلب في عيونهم وهي حقاً «سويسرا الشرق»، وكأنها قطعة من الجنة وربما كانوا لا يعرفون قيمتها من قبل، وأنا واثق بأن الكثير منهم مستعد اليوم أن يأتي إلى حلب ويستثمر ويعمر، لأن حلب أم الفقير وفيها كل شيء طبيعي هذا إضافة إلى مناخها الصحراوي ولا أدري أكان الماء أم الوراثة لعبا دوراً كبيراً في حناجر أبناء هذه المدينة، فالأصوات الجميلة خلقت من حلب، وعلى الرغم من أني خرجت قليلاً عن السكة إلا أنني بقيت محاذياً لها بلهجتي السورية، كما أن التعاون ما يزال أسير هذه المدينة فالملحن حلبي والموزع حلبي والكتاب والموسيقيون أيضاً.

من يطرب شادي جميل اليوم؟
في السيارة إذا أردت الاستماع للغناء العربي أبحث عن شيء أتعلم منه وشيء ينقصني لذلك أستمع للشيخ محمد عمران، والشيخ بكري كردي، وعند قيادتي في الطريق أسمع أغاني أجنبية حيث يستهويني كل من (اندريا بوتشلي، وديميس روسوز)، كما أستمع وأحب جداً الغناء اليوناني.

برأيك ما الأصوات المبشرة في سورية؟
في الحقيقة هناك العديد من الأصوات الجميلة وأرى المستقبل بانتظارهم كلهم بشرط أن يحافظوا على هويتهم ويبقوا بثوبهم ولا يغيروه ويغنوا الفن الأصيل والرصين، لأن سورية أصيلة وتمثل بلد الحضارة والتاريخ ولا يمكن أن يؤذيها بعض المنتفعين.

ماذا عن عدم مشاركة أسماء كبيرة في المعرض على حساب مطربين لا يقدمون طرباً أصيلاً؟
تحدثت مع نقيب الفنانين زهير رمضان بذلك وكنت عاتباً لأنني لم أدع للمشاركة في معرض دمشق الدولي، وخاصة أني سوري وشاركت في كل مهرجانات لبنان ففي كل يوم سبت لدي مهرجان في منطقة هناك بحضور يجمع الآلاف، وأنا لدي تاريخ كبير وقضيت أكثر من 35 عاماً في هذا المجال، من المعيب ألا أكون مشاركاً في المعرض وفي الحقيقة أتأسف على ذلك.

ماذا كان الرد؟
قال إنني لم أخبره عن رغبتي في المشاركة وبكل تأكيد أنا لن أطلب المشاركة إذا لم أدع.

ما الأسباب برأيك؟
إذا كان ذلك بسبب التماهي مع العصر وتفضيل مطربي الجيل الجديد ومطربي الساعة نقول إن على الدنيا السلام، وهذه الشوائب عادة ما تفرزها الحروب ونلحظ أغاليط وكذلك طبقة أثرياء حرب، كما من شأنها إفراز فن هابط حيث يعتبر ذلك وسيلة سهلة يعيش منها الكثيرون، والدولة اليوم تعود وتقف على قدميها من جديد وتحارب الفساد المستشري ويجب ألا تنسى الفساد في الفن ومحاربته ومحاربة المنتفعين والسماسرة إن كان في دار الأوبرا أم في مسرح معرض دمشق الدولي.

على من أنت عاتب؟
عاتب على كل شخص في هذه البلد يفهم وكل شخص مسؤول وله باع في هذا الموضوع، وخاصة أنهم يدعوننا فقط عندما تكون هناك مناسبة معينة ويقولون أنت مطربنا ولا يوجد لنا غيرك وعندما نأتي لا يقيموننا معنوياً ولا حتى مادياً، وكان يهمني أن أظهر من خلال معرض دمشق الدولي إعلامياً لأنني أدور العالم كله وحفلاتي متنوعة في كل من هولندا وستوكهولم، وبعيد الميلاد لدي حفلة ببروكسل وفي رأس السنة، أليس حراماً ألا أغني في سورية حيث غنيت في بيروت.

إذا عرض عليك أن تغني في هذا اليوم في لبنان أم في سورية أيهما تختار؟
إذا كان الهدف وطني أكون في سورية أما إذا كان الهدف تجارياً فأغني في لبنان وهم يعرفون ذلك جيداً ففي كل المناسبات التي دعينا إليها شاركت وفي اللاذقية وطرطوس والعام الفائت افتتحت قلعة حلب ولي الفخر بذلك وكانت الدعوة عامة وقمت أنا بتمويل الفرقة الموسيقية والصوت والإضاءة وقدمت حفلتين يعود ريعهما لأبناء الشهداء.

أطلعنا على جدول حفلاتك ونشاطاتك القادمة؟
نشاطاتي لم تتوقف حتى بالأزمة التي مرت على سورية حيث خلفت هذه الغيمة السوداء مغتربين سوريين كثراً في أوروبا وكندا وأستراليا وأميركا وغيرها، حيث سأكون في شهر 11 بهولندا وستوكهولم، وفي عيد الميلاد ببروكسل ومونتريال، وليلة رأس السنة على ما أعتقد في لبنان، وبشهر 1 عندي في طابا وهي أرض مصرية يأتي إليها أهل فلسطين المحتلة الذين يسمون عرب 48.

هل يتفاعل الأوروبي مع الطرب الحلبي؟
أغنية (شهبا وش عملوا فيك) ترجموها في ألمانيا إلى اللغة الألمانية وغنوها وشيء جميل أن نشاهد أعمالنا تصل إلى الخارج.

ما تحضيراتك الجديدة؟
انتهيت من أغنية اسمها «آه منك» كلمات الشاعر صفوح شغالة هذا الشاعر الذي أتعامل معه بشكل دائم واللحن للموسيقار جورج مارديروسيان الذي لحن «شهبا وش عملوا فيكي»، ولحن «انسى غرامك راح» حيث سجلتها ووزعتها عند الأستاذ هاني طيفور الذي أصبح مقيماً في دمشق، والأغنية تحمل طابع الرومانسية وقريبة من أغنية «ليش أنا حبك جنون» وفيها تعمل كل عرب الصوت مثل المكنة وسأصورها من خلال قصة يجسدها شباب.

رسالتك لأبناء حلب من المغنين؟
في مدينة حلب أصوات كثيرة ولكنها لا تجاري العصر لذلك أوصي شبابها الموهوبين بأن يخرجوا عن التراث قليلاً ومن مدينة حلب ويقدموا أغاني موديرن ليشكلوا بصمة خاصة بهم، لأن عدم تأدية التراث عجز منا والتراث يقول خذوني ودوروني واخرجوني، وخاصة أن الحياة تطورت ويجب عليهم أن يغيروا طريقتهم في الحياة، والفنان الحلبي إذا بقي محصوراً في الأغاني الحلبية لا أحد سيسمع به إلا كم شارع وحارة في حلب.

تعتبر أنك أسست لنفسك مدرسة خاصة؟
لا شك في ذلك وخاصة أن لدي أكثر من 60 أغنية تتردد في كل أنحاء العالم وتركت بصمة وهذا ما نطمح به من الشباب.

من ينافس شادي جميل اليوم؟
للأسف ليس لدي منافس حقيقي يشجعني على تقديم أغان مثلاً كل 4 أشهر وليس كل عام، والمنافسة الشريفة جميلة وهي التي تعطينا الإنتاج.

ما طموح شادي اليوم؟
طموحي ليس له حدود وأنا دائماً لا أقول إنني وصلت لأنني إذا قلت ذلك فهذا يعني أنني انتهيت.

أحلامك ما هي؟
مع أن الأحلام لا تتحقق والحلم مصيره أن يبقى حلماً، إلا أنني أتمنى أن يديم الله عليّ وعلى عائلتي الصحة والعافية وأن تعود سورية لأمنها وأمانها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن