سورية

خوفاً من عملية عسكرية تركية تستهدفها في شرق الفرات … بعد منبج.. «الوحدات» تحصن تل أبيض بالخنادق والأنفاق

| وكالات

ذكرت تقارير، أن «وحدات حماية الشعب» الكردية تقطع مدينة تل أبيض شمال الرقة على الحدود مع تركيا بالخنادق والأنفاق، وذلك بالترافق مع تحشيدات تركية قبالة مناطق سيطرة «الوحدات» ومع تزايد مؤشرات التخلي الأميركي عنها.
وذكرت وسائل إعلامية معارضة، أن مصادرها التي رفضت الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، أكدت أن «الوحدات» بدأت منذ قرابة الأسبوعين بحفر الخنادق والأنفاق في عدة مناطق داخل المدينة ومحيطها، مشيرةً إلى أن عمليات الحفر بدأت جنوب المدينة انطلاقاً من شرق تل أبيض وصولاً إلى محطة الكهرباء جنوب غرب المدينة. وبحسب المصادر، فإن بعض العمليات توقفت بعد غمر المياه لهذه الأنفاق في منطقة منخفضة شملتها عمليات الحفر جنوب المدينة، لتنتقل «الوحدات» إلى الحفر في منطقة «الطويحينة» وهي المنطقة الواصلة بين قرية المنبطح المتاخمة للحدود التركية (شمال غرب تل أبيض) وعلى طول المنطقة الواصلة بين «المنبطح والبوابة القديمة في حارة السخاني القريبة من البوابة».
وأشارت المصادر إلى أن «الوحدات» بدأت بتدعيم هذه الأنفاق والمقرات بالأسمنت المسلح، منوهةً إلى أن عمليات الحفر تسير بشكل متسارع وحراسة مشددة من خلال إبعاد للمدنيين عن المنطقة وتقطيع وتحويل للطرقات.
يأتي الكشف عن عمليات الحفر والتدشيم في تل أبيض بالتزامن مع عمليات مشابهة لـ«الوحدات» في مدينة منبج بريف حلب الشرقي، حيث كشفت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء يوم الجمعة الماضي أن «الوحدات تعمل منذ سيطرتها على منبج على إحاطة المدينة بالحفر والمتاريس والسواتر الترابية».
واعتبر مراقبون، وفق المصادر الإعلامية المعارضة، أن أعمال «الوحدات» تأتي كردة فعل على تهديدات النظام التركي بـ«تطهير» منبج ومناطق شرقي الفرات، والتي واصل رئيس النظام التركي خلال الفترة الماضية التأكيد عليها بشكل مستمر، وكان آخرها تأكيد أردوغان بأن «الهدف القادم لجيش بلاده هو تطهير منطقة شرق الفرات»، عدا عن تصريحات مشابهة خلال كلمة ألقاها مؤخراً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال خلالها: إن «بلاده تهدف لتطهير بعض المناطق السورية بدءاً من منبج وحتى الحدود السورية العراقية».
وأكد ما يسمى الناطق باسم «مجلس العشائر والقبائل السورية» المعارض في تركيا، مضر حمّاد الأسعد، أن «عمليات الوحدات تأتي في إطار الجديّة التركية في تطهير المنطقة، إضافة إلى أن الأميركيين لا يمكن أن يتخلوا عن تركيا كحليف لهم مقابل هذه المليشيات، وهو ما يمكن استشفافه من الاتفاق في منبج واستمراره، رغم تعثر العلاقات بين الجانبين مؤخراً».
وأشار الأسعد إلى أن جيش الاحتلال التركي بانتظار الأوامر لبدء عملية عسكرية شرق الفرات، وإلى مصادقة البرلمان التركي قبل أيام على تمديد فترة تفويض الحكومة التركية لمدة عام واحد لإجراء عمليات عسكرية في كل من العراق وسورية، مؤكداً أن الجيش التركي واصل خلال الفترة الماضية إرسال التعزيزات العسكرية إلى المناطق المقابلة لرأس العين وتل أبيض والقامشلي وعين ديوار ونهر دجلة، وهو ما شكّل هاجساً حقيقياً من الخوف لدى «الوحدات» من قرب العملية العسكرية في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن