سورية

وصول دفعة ثانية من المنظومات.. ونتنياهو يستجدي بوتين لـ«مواصلة التنسيق الأمني» … «إس 300» ترعب واشنطن وطائراتها لا تجرؤ على اختراق أجواء سورية

| الوطن– وكالات

مع وصول دفعة ثانية من منظومات «إس 300» إلى سورية، حرصت الطائرات الأميركية المرعوبة من هذه المنظومات على مراقبة السواحل السورية لكن من خارج أجواء المياه الإقليمية السورية، على حين استجدى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لـ«مواصلة التنسيق الأمني» بينهما.
ويوم أمس نشرت قناة «زفيزدا» الروسية على صفحتها في تويتر مشاهد جديدة لعملية تسليم منظومات الدفاع الجوي «إس 300» لسورية.
ويظهر في الفيديو بحسب وكالة «سبوتنيك» إخراج المنظومة من طائرة النقل الحربية «أن-124 روسلان».
ويوم الثلاثاء الماضي أبلغ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بوتين وأعضاء مجلس الأمن القومي الروسي أن روسيا سلمت سورية 49 قطعة من معدات منظومات «إس 300» بما فيها 4 منصات لإطلاق الصواريخ.
وأضاف شويغو إنه سيجري تدريب خبراء من الجيش السوري على استخدام المنظومة خلال 3 أشهر، على حين سبق أن أصدر تصريح خلال الإعلان عن القرار الروسي بتسليم دمشق منظومات إس 300 بأن خبراء من الجيش السوري كانوا قد أنهوا التدريب على المنظومات منذ عام 2013.
من جهتها قالت قناة «العالم» في موقعها الإلكتروني إن قناة «زفيزدا» الروسية نشرت شريطاً مصوراً «لوصول منظومة جديدة من صواريخ «إس-300» للدفاع الجوي إلى مطار حميميم في اللاذقية شمال غرب سوري».
وقالت القناة: «يظهر بالفيديو إفراغ شحنة إس 300 الجديدة مع صواريخها إضافة للمعدات التابعة للمنظومة من رادرات وعربات غيرها»، مشيرة إلى أن الشحنة الأولى قد جرى الكشف عن وصولها يوم الأربعاء الماضي إلى مطار حميميم، حيث جرى تفريغ الشحنة ونقلها إلى مواقعها.
وبحسب القناة فقد «أرسلت روسيا بطارية واحدة من صواريخ إس-300 (pm u2) للدفاع الجوي تضم أربع منظومات إطلاق، حيث جرى نشر مشاهد إفراغ اثنين منها حتى الآن».
ومن المتوقع وفق القناة، أن يجري نشر هذه المنظومات في المناطق الوسطى والجنوبية من سورية، حيث يصبح بمقدورها تغطية معظم الأجواء السورية وخصوصاً كامل المنطقة التي اعتادت «إسرائيل» استهدافها سابقا، حيث تظهر الصورة أن المنظومة تغطي كامل الساحل السوري والمنطقة الجنوبية ولبنان والقسم الشمالي من فلسطين المحتلة.
ويصل مدى صاروخ إس-300 بين 150-250 كم بحسب نوع الصاروخ، والمنظومة الواحدة قادرة على إسقاط 24 طائرة معادية بوقت واحد إضافة لـ16 صاروخاً بالستياً.
ونقلت «العالم» عن «زفيزدا» قولها في تقرير: إن سلاح الجو الأميركي أرسل طائرة استطلاع وحلقت بالقرب من القواعد الروسية في سورية بعد تسليم منظومة إس 300 إلى سورية.
وأضافت «زفيزدا»: سيتعين الآن على «إسرائيل» والولايات المتحدة وحلفائها أن يعتادوا الحقائق الجديدة.
وأوضحت قناة «العالم»، أن الطائرة الأميركية «آر سي -135 في» ذات الرقم «64-14848» وتسمى في أميركا «السنجاب»، أقلعت من قاعدة «سودا بيي» الجوية، الواقعة على جزيرة كريت، الساعة 10 صباحاً بتوقيت موسكو، وقامت بعشر رحلات جوية على طول الساحل السوري واقتربت 60 كم من قاعدة «حميميم» الروسية في غضون أربع ساعات.
تجدر الإشارة إلى أن اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، تؤكد في المادة الثانية أن سيادة الدولة الساحلية تمتد خارج إقليمها إلى «حزام بحري يعرف بالبحر الإقليمي» على حين أوضحت المادة الثالثة أن «لكل دولة أن تحدد عرض بحرها الإقليمي بما لا يتجاوز 12 ميلاً بحرياً» أي ما يساوي 22.225 كيلومتراً، على حين تبعد «حميميم» عن البحر المتوسط أقل من 3 كيلومتراً، ما يظهر بوضوح حجم الرعب الأميركي من «إس 300»، ما دفع طائرتها «السنجاب» للابتعاد جداً عن الأجواء السورية.
وهذه الطائرة هي واحدة من الوسائل الرئيسة للاستطلاع الإلكتروني للقوات الجوية الأميركية، يتم استخدامها لمحاربة الطيران والدفاع الجوي للعدو، بما في ذلك أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات، وتسمى في الولايات المتحدة، منذ فترة طويلة باسم «السنجاب» لأن الجزء الأمامي من الطائرة منتفخ مثل خدي القوارض، ولا تزال قدرات أنظمة الرادار الخاصة بها سرية.
تداعيات وصول «إس 300» لم تكن وحدها ما يجب على «إسرائيل» القلق منه، وفقاً لصحيفة «هآريتس» التي رأت أن الأزمة الإسرائيلية مع روسيا لم تنته بعد.
وانتقدت الصحيفة الآراء التي ترى إمكانية تجاوز سلاح الجو الإسرائيلي أنظمة الدفاع الجوي هذه، منوهة أن الأمر ليس بلعبة أطفال، والسبب بحسب الصحيفة، أنظمة الحرب الإلكترونية التي يمتلكها الروس إضافة إلى وسائل أخرى لا تعد ولا تحصى، يمكنها زيادة التعقيد العسكري الذي يمكن أن يواجه الاحتلال.
وبحسب الصحيفة، فإن العقبة الأكبر التي تواجه «إسرائيل»، هي «إستراتيجية»، والسبب انزعاج الرئيس الروسي من الاعتداءات المتكررة التي تقوم بها «إسرائيل»، بعد سيطرة الجيش العربي السوري على جنوب سورية ومناطق واسعة أخرى من البلاد.
في غضون ذلك أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، أنه سيلتقي قريبا الرئيس الروسي، ‏‎‏‎وبحسب قناة «روسيا اليوم»، أوضح نتنياهو في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته: «اتفقنا على الاجتماع قريباً من أجل مواصلة التنسيق الأمني الهام بين الجيشين​​​. وإسرائيل ستعمل باستمرار من أجل منع إيران من التموضع عسكرياً في سورية، ومن تحويل أسلحة فتاكة إلى حزب اللـه بلبنان».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن