رياضة

السبّاح صالح محمد لـ«الوطن»: سباحتنا ليست بخير وبحاجة إلى مدربين أجانب

| مهند الحسني

جميل أن يحقق اللاعب الإنجازات، والأجمل أن تطرق النجومية بابه منذ نعومة أظفاره، سبّاحنا الدولي صالح محمد حقق العديد من الألقاب القارية والعالمية، وتمكن من اعتلاء منصات التتويج في أكثر من محفل رافعاً علم بلاده عالياً، نتائجه وإشراقاته هذه لم تأت من عبث، وإنما جاءت نتيجة التمرين المدروس والمستمر، والتصميم الكبير على تحقيق نقلة نوعية بالسباحة السورية، متجاوزاً كل الظروف الصعبة التي شهدتها البلاد، فأراد أن يكون في أغلب مشاركاته من المكرّمين، كان آخرها الميدالية الذهبية في بطولة تايوان الدولية.
سباحنا كان الوجه المشرق للسباحة السورية في جميع البطولات، فزين صدره بالعديد من الميداليات البراقة، وخطف ألقاباً من سباحين يتفوقون عليه بكل شيء من حيث التحضير والإمكانات المتاحة.
«الوطن» حيال نتائجه المميزة التقته وأجرت معه الحوار التالي:

كيف تحقق إنجازك الأخير في بطولة تايوان؟
طبعاً أي استحقاق لابد أن يكون هناك تحضير مدروس له، وقد استعددت لهذه البطولة بشكل يتناسب مع حجم وقوة السبّاحين المشاركين، والبطولة شارك فيها 47 سباحاً من نخبة السباحين في قارة آسيا وأوروبا، وأغلبية هؤلاء السبّاحين تفوقوا عليّ في بطولة آسيا الأخيرة، لكني بفضل التحضير الجيد، والعزيمة والإصرار على تحقيق شيء جديد للسباحة السورية نجحت في التفوق عليهم في بطولة تايوان، واعتليت منصات التتويج عن جدارة واستحقاق، رغم أن البطولة كانت لمسافة عشرة كيلو مترات.

ماذا لديك بعد هذا الإنجاز المشرق للسباحة السورية؟
في بداية العام القادم لدي العديد من المشاركات يأتي في مقدمتها بطولة الجائزة الكبرى لسباق(88) كم، والتي ستقام في عدة دول منها (الأرجنتين وإيطاليا ومقدونيا) وعبر محطة زمنية يحددها الاتحاد الدولي، إضافة إلى بطولة دورة ألعاب المتوسط للمسافة الطويلة، وهناك بطولة العالم، وكل هذه المشاركات قوية وبحاجة إلى تحضير جيد، لأن أي انجاز أحققه يضعني أمام مسؤوليات أكبر في البطولات المقبلة.

كيف تستعد للمشاركة في مثل هذه البطولات؟
أنا أتمرن في مسبح تشرين بشكل يومي، وعبر برنامج علمي ومدروس، وإضافة إلى أني أقوم بعدة محاولات للسباحة الطويلة في البحر، لكن أهم من كل هذه الأمور هي المشاركات التي تكسب السبّاح الخبرة، وتمنحه القوة وخاصة أن البطولات تضم سبّاحين كباراً.

هل توافقني بأن السباحة السورية ما زالت تعتمد على الطفرات؟
هذا الكلام صحيح، لأننا نفتقد الكثير من عوامل صناعة اللاعب الناشئ، وأهم شيء أننا بحاجة إلى مدربين من مستوى عال.

هذا يعني أنه لا يوجد دعم كبير للسباحة السورية من القيادة الرياضية؟
لا أبداً القيادة الرياضية لم تقصر أبداً، وهي تقدم كل الدعم للسبّاحين السوريين، وتقوم بتحضيرهم على نفقتها الخاصة في الخارج، وبرواتب خالية.

ما الحلول برأيك لتطوير سباحتنا حتى تصل لمستوى جيد على صعيد آسيا؟
طبعاً لابد من العديد من الحلول لتطوير السباحة السورية، يأتي في مقدمتها إبعاد بعض الأشخاص من أجوائها لكونهم لا يقدمون أي شيء جديد، إضافة إلى أننا بحاجة إلى التعاقد مع مدربين أجانب من أجل رفع مستوى مدربينا الوطنيين الذين باتوا غير قادرين على التطوير، لأن صناعة اللاعب لدينا ما زالت خاطئة بسبب عدم وجود مدربين متخصصين، وهذا يساهم في خلق سبّاحين غير قادرين على منافسة أقرب سباحين دول الجوار، لأن تأهيل المدربين لدينا لا يتم بشكل صحيح، سباحتنا ما زال مستواها متواضعاً، وأكبر دليل عدم قدرتنا على منافسة السبّاحين المصريين الذين يتفوقون علينا بكل شيء، وهناك بون شاسع بين مستوانا ومستواهم، وهذا بفضل الإعداد غير المدروس، وعدم وجود متخصصين.

أين دور اتحاد السباحة في ذلك؟
اتحاد السباحة يقوم بواجبه في ضوء الإمكانات المتاحة له، فهو يقوم بحجز مسبح تشرين صيفاً وشتاء بمعدل ست ساعات يومياً، من أجل تأهيل مواهبه، لكن هناك كماً هائلاً وكبيراً من هذه المواهب وسط قلة قليلة من المدربين المتخصصين، لذلك تتم الاستعانة ببعض المدربين غير المؤهلين، وهذا يساعد في تخريج سبّاحين غير جيدين.

هل صحيح أن قلة المسابح الجيدة لدينا من أسباب تراجع سباحتنا؟
هناك مسابح جيدة بالعاصمة، ومتوافرة مثل مسابح تشرين والاتحاد العسكري والفيحاء، وبردى، مع أننا نطمح لأن يكون في كل ناد مسبح دولي، لكن المسابح الموجودة تفي بالحاجة في ظل الظروف الحالية.

كيف يمكن أن نصنع نجوماً في سباحتنا للمستقبل؟
بصراحة هذه الأمور صعبة لكنها ليست مستحيلة، عدم وجود مدربين أجانب يعد من أهم العقبات في وجه السباحة، فأنا حظيت بمدربة أوكرانية جاءت إلى سورية من أجل العيش مع زوجها، وتم التعاقد معها، لكن هذا لا يفي بالحاجة لأننا بحاجة إلى مدربين يرتقون بمستوى كوادرنا الوطنية.

هل صحيح أن فراس معلا له دور ايجابي في صناعتك كنجم؟
الأستاذ فراس أخ عزيز، وصديق أكن له كل الاحترام والتقدير، وقد ساعدني في كثير من الأحيان، وقدم لي الكثير وخاصة في إيجاد بطولات قارية نجح في تثبيت مشاركتي فيها، لأن الاحتكاك أهم بكثير من التحضير، ولكونه رئيس اتحاد السباحة وباللجنة الأولمبية له مساع كثيرة في هذا المجال، وهو ابن اللعبة، ويعرف ما يحتاجه السبّاح.

هل السباحة السورية بخير في هذه المرحلة؟
لا أبداً ليست بخير، وهذا رأيي الشخصي لكونها ما زالت تعتمد على الطفرات فقط، لذلك هي بحاجة للكثير من التجديد من مفاصلها حتى تستعيد عافيتها، وتسير على السكة الصحيحة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن