سورية

إملاءات أميركا على الأردن تعرقل فتح «نصيب»

| موفق محمد – وكالات

أكدت مصادر وثيقة الاطلاع، أن الأردن يماطل بفتح معبر «نصيب – جابر» بتحريض من الولايات المتحدة الأميركية، على حين زعمت عمان أن الجانب السوري هو من يعرقل إعادة فتح المعبر الحدودي بين سورية والأردن.
المصادر وفي حديثها لـ«الوطن»، أوضحت أن الأردن ضاق ذرعاً من استمرار إغلاق المعبر الذي يعتبر شرياناً اقتصادياً بالنسبة له ويريد استئناف العمل فيه بسبب الضائقة الاقتصادية التي يمر بها، لكنه في نفس الوقت لا يستطيع مخالفة إملاءات واشنطن عليه التي تريد تحقيق مكاسب سياسية في سورية ترفضها دمشق مقابل فتح المعبر.
وأغلق معبر «نصيب – جابر» عام 2015 بعد سيطرة التنظيمات الإرهابية عليه، مما قطع الطريق أمام عبور رئيسي لمئات الشاحنات التي تنقل البضائع بين تركيا والخليج وبين لبنان والخليج، قبل أن يستعيد الجيش العربي السوري السيطرة على المعبر في تموز الماضي.
وفي أواخر الشهر الماضي كشف رئيس الوزراء عماد خميس، أن «المعبر جاهز بعدما أنهت الوزارات المعنية الإجراءات المطلوبة منها بشأن إعادة تأهيله، وهناك مطلب من الجانب الأردني للإعلان عن هذا الموضوع»، مشيراً إلى أنه سيتم استثمار المعبر بما يحقق المصلحة الوطنية، لتعلن بعد ذلك وزارة النقل أن المعبر سيتم افتتاحه في العاشر من الشهر الجاري (غداً).
وبعد إعلان وزارة النقل نفى وزير الدولة الأردنية لشؤون الإعلام الناطقة الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات «تحديد حكومتها أي موعد مسبق لفتح المعبر مع سورية بانتظار أن تقر اللجان الفنية بين البلدين جاهزيتها»، على حين تنبأت وزارة النقل الأردنية، على لسان أمينها العام أنور خصاونة بافتتاح المعبر من الجانب الأردني « قبل الموعد الذي أعلن عنه الجانب السوري»، مشدداً على أن ذلك رهن باستكمال الإجراءات الفنية واللوجستية والأمنية.
وأوضح الخصاونة، أن «اجتماعات اللجنة الفنية السورية الأردنية مازالت مستمرة لاستكمال إجراءات فتح المعابر بين البلدين للتأكد من الوضع الفني واللوجستي للمعابر وكذلك الحالة الأمنية لضمان حركة النقل وسلامة المسافرين، وإذا ما تم استكمال هذه الإجراءات قبل العاشر من تشرين الأول فسنفتح المعابر فوراً، وبخلاف ذلك سننتظر جهوزية هذه الإجراءات».
في المقابل نقلت أمس مواقع إلكترونية تصريحات صحفية لوزير النقل الأردني وليد المصري، زعم فيها أن التقصير في بعض التجهيزات اللوجستية من الجانب السوري يحول دون فتح المعبر الحدودي.
وأضاف الوزير: إن الاجتماعات لا تزال قائمة مع الجانب السوري للعمل على تجهيز البنى التحتية والأمور اللوجستية، تمهيداً لفتح الحدود.
وفي ذات السياق، أكد نقيب أصحاب الشاحنات الأردنية، محمد خير الداوود، استعداد قطاع الشاحنات في الأردن لنقل البضائع وتبادلها فوراً مع الجانب السوري، بمجرد الإعلان عن فتح الحدود الأردنية السورية بشكل رسمي.
وأكد الداوود جاهزية خمسة آلاف شاحنة لنقلِ البضائع إلى الجانب السوري، مشيراً إلى أهمية فتح معبر «جابر – نصيب» لما سيقوم به من رفد خزينة البلدين، وعودة حركة البضائع بين لبنان والأردن من جهة أخرى.
وكان وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، قال: «صرحنا مراراً أننا نريد إعادة فتح الحدود مع سورية، ولكي يتحقق ذلك، يجب أن تجتمع اللجان التقنية للتباحث حول كيفية تنفيذ الأمر بشكل مجدٍ للبلدين».
وأوضح أن «اللجان التقنية اجتمعت بالفعل لكنها لم تنته من أعمالها بعد، لذا يجب أن تتوصل اللجان إلى اتفاق قبل أن يتم إعادة فتح الحدود».
وتابع: «الأردن لم يغلق الحدود مع سورية، لكن الإغلاق نتج عن فقدان الحكومة السورية السيطرة على جانبهم من الحدود، لذا كان القرار نتاجاً للواقع الجديد الذي تشهده الحدود السورية».
ويعتبر فتح المعبر ذا أهمية اقتصادية كبيرة بالنسبة لدول أخرى كلبنان التي تعيش أزمة اقتصادية وهي بحاجة إلى قناة اتصال برية مع دول الخليج العربي لاسيما السعودية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن