سورية

مسلحون افتعلوا توتراً أمام مبنى محافظة السويداء.. وأهالي المخطوفين فضوا الاعتصام … مزيد من التقدم للجيش في «تلول الصفا».. والخناق يضيق أكثر على الدواعش

| حمص – نبال إبراهيم – دمشق – الوطن – وكالات

وسع الجيش العربي السوري أمس، نطاق سيطرته في عمق الجروف المحيطة بـ«تلول الصفا» ببادية ريف دمشق الشرقية عند الحدود الإدارية للسويداء، على حين افتعلت مجموعة مسلحة توتراً في مدينة السويداء بإطلاق النار على مبنى المحافظة بالترافق مع اعتصام ينفذه أهالي المخطوفين لدى تنظيم داعش الإرهابي.
وفي التفاصيل، فقد تابعت وحدات من الجيش تقدمها في عمق الجروف الصخرية على اتجاه قبر الشيخ حسين في المحور الغربي لمنطقة «تلول الصفا» آخر معاقل إرهابيي داعش في عمق بادية السويداء الشرقية، بحسب وكالة «سانا» للأنباء التي أوضحت، أن وحدات الجيش نفذت عملية عسكرية جديدة ضد إرهابيي داعش ضمن الجروف الصخرية في بادية السويداء وتمكنت من توسيع نطاق سيطرتها في عمق هذه الجروف ذات التكوين الجيولوجي المعقد والشديدة الوعورة والمليئة بالمغاور والكهوف والشقوق الصخرية التي يستغلها فلول إرهابيي داعش في الاختباء والتواري والقنص وذلك بعد اشتباكات عنيفة معهم تكبدوا خلالها خسائر فادحة في العتاد والأفراد.
ولفتت الوكالة إلى أن تقدم وحدات الجيش يجري على مختلف المحاور بشكل مدروس يتوافق مع طبيعة المنطقة وتضاريسها الصعبة، تزامناً مع رمايات صاروخية ومدفعية وغارات جوية مركزة على محاور تحرك الإرهابيين وتمركزهم بين الصخور، أسفرت عن تدمير نقاط تحصين ومغارات وكهوف بما فيها والقضاء على أعداد منهم بينهم قناصون.
وبينت «سانا» أن عمليات الجيش المتواصلة في المنطقة أسهمت في تشديد الطوق على ما تبقى من إرهابيي داعش، مضيقة الخناق عليهم وسط حالة من الارتباك والانهيارات المتتالية في صفوفهم بعد تدمير خطوط دفاعهم وقطع طرق ومصادر إمدادهم وإفشال محاولات تسللهم وفرارهم خارج المنطقة.
من جهة ثانية، أفادت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» بأن مسلحين يستقلون سيارات من دون لوحات، اقتحموا ساحة المحافظة في السويداء وقاموا بالاعتداء على شرطي وأطلقوا النار بشكل عشوائي باتجاه مبنى المحافظة، ثم انسحبوا، وذلك أثناء اعتصام أهالي مختطفي السويداء لدى تنظيم داعش الإرهابي أمام المبنى.
وفي وقت لاحق، أفادت الصفحات بأن وحدات الأمن الداخلي و«كتائب البعث» «انتشرت في ساحة المحافظة بعد أن قام بعض المخربين بإطلاق النار على مبنى محافظة»، مشيرة إلى أن الساحة آمنة.
وبعد ذلك، نقلت مواقع إلكترونية معارضة عن مجموعة تطلق على نفسها «قوات شيخ الكرامة» قولها في بيان: «خلال وجودنا مع أهالي المختطفين حدث جدال بيننا وبين بعضهم واختلاف بالرأي».
وأضاف البيان: «قررنا الانسحاب من المكان لكن عنصرين غير منضبطين من رجالنا أطلقوا النار على مبنى المحافظة، ونحن نرفض هذا العمل».
وبعد وقت قصير من إطلاق النار، انفض اعتصام أهالي المختطفين، بحسب صفحات على «فيسبوك»، نقلت عن مصدر من أهالي المختطفين: أن الشيخ عبد الوهاب أبو فخر من وجهاء المحافظة، وصل إلى مكان الاعتصام بعد وقوع إطلاق النار من قبل «قوات شيخ الكرامة»، وطلب إنهاءه بعد أن قدم وعوداً بنتائج إيجابية في قضية المختطفين خلال ساعات قليلة.
وصدر بيان عن المعتصمين بحسب الصفحات، أعلنوا فيه رفضهم لما وصفوه باستعراض السلاح أمام مبنى المحافظة، رافضين الحالة التي وصفوها بالانفعالية، وأكدوا أنها تضر بالاعتصام وغرضه، وتهدد حياة المتواجدين في الاعتصام.
وأعلنوا في البيان استعدادهم لجبر الضرر المادي الذي لحق بمبنى المحافظة، وإعادة الحالة لما كانت عليه، مؤكدين استمرارهم في الاعتصام السلمي واستخدام كافة الوسائل اللاعنفية لعودة المختطفين.
وبالانتقال إلى ريف حمص الشرقي، فقد ذكر مصدر عسكري في غرفة العمليات هناك لـ«الوطن»، أن الطيران الحربي واصل غاراته على أهداف متحركة لتنظيم داعش على امتداد المنطقة الواقعة على مقربة من الحدود الإدارية المشتركة مع ريف محافظة دير الزور وعلى اتجاه المحطتين الثانية والثالثة وسد عويرض وإلى الجنوب الشرقي من بلدة السخنة في البادية الشرقية وأوقع إصابات مباشرة في صفوف التنظيم وكبده خسائر جديدة بالأرواح والعتاد.
من جانب آخر فككت وحدات الهندسة في الجيش عدداً من العبوات الناسفة خلال عمليات التمشيط والتفتيش عن مخلفات داعش المتواصلة على طول المحاور الممتدة إلى الجنوب الشرقي من بلدة السخنة في أقصى الريف الشرقي لمحافظة حمص.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن