رياضة

ماذا غاب عن المؤتمر السنوي لاتحاد كرة القدم 2/3 … السباعي: الاحتراف يحتاج إلى حلول جذرية تعتمد الواقع

| ناصر النجار

الحلقة الثانية من (ماذا غاب عن المؤتمر السنوي لاتحاد كرة القدم) خصصناها لمحمد السباعي عضو مجلس الشعب ورئيس نادي المحافظة للحديث عن كرة القدم وهمومها وخصوصاً الاحتراف الذي ما زال دون مستوى الطموح.
ضيفنا قدم في حواره حلقة بحث وهي دراسة علمية معمقة يمكن الأخذ بها بالحسبان ضمن آليات النظام الداخلي للاتحاد الرياضي العام الذي لا يتناقض مع هذه الطروحات.
ليس لنا أي تعقيب على الطروحات التي قدمها السباعي، لكن نتمنى أن نسمع ما يوازيها من اتحاد كرة القدم في رده على ما جاء بها.
وإلى التفاصيل:

بين السالب والموجب
ما سلبيات اتحاد كرة القدم وإيجابياته؟
يساهم بتكريس العمل المؤسساتي وتفعيل دور اللجان العليا، وكذلك اللجان الفرعية في المحافظات بشكل جدي وفعال، كما يساهم بخلق حالة من التفاهم والتعاون والحوار مع القيادة الرياضية، وقام بالحد من لغة الاعتماد (اللامنطقي) على الفيفا وغيرها من الجهات الخارجية التي كانت تعكس حالة غير طبيعية.
تسجل أيضاً لاتحاد الكرة متابعته الواقع الكروي في الأندية، ومد يد العون لكل الخبرات من دون استثناء مع الحرص على الاستفادة منها.
في السلبيات وهي وليدة الاتحادات السابقة، لكنه يتحمل مسؤولياتها إن لم يسع لمعالجتها وهي على الشكل التالي:
عدم وجود إستراتيجية وخطط للنهوض بكرة القدم بشكل عام، عدم السعي لوجود كوادر فنية متخصصة تكفي حاجة الأندية والمؤسسات الممارسة للعبة (مدربين- حكاماً- إداريين).
إضافة إلى عدم وجود كادر إداري منظم ومحترف يعمل في الاتحاد ونلمس أيضاً عدم الاهتمام بالقواعد (أكاديميات- فئات عمرية صغيرة) وعدم الاهتمام بالرياضة الأنثوية، الشاطئية، الصالات، وعدم وجود مناهج تدريبية.
الاهتمام بمنتخب الرجال أمر جيد، لكن علينا أن نلحظ بقية المنتخبات (الأولمبي- الشباب- الناشئين- الأشبال) وكذلك منتخبات الكرة الأنثوية.

الاحتراف
الاحتراف الحالي، ما رأيك به، وهل هو متوافق مع واقع أنديتنا؟ وماذا عن المبالغ الباهظة التي تدفعها الأندية، ثم تشكو وتطلب المساعدة؟
هذا الواقع يحتاج إلى حلول جذرية، أولاً: أن يتم عقد اجتماع بين المكتب التنفيذي واتحاد الكرة ورؤساء الأندية التي تمارس كرة القدم أو التي ترغب في ممارستها، يتم من خلالها فرز الأندية وفق التالي:
أ- أندية المحترفين: يجب أن يتوافر فيها: منشأة تضم ملعب كرة القدم- أدوات التدريب- وتضم كادراً فنياً وإدارياً وطبياً متخصصاً- لاعبين مؤهلين- فئات عمرية وموارد مالية، يتم فرز هذه الأندية إلى درجتين، أولى: لا تضم أكثر من عشرة أندية، والدرجة الثانية باقي الأندية.
يتم وضع نظام احتراف ضمن ضوابط تتوافق مع واقع الرياضة السورية ولا يكون فيها العقد شريعة المتعاقدين.
ب- أندية الهواة: وتضم باقي الأندية التي لا تتوافر فيها شروط المحترفين، وتوزع على درجتين أولى وثانية ويتم توزيعها جغرافياً وتعتمد على صناعة المواهب والخامات ويحق لها نقل لاعبيها إلى أندية المحترفين بعقود وحين تتوافر شروط الاحتراف لأي ناد فيها يمكنه اللعب بدوري المحترفين.
وبذلك نتجاوز أكثر من 60 بالمئة من الهموم التي تعيشها كرتنا.

مقترحات
هل هناك مقترحات أخرى، وكيف يمكن معالجة ما تبقى من هموم؟
لكيلا نتقاذف الاتهامات وكل منا يرمي الهم على الآخر، يجب أن نقول بكل شفافية ووضوح ونتساءل: إدارات الأندية بما فيها نادي المحافظة، هل تملك القدرة على البناء والاستثمار بالشكل الأفضل؟ هل تم انتخابها لتقود العمل الرياضي، أم لتقود البناء والاستثمار؟ هل تمتلك المنشأة من أموالها الخاصة بها؟
من هنا نقول: إن المالك الرئيس لكل المنشآت الرياضية هي الدولة ويمثلها بالإدارة والاستثمار المكتب التنفيذي أو إدارات الأندية. وأمام هذا الواقع هناك حلان لا ثالث لهما:
1- أن تتعهد إدارات الأندية التي تم تخصيصها بمنشأة بأن تقوم ببناء المواقع التدريبية وتجهيزها وتأمين الأدوات والمستلزمات، وأن تتعهد أيضاً بتأمين الموارد المالية وتعود الاستثمارات لتحقق نتائج رياضية وأنشطة ثقافية واجتماعية جيدة تتناسب مع حجم المنشأة واستثمارها.
2- أو أن يقوم المكتب التنفيذي أو إدارات الهيئات بتأمين ما هو مطلوب من مواقع تدريبية وتجهيزها وأدوات التدريب وتجهيزات ومستلزمات الفرق واللاعبين وموارد مالية على ألا تتدخل إدارات الأندية بالاستثمار.
وهنا في الحالتين يجب وضع أسس وضوابط لتقييم عمل الأندية إضافة إلى ما سبق لا بد أن يتوافر: اتحاد محترف- حكام محترفون- مدربون وإداريون محترفون- إدارات محترفة، إضافة إلى ما يوازي سابقاً في الاحتراف، علينا إيجاده في الهواة بما يتناسب مع خصوصية الدوري وألعابهم مع ضرورة وجود إعلام متخصص وحيادي.
ولا بد أخيراً من تكريس: الأندية الرياضية الثقافية الاجتماعية، المشاركة الفاعلة لأهالي اللاعبين والكوادر لخلق حالة اجتماعية لتكون الرياضة حياة، وعندها نكرس هذه الرياضة ثقافة في المجتمع.

مقترحات احترافية
ما الآلية التي تضبط العملية الاحترافية؟
أنا لا أومن أن يكون الاحتراف مخصوصاً بكرتي القدم والسلة فقط، بل يجب أن يكون شاملاً لكل الألعاب الرياضية وفق أسس يضعها نظام الاحتراف، ويتم وضع نظام احتراف لكل اتحاد لعبة بالتفاهم والحوار مع لجنة الاحتراف المركزية، ولا بد من وضع ضوابط صارمة منها:
1- العقد شريعة المتعاقدين على ألا يترتب على المؤسسة الرياضية أي أعباء مالية تفوق الاعتماد المتوافر.
2- الحرص على الاحترام والأخلاق وألا يطغى الجانب المالي على الولاء والأخلاق.
3- أن يكون هناك لجنة فنية متخصصة تحدد المستويات الفنية والتعويضات.
الأندية تتنافس على شراء اللاعبين، ما أوصل أسعار الاحتراف إلى مبالغ خيالية، ما الضوابط للحد من ذلك؟
ما يحدث الآن من تنافس على شراء اللاعبين (وأرفض هذا التعبير) وما نسمعه من مبالغ خيالية هو مخالف للأنظمة والقوانين وهي مسؤولية من يمارسها، ولا بد من ضبط هذه الحالات من القيادة الرياضية، والحلول التي تم طرحها معقولة، فخمسة لاعبين من خارج النادي أرى أنها جيدة إلى حد ما وأنا مع ألا يكون هناك أكثر من لاعبين اثنين، وعلى الأندية أن تهتم بقواعدها واتحاد اللعبة أن يهتم ببطولات الفئات العمرية بشكل أكبر، ومقترح منع أكثر من ثلاثة لاعبين فوق 30 سنة أراه جيداً.

اللائحة الانضباطية
اللائحة الانضباطية الجيدة صارمة، فهل ستقسو على الأندية الجماهيرية؟
الأندية صاحبة الإرادة والإدارة الجيدة والناجحة قادرة على بناء روابط مشجعين منسجمة مع الإدارة وحريصة على مصلحة النادي، وهنا يمكن تفادي العقوبات، وعلى العكس يمكن لها التأسيس لتشجيع رياضي هادف وجميل.

لو كنت..؟
لو كنت مكان رئيس الاتحاد، ماذا تفعل؟
لا أتمنى ذلك، وأنصح بأخذ ما طرحته في الإجابات السابقة إضافة لتشكيل (مطبخ كروي متخصص) همه كرة القدم الوطنية بعيداً عن المنظرين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن