عربي ودولي

الأمم المتحدة وواشنطن تطالبان الرياض بتحقيق معمق حول اختفاء خاشقجي … السعودية تسمح للسلطات التركية بتفتيش مبنى قنصليتها في إسطنبول

أسبوع مرّ على دخول الصحفي السعودي جمال خاشقجي لقنصلية بلاده في إسطنبول واختفائه بشكل غامض أثار سيلاً من الأسئلة والاتهامات والتصريحات.
وتتواصل تداعيات اختفاء الخاشقجي حيث دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو السلطات السعودية إلى إجراء تحقيق «معمق وشفاف» حول هذه القضية. وبدورها أعلنت وزارة الخارجية التركية، أمس الثلاثاء، أن السلطات السعودية أبلغتها بموافقتها على تفتيش مبنى قنصليتها في اسطنبول.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، هامي أكسوي، في بيان مكتوب إنه على الرغم من أن اتفاقية فيينا تنص على أن مباني القنصليات تتمتع بحصانة، إلا أنه يمكن تفتيشها من قبل سلطات الدولة المضيفة بموافقة رئيس البعثة. ونقلت وكالة «الأناضول» عن الخارجية أن تفتيش القنصلية السعودية في إسطنبول يأتي في إطار التحقيقات في اختفاء خاشقجي.
وتأتي الموافقة السعودية على طلب أنقرة الاثنين من السعودية السماح للأجهزة الأمنية التركية بتفتيش القنصلية.
إلى ذلك طالب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مسؤولي القنصلية السعودية في إسطنبول بتوضيح أسباب عدم خروج الكاتب والصحفي جمال خاشقجي من المبنى.
وأكد أردوغان أنه يتابع شخصياً قضية الصحفي المختفي، قائلاً: «متابعة وملاحقة هذه القضية وظيفتنا السياسية والإنسانية».
من جهته، طالب زعيم حزب الشعب الجمهوري في تركيا بإعادة النظر في العلاقات مع السعودية وترحيل أي دبلوماسي متورط في حادثة خاشقجي، معتبراً أن «عجز المؤسسة الأمنية في حماية صحافيين أجانب قضية تمسّ سيادة تركيا».
واستدعت الخارجية التركية الاثنين، السفير السعودي لدى أنقرة، وليد بن عبد الكريم الخريجي، وذلك للمرة الثانية منذ اختفاء خاشقجي.
وكانت معلومات سربتها سلطات النظام التركي عبر مصادر أمنية ذكرت أن خاشقجي قتل داخل قنصلية بلاده وهو ما تصر سلطات النظام السعودي على نفيه والادعاء بأنه غادر القنصلية بعد وقت قصير من دخوله إليها.
إلى ذلك نقلت وكالة «فرانس برس» عن بومبيو قوله في بيان: رأينا تقارير متضاربة حول سلامة ومكان وجود الصحفي السعودي والمساهم بصحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي، مشيراً إلى أن كبار مسؤولي وزارة الخارجية تحدثوا مع مسؤولين في النظام السعودي عبر القنوات الدبلوماسية حول هذا الشأن.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعرب عن قلقه حيال اختفاء خاشقجي وأضاف: حالياً لا أحد يعرف أي شيء عن الموضوع… هناك تداول لروايات سيئة.. أنا لا أحب ذلك.
من جهته قال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس: أشعر باضطراب عميق بشأن التقارير الإعلامية المتصلة بمصير خاشقجي.. اذا كان ذلك صحيحاً فهذا يوم مأساوي… العنف ضد الصحفيين في جميع أنحاء العالم هو تهديد لحرية الصحافة وحقوق الإنسان، مشيراً إلى ضرورة الحصول على إجابات من السلطات السعودية حول مصير خاشقجي.
بدوره حذر السيناتور الأميركي ليندسي غراهام النظام السعودي من أنه إذا تأكد اغتيال الصحفي السعودي فإن العواقب ستكون «مدمرة» على العلاقات بين الرياض وواشنطن مشدداً على أنه يتوجب على هذا النظام «تقديم إجابات صادقة».
بدوره دعا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان كلاً من تركيا والسعودية إلى إجراء تحقيق فوري في الاختفاء والقتل المزعوم للصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وشدد المكتب على ضرورة إعلان نتائج هذه التحقيقات لاحقاً، معبراً في الوقت نفسه عن قلقه مما وصفه بـ«الاختفاء القسري الواضح» للصحفي السعودي من مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول منذ أسبوع.
وقالت الناطقة باسم المكتب رافينا شامداساني في مؤتمر صحفي في جنيف: «إذا كانت التقارير عن مقتله والظروف غير العادية التي أدت إلى ذلك، صحيحة، فإنها تثير صدمة حقاً».
وتضاف أزمة اختفاء خاشقجي إلى سلسلة من التعقيدات التي تشهدها العلاقات بين النظامين السعودي والتركي على خلفية الصراع على النفوذ في المنطقة والتناحر على الإمساك بالملفات الإقليمية من خلال إنشاء وتمويل ودعم التنظيمات الإرهابية التي شكلت وما زالت الأداة التي يعمل بها النظامان على تنفيذ مؤامراتهما ضد دول المنطقة وفي مقدمتها سورية.

روسيا اليوم- سانا- أ ف ب- رويترز

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن