رياضة

اختزال

 مالك حمود : 

لم أكن يوماً من الأيام محبا لمادة الرياضيات باستثناء مادة الهندسة الفراغية، ولا أدري ما إذا كانت مستمرة ضمن المناهج الدراسية إلا إذا اختزلوها كما يفعل الاتحاد السوري لكرة السلة باختزالاته التي باتت تزيد من كرهي لمادة الرياضيات لدرجة الحقد على فيثاغورث ونظرياته التي تتعامل مع الزوايا، لكنني لم أجد الزاوية التي ينظر من خلالها اتحاد السلة إلى اللعبة ومصلحتها العامة والمجردة حينما قرر دعوة ممثل واحد عن كل ناد للمشاركة في المؤتمر السنوي لكرة السلة الذي عُقد أمس.
ربما استند اتحاد السلة في رؤيته المحدودة إلى قرار إلغاء التصنيف في الدوري السلوي نظرا للظروف الخاصة التي تعوق إجراء دوري رسمي حسب المعتاد، لكنه نسي أو تناسى أن إلغاء التنظيم هو قرار (تمشاية حال) لا أكثر، رغم إجحافه بحق الفرق القوية والكبيرة باهتمامها بكرة السلة وحشده لها مختلف الطاقات والإمكانات.
كيف لاتحاد السلة أن يتساوى لديه تمثيل أندية لها باعها السلوي الطويل وتاريخها وإنجازاتها وبطولاتها وتحتضن كرة السلة بمنتهى الحنان وللذكور والإناث مع أندية بسيطة واهتمامها يقتصر على فئات محددة ومشاركاتها بالمسابقات تأتي أحياناً من باب (تكملة العدد)؟
إذا كانت الفكرة من وجهة نظر الاتحاد مستندة إلى التصنيف فذلك خطأ وإجحاف وتغييب للعدالة عن ساحة كرة السلة، أما إذا كانت لأسباب أخرى تدخل في مجال الحسابات المؤثرة في مسائل التصويت وأبعاده فذلك أكثر من خطأ، وتداعيه قد يأخذ بنا إلى إجحافات سابقة بتهميش أندية كبيرة من التمثيل في اتحاد السلة في الوقت الذي نجد فيه ممثلين اثنين لناد واحد في الاتحاد.
طبعا وكي لا يحاول البعض الاصطياد بالماء العكر فإننا نؤكد أننا لسنا ضد ذلك النادي الذي نحبه ونعتز به، لكننا مع العدالة بينه وبين بقية الأندية المهتمة بكرة السلة على مدى عقود من السنين.
فكفى بسلتنا الاعتلال وأنقذوها من مرض الاختزال…

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن