سورية

موسكو تلمح لتأخر في إنشاء «منزوعة السلاح»

| وكالات

أعلنت موسكو أنها لا تستبعد تأخر إنشاء المنطقة «المنزوعة السلاح» في إدلب عن موعدها، وأشارت إلى أن المسؤولية الأكبر في هذا الوقت يتحملها الجانب التركي، وفي الوقت نفسه ردت على تصريحات كيان الاحتلال الإسرائيلي بخصوص أطماعه في الجولان السوري المحتل، وأكدت أن تغيير وضع الجولان من دون الرجوع لمجلس الأمن الدولي يعد انتهاكا للاتفاقيات القائمة.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مع وزيرة خارجية أندورا ماريا اوباخ في موسكو، بحسب وكالة «سانا» للأنباء، أن القضاء على التهديدات الإرهابية في سورية يشكل أولوية، مشيراً إلى أن «اتفاق إدلب» الذي تم التوصل إليه في السابع عشر من الشهر الماضي يجري تطبيقه.
ولفت لافروف إلى أن المعلومات التي تصل إلى الجانب الروسي تشير إلى الالتزام الكامل بالاتفاق حول محافظة إدلب، موضحاً أن المسؤولية الأكبر في هذا الوقت يتحملها الجانب التركي فالمهلة تنتهي في الخامس عشر من الشهر الجاري.
من جانبه نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن لافروف قوله: «القضاء على التهديدات الإرهابية يشكل أولوية، ووفقاً لهذا المعيار، من الضروري الحكم على مختلف الإجراءات الأخرى».
وأضاف: إن «المعلومات التي تصل الجانب الروسي تشير إلى الالتزام الكامل باتفاقية الجانبين الروسي والتركي حول المنطقة المنزوعة السلاح في إدلب، والمسؤولية الأكبر في هذا الوقت يتحملها الجانب التركي، المهلة تنتهي في الـ15 من الشهر الجاري، لكن يومين أو ثلاثة لا تلعب دوراً كبيراً بقدر ما تلعبه فاعلية التطبيق والوصول في النهاية إلى المنطقة المنزوعة السلاح فعلياً».
وتم الإعلان عن «اتفاق إدلب» في مدينة سوتشي الروسية وينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح بين الجيش العربي السوري والمسلحين وإخلاء هذه المنطقة من الإرهابيين بحلول منتصف الشهر المقبل.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين رحبت بالاتفاق حول محافظة إدلب، مؤكدة أنه كان حصيلة مشاورات مكثفة بين الجمهورية العربية السورية والاتحاد الروسي وبتنسيق كامل بين البلدين.
من جهة ثانية، رد لافروف على تصريحات رئيس حكومة كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة بشأن الجولان السوري المحتل وقال بحسب «روسيا اليوم» إن: «وضع الجولان محدد بدقة في قرارات مجلس الأمن، وأي تجاوز بهدف تغيير وضع هذه المرتفعات، يعتبر انتهاكاً للقرارات الدولية، ونتمنى من جميع الأطراف بما فيها الإسرائيلي التقيد بمضمون القرار 2254 وتخليص سورية من الإرهاب في أقصر وقت ممكن».
وأول من أمس استبق نتنياهو لقاءه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي لم يحدد موعده بعد، بالتأكيد على أطماع الاحتلال في الجولان السوري المحتل، وزعم أن «السيادة الإسرائيلية» في الجولان المحتل تشكل ضمانا للاستقرار في المنطقة التي تحيط بنا.
وفي وقت لاحق من يوم أمس، ذكرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخروفا، في موجز صحفي، بحسب «روسيا اليوم»، أن وسائل الإعلام التركية أفادت، الثلاثاء، بانتهاء سحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة المنزوعة السلاح في إدلب من قبل المسلحين، مضيفة: «نحن ندقق حالياً في هذه المعلومات عبر خبرائنا». وأكدت المتحدثة، أن أكثر من ألف مسلح غادروا المنطقة المنزوعة السلاح حتى الآن، كما تم سحب نحو 100 قطعة من الآليات العسكرية من هناك.
وفي سياق آخر، أعربت زاخاروفا عن ترحيب موسكو بالمرسوم الذي أصدره الرئيس بشار الأسد ويقضي بمنح عفو عام عن كامل العقوبة لمرتكبي جرائم الفرار الداخلي والخارجي من الجيش العربي السوري، من دون أن يشمل المتوارين عن الأنظار والفارين من وجه العدالة إلا إذا سلموا أنفسهم خلال فترات محددة، وعن كامل العقوبة في الجرائم المنصوص عليها في قانون خدمة العلم.
وقالت: إن روسيا ترى في هذا الإجراء «خطوة مهمة جديدة من قبل الحكومة السورية في معالجة آثار الحرب في البلاد وإعادة الوضع إلى استقراره بشكل مستدام».
كما أعربت زاخاروفا عن ثقة موسكو بأن العفو سيسمح بتهيئة «ظروف مواتية لعودة اللاجئين» أيضاً.
ولدى تطرقها إلى الوضع في شرق الفرات، قالت زخاروفا: «إن هذا الوضع يثير قلقا متصاعدا لدى موسكو»، موضحة أن أميركا تعمل في هذه المنطقة، بالتعاون مع حلفائها من الأكراد، بإقامة إدارة خاصة، ومشيرة إلى أن الجهود لإقامة هذه الإدارة التي تنافي الدستور السوري، تقود إلى «نتائج غير إيجابية على الإطلاق».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن