الصفحة الأخيرة

«سيريتل» تعرض فيلم «دمشق حلب» وتكرم أبطاله … دريد لحام: أحتفظ في ذاكرتي بكل اللحظات التي قضيناها فريق عمل واحداً … باسل الخطيب: «سيريتل» تبدي دعماً لكل المشاريع الوطنية الثقافية والاجتماعية والإنسانية

| وائل العدس – تصوير: طارق السعدوني – أسامة الشهابي

أطلقت شركة «سيريتل» عرضاً خاصاً لفيلم «دمشق حلب» في صالة سينما سيتي بدمشق، منحت من خلاله فريق العمل دروعاً تكريمية تقديراً لهم على صناعة سينما سورية لائقة ولأدوارهم المميزة بحصول الشريط على جائزة أفضل فيلم في مهرجان الإسكندرية الرابع والثلاثين الذي اختتمت فعالياته الأسبوع الماضي.
كما عقدت قبل العرض مؤتمراً صحفياً بحضور كاتب ومخرج وبعض أبطال الفيلم للحديث عن الجائزة المستحقة وعن تفاصيل أخرى تتعلق بالفيلم خاصة وبالسينما السورية عامة.
الفيلم من تأليف تليد الخطيب وإخراج باسل الخطيب وتمثيل دريد لحام وسلمى المصري وصباح جزائري وكندا حنا وعبد المنعم عمايري وشكران مرتجى ونظلي الرواس وبسام لطفي وربى الحلبي وبلال مارتيني وناصر وردياني وعلاء قاسم ونادين قدور ونيرمين شوقي وعاصم حواط وفاروق الجمعات ووفاء العبد اللـه وأحمد رافع ولؤي شانا ونور رافع ورشا رستم ومهران نعمو وطارق عبدو وأسامة عكام وحسن دوبا ومجد حنا وسلمى سليمان وسالم بولس ووائل شريفي.
قصة الفيلم
الفيلم الذي ينتمي لنمط الكوميديا السوداء يروي حكاية رحلة افتراضية في حافلة لنقل الركاب، بين دمشق وحلب تجتمع فيها ثلة من الناس مختلفي التوجهات والأعمار والأهواء، حيث تشكل صيغة ما عن المجتمع السوري، بما يحمله من تنوع وتعدد في طيف بنيته الاجتماعية.
«عيسى» المذيع السابق يسافر إلى حلب لزيارة ابنته، وفي الحافلة يتضافر جزء من مصيره مع مصائر من وجدهم هناك، وآخرون كانوا على تماس مع هذه الرحلة، بأسلوب لا يخلو من الكوميديا يسير الفيلم في مجراه كاشفاً إيجابيات وسلبيات تعتري بعض تصرفات هؤلاء.
ركاب الحافلة يمثلون الانتماء للشعب السوري الواحد المحب للحياة رغم كل الظروف الصعبة التي يعيشها لتنتصر في النهاية إرادة الحياة والمحبة على كل ما زرع من ألغام لنسف هذه الحياة والمحبة.
هذا الفيلم الذي يعد التعاون الأول بين المؤسسة ودريد لحام أعاد بنا الذاكرة إلى زمن السينما الجميل، أثبت فيه صاحب شخصية «غوار الطوشة» أنه كالذهب العتيق وقدوة حسنة لكل الممثلين في سورية والوطن العربي بالأداء المرهف والراقي والحساس، وما عززه اشتغال المخرج الخطيب على أدق التفاصيل التي تشد المشاهد وتسحره.
الشريط مشوّق ومميز في بنائه الفني وعمق وإنسانية فكرته، وفيه الكثير من التعبير البصري الذي يحمل شحنة عاطفية عالية، ويرصد حالات اجتماعيةٍ وقضايا مبدئيةٍ وأخلاقية تعبر عن حالة المواطن السوري بشكل عام، وعن طرق تعايشه مع هذه الأوضاع، مستخدماً بذلك أسلوباً كوميدياً نابعاً من رحم المعاناة وتراجيدية الحياة التي تصل في بعض المواقف إلى حد الكوميديا.
ويمثل الشريط نوعاً من الأفلام الأكثر تعبيريةً والأصعب تنفيذاً، لأنه محكوم بجدية الموقف وقوة الأداء وعقلانيته، الذي ينبع منه حس الكوميديا المعبر عن الحالة بشكل متكامل، وهو نوع من أصعب أنواع الفنون، لما يتميز به من خصوصية الحالة والموقف.
كما يحتوي على عدد من الأفكار المهمة التي تحاكي الوضع الراهن في سورية من خلال التناقضات الاجتماعية والمعيشية المختلفة، حيث كان مختلفاً عن الأعمال التي تحاكي الأزمة بشكل مباشر وتم تسليط الضوء على هذه النواحي بأسلوب كوميدي في زمن وضع المواطنين بمواجهة تحديات مصيرية توثر في حياتهم اليومية.

حلم تحقق
اعتبر الفنان السوري الكبير دريد لحام مشاركته في فيلم «دمشق حلب» الحلم الذي تحقق، حيث أراد تقديم فيلم عن المجتمع السوري وحقيقته. وكشف أن من أحلامه الصغيرة التي يبحث عنها دائماً أن يعثر على العمل الذي يلائم أفكاره؛ لأن خياراته صعبة جداً، وذلك لأنه يعتبر أن مستقبله وراءه وليس أمامه، فمستقبله يتمثل في الأعمال التي قدمها من قبل، ويجب أن يكون حريصاً على هذه الأعمال، ولا يريد أن يقدم عملاً ينسف هذا التاريخ.
وأشار إلى أنه يسعى دائماً لتقديم العمل الذي يلامس وجدانه، سواء كان كوميديا أو تراجيديا، والأهم له هو أن يعبر عنه بشكل أو بآخر، وأن تبدأ علاقة المشاهد بأعماله بعد الانتهاء من مشاهدتها متذكراً كل مشهد فيه، سواء كان يشبهه أو رأى حلمه أو ألمه فيه.
وقال إنني أحتفظ في ذاكرتي بكل اللحظات التي قضيناها كفريق عمل واحد، فنحن بدأنا كزملاء وفي منتصف تصوير الفيلم أصبحنا أصدقاء ومع نهاية التصوير كنا أسرة واحدة، وسأستحضر هذه اللحظات كلما أوعزني الفرح.
وأوضح أن نجاح العمل اقترن بالجو الذي ساد بين طاقم العمل أثناء التصوير من محبة وتفاهم، إضافة إلى أن العمل كان من إخراج مبدع سينمائي يسعى إلى تقديم الممثل أفضل ما يملك من مواهب من أجل عرضها للجمهور بطريقة مميزة.

ملأى بالحياة
بدوره بيّن مخرج الفيلم أن «دمشق حلب» واحد من الأفلام الذي يتحدث عن الأزمة، وأنه لا بد من التطلع إلى تلك القصص ليتم تداولها وعرضها للجمهور، مؤكداً أن الفيلم تجربة ملأى بالحياة والحب والشغف، والجوائز التي حصدها الفيلم بمهرجان الإسكندرية كانت تأكيداً على أهمية السينما السورية.
ونوه بأن الفيلم من التجارب القليلة التي بداخلها التناغم والانسجام بين لعناصر العمل السينمائي، وأن التعاون بين كادر العمل كان سبباً في نجاح العمل، لأنه عمل ذات تجربة قائمة على التعاون والتفاهم وهو ما ساهم بخلق أفكار جعلت من الجمهور يعجب بها.
ووجه شكره لشركة سيريتل على رعايتها لعدد من أفلامه، وقال: سيريتل تبدي دعماً لكل المشاريع الوطنية الثقافية والاجتماعية والإنسانية، وأدعو الشركات ألا يكون هدفها ربحياً فقط بل أن تسهم بدعم المشاريع أسوة بسيريتل.

البداية والنهاية
أشار كاتب الفيلم إلى أن عمله يحوي مجموعة أفكار تعبر عن رحلة الإنسان السوري التي يتخللها من صعوبات وتحديات يواجهها وصولاً إلى الخلاص والعودة إلى حياة شبه طبيعية، والقصد بالرحلة من دمشق إلى حلب نقطة البداية والنهاية واختصار للمساحة السورية، وبالنسبة للشراكة مع المخرج فهي مستمرة وبلا شك مريحة وسعيد بها، وشرف كبير للفيلم مشاركة القامة دريد لحام.

علاقات اجتماعية
وعبرت النجمة سلمى المصري عن سعادتها بالمشاركة إلى جانب القدير دريد لحام، واصفة التجربة بالممتعة لما تخللها من علاقات اجتماعية عائلية ربطت جميع أسرة العمل أثناء التصوير، ولفتت إلى أن الأفلام التي يتم تقديمها من المؤسسة العامة للسينما نخبوية، وأهم ما يميز السينما اليوم ويجب التركيز عليه بشكل دائم هو عرض الأفلام للجمهور بطريقة مستمرة وليس عرضها فترة محددة فقط.

الإقبال الكبير
وأكدت النجمة كندا حنا أن مشاركتها بالفيلم كانت ناجحة بجميع المقاييس وملأى بالمعنويات والسعادة رغم النتائج التي تخللها الخوف والرهبة من العرض الافتتاحي للفيلم والتي اختلفت فيما بعد العرض نتيجة للإقبال الكبير من الجمهور والسعادة التي رسمها العمل على أوجه الجميع.
وأضافت بأن كلمة القدير دريد لحام أثناء المؤتمر بأنه فخور بالوقوف إلى جانبها، جعلها تحمل المزيد من الخوف والمسؤولية آملة أن تصل إلى جزء بسيط من مسيرته الفنية.

تجربة غنية
وأشارت النجمة نظلي الرواس إلى أن الفيلم قدم لها تجربة سينمائية غنية، معبرة عن سعادتها بالتكريم الذي حظي به في مهرجان الإسكندرية وعن أملها أن تصل السينما السورية إلى المكان الذي تستحقه.

دعم الفن والفنانين
مدير وحدة الشركات وكبار العملاء في شركة سيريتل إبراهيم برهوم قال: يعتبر الفن بأشكاله المختلفة مرآة تعكس واقع المجتمع بسلبياته وإيجابياته، فهي ناقل للثقافات إلى العالم أجمع، حيث توحد بين أقطابها سكان العالم وتوحد المفاهيم والقيم الإيجابية وتكرس العاطفة الإنسانية.
وأضاف: وبما أن الأهمية الثقافية للفن تتركز بقدراته على تعزيز القيم الإيجابية في نفوس الأفراد، حرصت سيريتل على دعم الفن والفنانين في مختلف المجالات، لذلك كان لا بد لنا من رعاية العرض الخاص لفيلم «دمشق حلب» الذي يجسد فعلياً مرحلة عاشها كل مواطن سوري بأحداثها وتفاصيل مغامراتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن