اقتصاد

أحاديث عن سوق سوداء واللتر بـ300 ليرة…«التموين» تنتظر «شكوى خطية» حول البنزين ومحروقات لم تصل إليها «شكاوى»!!

 علي محمود سليمان : 

عادت سوق المحروقات «السوداء» وخصوصاً البنزين إلى الظهور بعد ارتفاع سعره وانخفاض كمياته المعروضة للمستهلك، حيث زادت الشكاوى عبر العديد من المواقع الإلكترونية التي تتحدث عن الموضوع من حالات تهريب للمادة من محطات المحروقات وبيعها على أرصفة الطرقات أو في محال خاصة وبأسعار مرتفعة يصل سعر لتر البنزين فيها إلى 300 ل.س في بعض المناطق والطرقات.
مصدر مسؤول في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أكد لـ«الوطن» عدم وصول أي شكوى خطية فيما يتعلق بمادة البنزين سواء لتهريبها من الكازيات أم وجود نقص أو لجهة بيعها بأسعار مرتفعة في غير الأماكن المخصصة لبيعها.
مبيناً أنه في حال ورود أي شكوى سيتم توجيه مديريات التجارة الداخلية لمصادرة الكميات التي تباع على الطرقات وإحالة المخالف موجوداً إلى القضاء كون المخالفة هي اتجار بالمواد المدعومة، مشدداً على أن قانون التموين الجديد أشد صرامة وعقوباته رادعة لضبط هذه الحالات ويجب على المواطنين التقدم بأي شكوى في هذا الموضوع.
مضيفاً: إن الوزارة ستوجه كتاباً إلى مديريات التجارة الداخلية في المحافظات كافة لمتابعة أي حالات من هذا النوع وفرز عناصر إلى محطات المحروقات والتأكد من عدم وجود أي مخالفات في توفر الكميات أو التلاعب بالأسعار.
من جهته بيّن مدير محروقات دمشق سيباي عزير في حديث لـ«الوطن» بأن الشركة مسؤولة بشكل مباشر عن محطات محروقات القطاع العام وتقع تحت إشرافها، كما أن المحطات العامة كافة والخاصة فيها مراقب من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لضبط أي حالات تلاعب ومخالفات. مضيفاً: إن شركة محروقات دمشق لم تصل إليها أي شكوى خلال الفترة السابقة وفي حال ورود أي شكوى على محطة محروقات عامة تتم إحالة الشكوى للرقابة الداخلية لمتابعة المسألة وأخذ إفادة الشهود والتحقيق مع مدير المحطة، وفي حال كانت الشكوى على محطة محروقات خاصة يتم رفع الشكوى إلى وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لمتابعة الشكوى.
ونفى عزير وجود أي نقص في مخصصات دمشق من مادة البنزين، حيث تتم تغذية المحطات الموزعة في دمشق بمليون لتر بنزين يومياً، وهي الكمية المطلوبة لمدينة دمشق بشكل يومي لمثل هذه الفترة من السنة ولا نقص، حيث 19 محطة محروقات في دمشق منها 7 محطات عامة و12 محطة خاصة.
من جانبه أكد رئيس جمعية حماية المستهلك عدنان دخاخني أن ظاهرة السوق السوداء للمحروقات لم تتوقف يوماً خلال الأزمة وإنما تمر بمراحل انحسار وتمدد حسب وفرة المحروقات في المحطات، مؤكداً لـ«الوطن» أن هذه الظاهرة سوف تتمدد وتزداد أعداد المخالفين للقانون، إن لم يتم ضبطها ووضع حد لهذه المخالفات. مشيراً إلى أن السؤال الذي يتكرر هو: لماذا ضبط هذه الحالة ما زال عسيراً في ظل وجود علم بتعاون البعض من ذوي النفوس الضعيفة مع هؤلاء الباعة بتأمين الكميات لهم من مخصصات الكازيات؟
وأشار دخاخني إلى أن قانون التموين الجديد يتضمن عقوبات رادعة ولكن المخالفين لن يخشوه ما لم يتم تطبيقه جدياً وفعلياً، مضيفاً: إن جمعية حماية المستهلك لم تصل إليها أي شكوى حتى الآن، مرجحاً السبب في عدم ثقة المواطنين بإمكانية تطبيق القانون، ولذلك تقوم جمعية حماية المستهلك بلفت نظر الجهات المعنية حول أي مخالفة وترفع المقترحات الممكنة كحلول لهذه المشكلات مع انتظار وجود جدية في التطبيق بما يحقق حماية حقيقة للمستهلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن