عربي ودولي

موسكو ستنسحب من المجلس الأوروبي بنفسها.. وتتخلّى عن السندات الأميركية … بوتين والسيسي يوقعان اتفاقية الشراكة الشاملة

وقع الرئيسان الروسي والمصري، أمس الأربعاء، على اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي بين روسيا ومصر، كما اتفقا على استئناف رحلات الطيران بشكل كامل بين البلدين.
وجاء التوقيع عقب اجتماع قمة عقد في مدينة سوتشي الروسية المطلة على البحر الأسود، بحث خلاله الزعيمان العلاقات الثنائية وعدداً من القضايا الإقليمية، وذلك في إطار زيارة السيسي إلى روسيا.
وعن المباحثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال إعلان مشترك جرى عقب القمة إلى أنها تناولت مسائل عدة ذات اهتمام مشترك والعلاقات الثنائية.
وأضاف: إن الجانبين ناقشا بالتفصيل التعاون في مجال الطاقة، وخاصة مشروع بناء محطة الضبعة النووية بمصر، التي تبنيها شركة «روس آتوم» الروسية، وأشار الرئيس الروسي إلى أن اللقاء بحث فرص التعاون العسكري. كما تمت مناقشة مسألة استئناف رحلات الطيران بين البلدين، حيث أشار بوتين إلى قرب استئناف رحلات الطيران من روسيا إلى شرم الشيخ والغردقة، ما يعد مؤشراً إيجابياً لقطاع السياحة المصري.
وعن المنطقة الصناعية الروسية في منطقة قناة السويس، قال بوتين إنه في إطار المشروع سيتم ضخ استثمارات بقيمة 7 مليارات دولار، وستؤمن المنطقة قرابة 35 ألف فرصة عمل جديدة. من جهته، عبر الرئيس المصري في كلمته خلال الإعلان، عن أن زيارته إلى روسيا تعكس عمق العلاقة بين البلدين وشعبيهما، مبرزاً أن التعاون بين البلدين يؤسس لنقلة نوعية في العلاقات ويشجع الاستثمارات الروسية في مصر.
كما أكد أن اتفاقية الشراكة الإستراتيجية بين روسيا ومصر تفتح صفحة جديدة في العلاقات بين روسيا ومصر، مشيراً إلى أنه اتفق مع الرئيس بوتين على إعلان «2020 عاماً ثقافياً» بين البلدين.
وفي سياق منفصل أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا «لن تترك لمن يريدون استبعادها من المجلس الأوروبي أن يحققوا حلمهم وستترك المجلس بنفسها».
وقال لافروف في مقابلة مع قناة «يورونيوز» إن «موسكو عندما انضمت إلى المجلس الأوروبي كانت على ثقة بأنه يوفر منصة عمل أوروبية مشتركة وعالمية وقانونية ولكن انتهاك القانون واتخاذ الإجراءات غير الشرعية بحرمان الوفد الروسي من الحقوق المتساوية مع جميع الوفود أمر غير مقبول وهو تدمير للمنظمة الأوروبية بسبب طموحات بعض السياسيين في العديد من عواصم أوروبا»، معرباً عن أمله بأن «تمتلك الدول الأخرى ما يكفي من الشجاعة لمنع ذلك».
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين موسكو والمجلس الأوروبي بدأت بالتدهور في الفترة ما بين 2014 و2015 عندما حرم البرلمانيون الروس من مجموعة من الحقوق بسبب مواقفهم من شبه جزيرة القرم ما دفع روسيا في وقت لاحق للإعلان عن إيقاف المشاركة في اجتماعات المجلس بسبب استحالة العمل في مثل هذه الظروف كما جمدت جزءا من المدفوعات إلى ميزانية المجلس في نهاية حزيران عام 2017.
من جهة ثانية أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أن روسيا قلّصت في آب الماضي استثمارها في السندات الأميركية لتصل إلى 14 مليار دولار، بعد أن تخلّصت في نيسان من 47.5 ملياراً، وفي أيار من 33.8 ملياراً.
وانخفض حجم الاستثمار الروسي في السندات الأميركية إلى أدنى مستوى له منذ 2007، وبذلك خرجت روسيا من قائمة الدول الـ33 صاحبة أكبر توظيف في السندات الأميركية، بعد أن كانت تستثمر 96.1 مليار دولار في هذه السندات نهاية 2017. ولا تزال الصين تحتل الصدارة في قائمة حاملي السندات الحكومية الأميركية، وفي آب الماضي كانت سنداتها عند 1.165 تريليون دولار.
وفي المرتبة الثانية، تأتي اليابان بـ1.029 تريليون تليها البرازيل بـ317 ملياراً، فيما تحتل المركز الثلاثين في القائمة، تشيلي بـ30.2 مليار دولار.
ويرى الخبراء، أن بنك روسيا المركزي، أقدم على هذه الخطوة المبررة، لأسباب جيوسياسية وخشية من العقوبات الأميركية التالية.
ولم يحدد البنك المركزي الروسي، كيفية استخدام هذا الكمية الضخمة من الأموال، ولكنه من المحتمل توظيفها في السندات الكندية والبريطانية والألمانية.
وفي سياق آخر أعلن في موسكو عن توقيف نائب رئيس وزراء جمهورية القرم الروسية فيتالي ناكلوبين، في إطار التحقيق مع عدد من المسؤولين وإدارات بعض المؤسسات في الجمهورية.
وقال رئيس جمهورية القرم سيرغي أكسيونوف: «أوقف رجال الأمن في موسكو نائب رئيس وزراء القرم فيتالي ناكلوبين، وذلك في إطار التحقيق ضد بعض المسؤولين وعدة مؤسسات».
وذكر رئيس الجمهورية في صفحته على «فيسبوك»، أن التحقيق بالفساد يجري مع أعضاء في اللجنة الحكومية لشؤون طرق السيارات ومؤسسة الطاقة «القرم إينيرغو»، ومؤسسة شبكة الغاز في القرم.

روسيا اليوم – نوفوستي – وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن