سورية

كشف عن جهود عربية ودولية كبيرة لإعادتها إلى الجامعة العربية … عبد الهادي لـ«الوطن»: سورية لم تطالب بعودتها ونحن أمام تغييرات مهمة خلال أشهر قليلة

| سيلفا رزوق

كشف مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في سورية السفير أنور عبد الهادي، عن جهود عربية ودولية كبيرة لإعادة سورية لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية، مبيناً أن ما يجري تداوله في الأروقة السياسية والدبلوماسية، هو أن قرار تجميد عضوية سورية كان «خاطئاً»، ولافتاً إلى أن هذه الجهود تتم بالتنسيق مع الأصدقاء الروس.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال عبد الهادي: «لا نعرف إن كانت الحكومة السورية ستوافق على العودة أم لا، لكن تصريح وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم مؤخراً كان إيجابياً وأعطى إشارة إيجابية لدفع هذه الجهود، ولكن بكل صراحة ووضوح، لم تطلب سورية العودة للجامعة العربية. هذا جهد خاص بالأطراف المحبة لسورية، والأطراف التي ندمت على تأييدها لقرار تجميد عضوية سورية».
وكان المعلم، قال في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره العراقي في دمشق قبل أيام: إن «سورية لها موقع بالعالم العربي ويجب أن تمارس دورها العربي، ومن هذا المنطلق أي مبادرة عربية أو دولية نحن سنستجيب لها».
وأوضح عبد الهادي، أن «الدور الفلسطيني في الجهود الحاصلة اليوم لإعادة سورية للجامعة العربية، هو جزء من دور عربي ودولي، فهناك جهود مشتركة مع الجانب العراقي والمصري والعماني والكويتي والجزائري والتونسي والسوداني والموريتاني حيث إن أكثر من نصف أعضاء الجامعة العربية باتوا يطالبون بعودة سورية، إضافة إلى الجهد الروسي المتواصل في هذا الإطار».
وقال: «للأسف منذ خروج سورية كل قرارات الجامعة العربية لا أحد يهتم بها، وهي حبر على ورق لا تقدم ولا تؤخر، وبالعكس نحن آسفون لأن الجامعة العربية تستخدم للتغطية على الكثير من الأخطاء التي تمارسها الإدارة الأميركية ويسجل على الجامعة العربية، بأنها قامت بخطأ تاريخي بتجميد عضوية سورية، وسيأتي يوم وتعتذر هذه الجامعة لأنها نقلت الأزمة السورية إلى مجلس الأمن». وكشف عبد الهادي، أن الموقف الخليجي بدأ يتحول بصورة كبيرة، وهو «تغير بنسبة 50 بالمئة»، وقال: «بدأنا نسمع في الغرف المغلقة عن مواقف إيجابية تجاه سورية، حتى من الدول التي كانت معادية ومتآمرة على سورية، والجميع أصبح يقر بأن الدولة السورية في ربع الساعة الأخيرة من انتهاء أزمتها، والدولة السورية باقية، والكل أصبح لا يتحدث عن الوضع الداخلي السوري ولا يطالب بأي مطلب داخلي. بعض الدول أصبحت تطالب بمطالب إقليمية وليس سورية، ونحن نعلم أن هناك دولا تتحدث اليوم عن مشكلتها مع إيران وليس مع الدولة السورية وهذا يشكل تغيراً كبيراً».
وتحدث عبد الهادي عن الدور الفلسطيني منذ بداية الحرب عن سورية وبين أن فلسطين لم تصوت منذ البداية على أي قرار ضد سورية، ولم تؤيد أي قرار ضد سورية، وأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن وقوف الفلسطينيين ضد العقوبات على سورية، وضد التدخل الخارجي ومع الحل السياسي في سورية، وحاولنا أن نبذل جهوداً للدفع بالحل السياسي نحن والأصدقاء في روسيا بتعاون كامل في هذا الإطار، لافتاً إلى أن التحركات الفلسطينية اليوم تتم بالتنسيق مع الأصدقاء الروس إضافة إلى أن علاقاتنا ممتازة جداً مع الدولة السورية، كاشفاً في الوقت نفسه أن الجهود العربية بدأت مبكراً بالتنسيق مع العراق وسلطنة عمان والجزائر وحتى مع الأصدقاء بالكويت للسعي نحو إعادة سورية للجامعة العربية.
ولفت عبد الهادي إلى ضرورة الانتباه إلى نقطة مهمة لا تطرح كثيراً في الإعلام، وهي المواقف التي تتخذها الدول الغربية، وبين أن هذه الدول تشاغب اليوم بشكل إعلامي وعلني، ولكن بالغرف المغلقة هي تحاول البحث عن «حصتها»، في إعادة الإعمار.
وكشف أنه وخلال الأشهر القليلة القادمة سنكون أمام تغييرات مهمة في مواقف كثير من الدول باتجاه الدولة السورية، «ونحن نتوقع عودة الكثير من السفارات إلى العمل في دمشق عربية ودولية مع بداية العام القادم، حيث إن الإنجاز السوري الكبير في هزيمة الإرهاب سيفرض أيضاً هذا التغيير».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن