سورية

فيسك يدعو الإعلام لتسليط الضوء على علاقات داعش بالسعودية وقطر وتركيا وأميركا

شدد الكاتب البريطاني روبرت فيسك على ضرورة «إجراء تحقيقات صحفية حول العلاقات التي تجمع تنظيم داعش الإرهابي بالسعوديين والقطريين والأتراك وإثارة مزيد من التساؤلات حول الدور الذي تقوم به الأسلحة الأميركية التي يتم تهريبها عبر الحدود السورية بشكل مباشر إلى يد داعش»، متسائلاً عن السبب وراء عدم قيام التنظيم بشن هجوم ضد «إسرائيل» وامتناع الأخيرة عن ضربه في الوقت الذي تشن فيه غارات على مواقع للحكومة السورية.
يأتي ذلك في حين أكد المحلل التشيكي يان شنيدر أن ممارسات داعش تخدم مصالح الأميركيين في العديد من المجالات، مبيناً أن واشنطن تهدف عبر استمرار وجود داعش إطالة فترة الفوضى وبالتالي تدفق عشرات الآلاف من المهاجرين إلى أوروبا ودول أخرى وإرهاقها.
وانتقد فيسك طريقة تعامل وسائل الإعلام العالمية مع الجرائم المروعة التي يرتكبها داعش ولاسيما في سورية والعراق وتركيزها على بشاعة هذه الجرائم دون التطرق إلى ما هو أعمق من ذلك بما فيها الصلات الخفية التي تربط التنظيم بجهات دولية وإقليمية مثل السعودية وقطر و«إسرائيل» وتركيا.
ورأى فيسك في مقال نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أن داعش «يحاول حرف أنظار وسائل الإعلام والصحفيين عن حقائق كثيرة من خلال الفظائع التي يواصل ارتكابها بشكل يومي وآخرها جريمة إعدام عالم الآثار السوري خالد الأسعد في مدينة تدمر».
ودعا الإعلاميين في جميع أنحاء العالم إلى «التركيز على الجانب الآخر من فكرة نشوء التنظيم وأهدافه وليس على جرائمه الإرهابية فحسب وأن يبدؤوا بطرح أسئلة حول العلاقات الوثيقة التي تربطه بأصدقائه المتطرفين مثل «جبهة النصرة» و«جيش الإسلام»، و«الجيش الحر» الذي يشارف على الاختفاء من الوجود».
من جانبه أوضح المحلل التشيكي يان شنيدر في حديث لموقع «أوراق برلمانية» الالكتروني، أن أميركا تهدف إلى جني الأرباح من وراء مبيعات السلاح إلى بعض الدول والتنظيمات المسلحة في الشرق الأوسط، وقد جرب الأميركيون أنواعاً جديدة من الأسلحة مباشرةً في القتال الأمر الذي يجعل شركات السلاح الأميركية تنافس الشركات الغربية الأخرى بشكل أفضل كون هذه الأسلحة جربت بشكل حي.
وأشار شنيدر إلى أن «إسرائيل» ستستغل الأوضاع القائمة في المنطقة لتطالب بتزويدها بالمزيد من الأسلحة الحديثة وهذا كله يصب في مصلحة شركات السلاح.
وبين شنيدر أنه من الفوائد الأخرى التي تجنيها واشنطن من استمرار وجود داعش إطالة فترة الفوضى وبالتالي تدفق عشرات الآلاف من المهاجرين إلى أوروبا ودول أخرى وإرهاقها، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لن يرسل قوات برية لمحاربة داعش لأن ذلك لن يسهم في رفع شعبية الديمقراطيين قبيل الانتخابات الرئاسية القادمة.
من جهة أخرى أكد الصحفي التشيكي توماش تسينكا أن مخططات الولايات المتحدة في سورية أخفقت بخلاف ما حققته عبر ما سمي «الربيع العربي» في تونس ومصر وليبيا ومن تغييرات نتيجة لغزوها المباشر للعراق وأفغانستان. وفي مقال نشره أمس في صحيفة «هالو نوفيني» التشيكية، حمل تسينكا السياسة الأميركية المسؤولية عن الفوضى الحالية في بعض دول الشرق الأوسط والتي بدأت تنتقل إلى أوروبا عن طريق المهاجرين، منبهاً إلى أن بعض المنظمات الأميركية تساهم في عمليات تمويل تدفق المهاجرين إلى أوروبا.
سانا

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن