شؤون محلية

ماذا جرى في دمشق ليلة أمس الأول؟.. أمطار «استثنائية» أم تقصير؟ … الأرصاد الجوية: ربع أمطار الموسم هطلت خلال ساعة من غيمة «تراكمية شاقولية» … المحافظة: 61 مم هطلت خلال أقل من ساعة ومصارف دمشق مصممة لاستيعاب 6 مم فقط ولم تقصر بالتحضير للشتاء

| محمود الصالح

عاشت دمشق ليلة أمس الأول حالة غير معتادة نتيجة العاصفة المطرية الهائلة التي ضربت المدينة وبشكل خاص المنطقتين الغربية الجنوبية «المزة» والغربية الشمالية «ركن الدين والمهاجرين ».
أقل من ساعة من الهطل المطري الذي لم تشهده دمشق منذ نصف قرن كانت كفيلة بتحويل الشوارع إلى أنهار تجري فيها المياه بسرعة كبيرة قادرة على جرف كل ما هو أمامها، حتى السيارات.
ترافقت العاصفة المطرية مع عودة الناس إلى بيوتهم ما أدى إلى حالة من الاختناق المروري الذي تسببت به المياه التي غمرت أنفاق 17 نيسان على اتوستراد المزة والأمويين والثورة نتيجة وصول كميات هائلة من المياه المحملة بالأتربة والأوساخ من الشوارع التي مرت فيها، زاد في ذلك توقف عدد كبير من السيارات في وسط الشوارع والأنفاق نتيجة تعطلها بسبب الأمطار، وعن الأضرار تعرض 4 مواطنين إلى الانزلاق وتم إسعافهم إلى مشفى المجتهد وقدمت الإسعافات اللازمة لهم فوراً وتم تخريجهم فوراً في حين لم يسجل أي إصابات في مشفى المواساة.
«الوطن» تابعت هذا الموضوع من خلال التواصل مع مختلف الجهات المعنية بهذه المسألة. مدير النظافة في محافظة دمشق عماد العلي أكد أن كمية الأمطار التي هطلت خلال أقل من ساعة بلغت 61 مم وهذا أمر استثنائي ولا يمكن أن يحدث لأن شبكة الصرف الصحي في دمشق مصممة لاستيعاب كمية 6 مم من الأمطار في الساعة، وأمر طبيعي أن تتجمع المياه في أكثر منطقة انخفاضاً في المدينة، وعلمياً لا يمكن أن تصمم شبكات الصرف الصحي على الحالات الاستثنائية، وكانت استجابة المحافظة مباشرة، نافياً وجود تقصير في موضوع الاستعداد لفصل الشتاء.
بدوره معاون مدير الصرف الصحي خليل مصطفى قال: نتيجة العاصفة المطرية الاستثنائية التي تركزت على منطقتي المزه وركن الدين والتي قدرت بحدود 61 مم خلال أقل من ساعة، ما أدى إلى ورود غزارات مطرية هائلة عجزت شبكات الصرف الصحي عن تصريفها لأنها أكبر بعدة مرات من طاقتها، إضافة لتراكم الأتربة والأوساخ التي حملتها الأمطار من أعالي جبل قاسيون والسومرية والمزه 86 وركن الدين والمهاجرين ونقلت في طريقها كل شيء لتستقر في أنفاق 17 نيسان والأمويين والثورة، كما جرفت الأمطار الأتربة من محيط نفق 17 نيسان حيث توجد حدائق وأدت إلى إغلاق المطريات وعرقلة تصريف المياه، وبالرغم من عمل المضخات الموجودة في الأنفاق بشكل آلي إلا أنها لم تكف وتأثرت بوجود الأتربة والحجارة والأوساخ التي حملتها السيول، وخلال عمليات التعزيل وجدت كميات من الأوساخ المنقولة من الشوارع.
وأعاد مصطفى السبب في تجمع المياه إلى وجود كميات هائلة محملة بالأتربة، هذا ما يبرر عدم وجود أي تجمع للسيول في أنفاق كفرسوسة والكارلتون والعباسيين، التي استطاعت استيعاب الأمطار المتساقطة في محيطها فقط ولم تردها مياه منقولة ومحملة بالأتربة.
وأكد مصطفى أنه تمت مع بداية الشهر الجاري عمليات صيانة لجميع المطريات في دمشق، وكشف أن ارتفاع المياه على اتوستراد المزه كان 40 سم وهي للمرة الأولى التي تشهدها دمشق.
من جانبه قائد فوج إطفاء دمشق العميد الركن المجاز داوود عميري بين أن الأمطار التي هطلت على مدينة دمشق ابتداء من الساعة السابعة من مساء أمس الأول أدت إلى انسداد بعض شبكات التصريف في الأنفاق، وكنا قد استجبنا لطلبات المواطنين في شفط المياه التي دخلت بعض المنازل والمحلات ولكنها لم تؤد إلى أي أضرار لا بشرية ولا مادية، مؤكداً أن إمكانيات فوج إطفاء دمشق جيدة وتستطيع تلبية أي طارئ.
الأرصاد الجوية ومن خلال الحديث مع المتنبئ الجوي شادي جاويش بينت أن هذه الحالة الجوية التي شهدتها مدينة دمشق مساء أمس الأول هي استثنائية ولم تحدث منذ نصف قرن وهي متوقعة لكن ليست بهذه الكمية حيث هطلت خلال ساعة تقريباً 42 مم في مدينة دمشق كانت الغزارة متركزة في المزه وركن الدين والمهاجرين، وكانت واضحة جداً نتيجة هطولها في مناطق شديدة الانحدار، وكانت هذه العاصفة المطرية ناجمة عن منخفض فصل الخريف المتمثل في غيوم ركامية ذات امتداد شاقولي، لذلك نجد الأمطار كانت هائلة ومركزة في مكان محدد، وأشار جاويش إلى أن هناك حالة مشابهة في نهاية الأسبوع لكن لا تقدر كمية الهطل فيها، علماً أن متوسط الهطل المطري في دمشق سنويا 207 مم أما المتوسط اليومي خلال الشتاء في دمشق فهو 5 – 15 مم.
مدير الأراضي في وزارة الزراعة عمر دودكي أوضح لـ«الوطن» أن كمية الأمطار الهاطلة في دمشق كانت في المزه 42 مم وفي قاسيون 38 مم وفي برزه 35 مم وفي الحجاز 36 مم، والكميات استثنائية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن