عربي ودولي

واشنطن تعتزم الانسحاب من معاهدة الصواريخ وموسكو مستعدة لتدابير ردية عسكرية

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة «ستنسحب من المعاهدة الموقعة مع روسيا حول الصواريخ النووية القصيرة والمتوسطة المدى».
ونقلت «أ ف ب» عن ترامب قوله في ولاية نيفادا: «سننهي الاتفاقية الموقعة بين البلدين في 1987» زاعماً أن روسيا «انتهكت» المعاهدة دون أن يذكر أي تفاصيل.
في المقابل عبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عن إدانة بلاده محاولات الابتزاز الأميركية الهادفة للحصول على «تنازلات» من روسيا في مجال الاستقرار الإستراتيجي.
وأضاف: «لم تتمكن الولايات المتحدة منذ سنوات طويلة من تأكيد اتهاماتها الملفقة بتقديم تفسيرات واضحة حول أسباب ذلك» معتبراً أن «وجود المعاهدة حول إزالة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى يعرقل النية الأميركية لتحقيق سيطرتها الكاملة في المجال العسكري».
وأضاف ريابكوف: «إذا واصل الأميركيون الخروج من جانب واحد من الاتفاقات والآليات الدولية المختلفة كما حصل في خطة العمل الشاملة المشتركة حول إيران وصولاً إلى الانسحاب من الاتحاد البريدي العالمي فلن يبقى لنا سوى أن نتخذ تدابير ردية بما في ذلك تدابير ذات طابع عسكري تقني.. لكننا لا نريد أن نصل لذلك».
كما أعلن ريابكوف أن روسيا تدين الأعمال الأميركية الجديدة التي وصفها بأنها ابتزاز يهدف إلى تحقيق تنازلات من جانب روسيا في مجال الاستقرار الإستراتيجي.
وفي تعليقه على الخطط الأميركية للانسحاب من معاهدة إزالة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، قال ريابكوف: «نعبر عن قلقنا وإدانتنا للمحاولات الأميركية الجديدة الهادفة إلى الحصول على تنازلات من روسيا في مجال الأمن الدولي والاستقرار الإستراتيجي عن طريق الابتزاز. وكان الجانب الروسي يقول أكثر من مرة إنه ليس لدى الولايات المتحدة أي أسس للقول إن روسيا تنتهك هذه المعاهدة».
وأضاف: «لم تتمكن الولايات المتحدة منذ سنوات طويلة من تأكيد اتهاماتها الملفقة بتقديم تفسيرات واضحة حول أسباب ذلك».
وتابع: «على ما يبدو فإن وجود المعاهدة حول إزالة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى يعرقل النية الأميركية لتحقيق سيطرتها الكاملة في المجال العسكري».
وأفاد ريابكوف بوصول مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جون بولتون إلى موسكو، أمس معبراً عن أمله بأن تلقى موسكو منه شرحاً واضحاً للخطوات الأميركية التالية بشأن مصير المعاهدة.
هذا وأكد الدبلوماسي الروسي أن روسيا لن تتخذ أي قرارات سريعة وغير مدروسة بسبب التصريحات الأميركية الأخيرة، متوعداً في الوقت ذاته باحتمال اتخاذ روسيا تدابير جوابية حال قيام الولايات المتحدة بالانسحاب من المعاهدة من جانب واحد.
من جهته أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيوف أن خطط الولايات المتحدة بشأن الانسحاب من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى تندرج في إطار محاولات الابتزاز المستمرة التي تمارسها واشنطن ضد روسيا.
ونقلت وكالة تاس عن كوساتشيوف قوله على صفحته في موقع فيسبوك: «إن الولايات المتحدة تحاول تدمير نظام الاتفاقات المتعلقة بتوازن القوى النووية في العالم وتسعى إلى تحقيق تفوق عسكري أحادي الجانب في مجال التسلح النووي والتقليدي لفرض إرادتها ومصالحها على العالم».
وأوضح كوساتشيوف أن مساعي واشنطن لتدمير اتفاقات توازن القوى النووية بدأت عام 2002 بانسحابها من معاهدة الصواريخ المضادة للباليستية ولا تزال مستمرة حتى الآن عبر حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وحذر كوساتشيوف من أن إلغاء معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى «يمكن أن يشعل فتيل حرب» داعياً مجلس الأمن الدولي إلى مناقشة التحركات الأميركية الخطيرة في هذا الاتجاه والتي تهدد الأمن والسلام العالميين.
إلى ذلك اعتبر النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فرانس كلينتسيفيتش أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه الانسحاب من المعاهدة «يمثل انعكاساً مباشراً لإستراتيجية التحركات المفاجئة التي تعتمدها الولايات المتحدة على الساحة الدولية» مشيراً إلى أن واشنطن تريد عبر تحركها الجديد إدخال روسيا في سباق للتسلح.
وكان الكرملين قال إن مصير المعاهدة الروسية الأميركية سيناقش أثناء اللقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشار الأميركي للأمن القومي، جون بولتون.
وجرى توقيع المعاهدة بين موسكو وواشنطن بشأن قيام الطرفين بتدمير ترسانتيهما من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى في عام 1987 وشملت المعاهدة مجموعة واسعة من الصواريخ ذات المدى المتراوح بين 500 وألف كم وبين 1000 و5500 كم.

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن