سورية

الهدوء يسيطر على «منزوعة السلاح» … تحركات مريبة لـ«النصرة» شمالاً… وميليشيات تسحب «الثقيل» غرب حلب!

| حماة– محمد أحمد خبازي – دمشق- الوطن- وكالات

بينما سيطر الهدوء الحذر على المنطقة «المنزوعة السلاح» في شمال غرب البلاد، قامت ميليشيات محسوبة على تركيا بسحب سلاحها الثقيل من حيي جمعية الزهراء والراشدين غرب حلب تنفيذاً لـ«اتفاق إدلب».
بموازاة ذلك قام تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي بنشر مسلحين مما يسمى «قوات النخبة» لديه في ريف إدلب الشمالي قرب معبر باب الهوى، ومزق ما يسمى «علم الثورة» في إحدى بلدات غرب حلب.
وساد أمس هدوء حذر منطقة «منزوعة السلاح» في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي الشرقي المحددة بموجب «اتفاق إدلب» المعلن في 17 أيلول الماضي، ولم يسجل فيها حتى ساعة إعداد هذه المادة مساء أمس أي خرق أمني يذكر. وباستثناء دك الجيش بمدفعيته الثقيلة تحركات لميليشيات مسلحة ترفع شارات «النصرة» في أطراف مدينة اللطامنة بريف حماة الشمالي رداً على محاولة هذه الميليشيا خرق «اتفاق إدلب»، لم يشهد الوضع العام في هذا الريف أي حدث لافت.
وبيَّن مصدر إعلامي لـ«الوطن» أن الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة تتابع بدقة مجريات الوضع الميداني الراهن وتراقب تحركات المجموعات الإرهابية، وتتدخل لمنعها من تسجيل أي خرق أو اعتداء على نقاط الجيش أو القرى في سهل الغاب الغربي، موضحاً أن إرهابيين اثنين قتلا وأصيب آخرون بانفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون في حي القصور بإدلب، وعزا تصاعد الاقتتال بين الإرهابيين إلى محاولات تصفية فيما بينهم نتيجة الخلافات الحادة في المواقف من تطبيق «اتفاق إدلب».
من جهته، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن «اتفاق إدلب» دخل يومه السابع على التوالي دون أي تغييرات على خريطة المنطقة «المنزوعة السلاح»، في ظل مواصلة المخابرات التركية مساعيها لإقناع «الجهاديين»، بالانسحاب من تلك المنطقة، الممتدة من جبال اللاذقية الشمالية الشرقية، مروراً بريفي إدلب وحماة، وصولاً إلى الضواحي الشمالية الغربية لمدينة حلب، وذلك بعد فشلها في المرات السابقة بإقناعهم.
بدوره لفت موقع «الميادين نت» إلى أن ميليشيا «فيلق الشام» وزميلتها «ثوار الشام» سحبتا الآليات الثقيلة من حي جمعية الزهراء غرب حلب تنفيذاً للاتفاق، ما يؤكد أن سحب السلاح الثقيل لم يجر في موعده المحدد في 10 الشهر الجاري على أكمل وجه.
وبحسب الموقع، بدأت كلتا الميليشياتين مع «حركة نور الدين الزنكي» بسحب الآليات الثقيلة كالدبابات والراجمات والمدافع الثقيلة من حي الراشدين غرب حلب، ونقلوا تلك الأسلحة إلى قريتي كفرلوسين والشيخ سليمان بالقرب من مدينة دارة عزة، ومنطقة المواصلات في الأتارب غرب حلب، مؤكداً أن المسلحين ما زالوا في المنطقة «المنزوعة السلاح» بالسلاح الخفيف وبعض الأسلحة الثقيلة.
ووفق «المرصد» فإن «النصرة» اعتقلت أحد «الجهاديين» من الجنسية المصرية وذلك من النقطة التي يتواجد فيها بمنطقة ريف المهندسين غرب مدينة حلب، وتم اقتياده إلى جهة مجهولة وذلك بعد 11 يوماً من قتل أحد متزعميها أبو الليث المصري، في جنوب بلدة كفرنبل، في القطاع الجنوبي من ريف إدلب.
ويعتبر الإرهابي في صفوف «النصرة» أبو اليقظان المصري من أبرز متزعمي التنظيم الرافضين لـ«اتفاق إدلب» والذي يقوم بالتحريض ضده.
وبحسب «المرصد» أيضاً، داهمت قوة من «النصرة» مؤلفة من عدة آليات عسكرية مدججة برشاشات ثقيلة بلدة باتبو بريف حلب الغربي، وأقدم مسلحوها على «تمزيق رايات ما يسمى «الثورة السورية» التي جرى تعليقها في «ساحة الحرية» في البلدة.
وأشار إلى تعزيزات أرسلها التنظيم إلى مناطق متفرقة من ريف إدلب الشمالي عند الحدود مع لواء اسكندرون المحتل، في دير حسان وباب الهوى وقاح ومناطق أخرى شمال إدلب وغرب حلب. وأوضح نشطاء على «فيسبوك» أن التنظيم أعاد ترتيب حواجزه وسحب جميع مسلَّحيه المتواجدين على الحواجز في ريف إدلب الشمالي وتحديداً قرب معبر باب الهوى وتم استبدالهم بمسلَّحين جدد تابعين لـما يدعى «قوات النخبة» في «النصرة» ونشر رشاشات ومدافع «23» على تلك الحواجز.
من جهة ثانية، تواصل الفلتان الأمني في مناطق سيطرة «النصرة»، ولفت نشطاء على «فيسبوك» إلى إصابة 5 مسلحين من ميليشيا «اللواء 51» التابعة لما يسمى «الجيش الحر» المدعوم من تركيّا، إثر انفجار لغمين زرعهما مسلحون مجهولون، قرب مقرّين تابعين لـ«اللواء»، في قرية تلالين بريف حلب الشمالي، على حين أسفر انفجار عبوة ناسفة في حيّ القصور بمدينة إدلب عن إصابات بين مدنيين ومسلحين، وزعمت مواقع معارضة أن السيارة كانت توزع المساعدات في شارع القصور بمدينة إدلب، مؤكدة مقتل 4 مدنيين على الأقل.
أما «المرصد» فأكد مقتل 368 شخصاً على الأقل، في أرياف إدلب وحلب وحماة، منذ الـ26 من نيسان الفائت بسبب عمليات القتل التي يقوم بها مجهولون.
إلى عفرين، فقد أكد «المرصد» أن الميليشيات المدعومة من تركيا واصلت انتهاكاتها بحق من تبقى من أهالي المدينة والتحكم في قوتهم اليومي وسرقة أرزاقهم، لاسيما سرقة الزيتون الذي بدأ موسمه خلال الأيام السابقة، موضحاً أن ميليشيا «السلطان مراد» أقدمت على منع أهالي قرية بعرافا بناحية شران في ريف عفرين من دخول أراضيهم لقطف الزيتون، مشترطاً حصوله على نسبة 30 بالمئة من المحصول، على حين أقدم مسلحو «فرقة الحمزة» على سرقة عدة حقول زيتون تعود ملكيتها لمواطنين أكراد جرى تهجيرهم من قراهم وذلك في قرية قرزيحل بريف عفرين.
ويوم أمس أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن الجانب الروسي في لجنة الهدنة الروسية التركية في سورية، رصد 5 خروقات لنظام وقف إطلاق النار خلال الـ24 ساعة الأخيرة، (3 في اللاذقية و2 في حلب) ولم يرصد الجانب التركي أي انتهاكات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن