سورية

أكدت أن العائق لا يتعلق بالحل السياسي أو إعادة الإعمار … مسؤولة أممية: 88 بالمئة من المهجرين السوريين في لبنان يريدون العودة

| وكالات

أقرت ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار، بأن «88 في المئة من اللاجئين السوريين في لبنان يريدون العودة إلى بلدهم»، مشيرة إلى أنه بعد إزالة «بعض العوائق»، فإنهم مستعدون للعودة إلى بيوت مهدمة ولترميمها، وأن العائق لا يتعلق بالحل السياسي أو إعادة الإعمار.
وبحسب «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية، جرت في لبنان أمس حلقة نقاشية بعنوان «توفير بيئة جيدة للنازحين: بين التمكين والتوطين»، شارك فيها مدير برنامج هارفرد لصدمات اللاجئين في مستشفى ماساتشوستس وكلية الطب في جامعة هارفرد البروفيسور ريتشارد موليكا.
وفي ردها على أسئلة الحضور خلال الحلقة، قالت جيرار: «إن ثلاثة أرباع اللاجئين السوريين يعيشون تحت خط الفقر، أي لا يتعدى مدخولهم أربعة دولارات في اليوم، ونحو نصفهم يعيش تحت خط الفقر المدقع أي إن مدخولهم لا يتعدى ثلاثة دولارات في اليوم، ولكن لديهم أمل في مستقبلهم، و88 في المئة منهم يريدون العودة ودورنا هو جعل ذلك ممكناً قدر الإمكان».
وأضافت: «إن اللاجئ السوري يدفع ما معدله 200 دولار إيجاراً شهرياً للمكان الذي يقيم فيه، ومع تراجع الوضع الاقتصادي في لبنان وفرص التوظيف للعمالة غير المؤهلة، إذا كان محظوظاً يمكنه العمل نحو أسبوعين على الأكثر في الشهر، أي يجني نحو 170 دولاراً، وهو مبلغ لا يكفي حتى للإيجار».
وأوضحت جيرار أنه «في سورية ليس عليه أن يدفع إيجاراً، أما الرعاية الصحية فهي مدعومة وبالتالي أرخص، فلماذا إذاً قد لا يرغب اللاجئ في العودة؟».
وأضافت: «بقدر ما تُزال العوائق التي تحول دون عودة اللاجئين السوريين، ستتعزز ثقتهم وسنراهم يعودون. عندما يصبحون جاهزين للعودة، فإنهم مستعدون للعودة إلى بيوت مهدمة ولترميمها بأنفسهم بما توافر لديهم ولن ينتظروا أي منظمة لبنائها لهم. ليس الدمار ما يمنعهم من العودة، وإعادة إعمار البيوت ليست عائقاً».
وتابعت: «88 في المئة من اللاجئين السوريين يقولون لنا إنهم يريدون العودة إلى بلدهم، وكون مسؤوليتنا أن نحاول إنهاء مشكلة اللجوء، سألناهم عن العوائق التي تحول دون العودة، فتبين أنها بمعظمها عملية. فالعائق لا يتعلق بالحل السياسي أو إعادة الإعمار، إنما يسألون: هل سيكون علي القتال في حال عدت؟، أين أضع عائلتي؟، هل منزلي لا يزال ملكي؟، هل سأعاقب كوني لاجئاً؟، وهل سأستعيد أوراقي الثبوتية وبطاقة هويتي؟، وهذه هي تماماً المواضيع التي نعمل عليها مع السلطات السورية وفي لبنان للحصول على وثائق الأحوال الشخصية كوثائق الزواج والوفاة».
وختمت جيرار بالقول: «النقطة المحورية الآن هي المصالحة، إذ ثمة حاجة إلى شفاء الجراح، وللمساهمة في إعادة بناء النسيج الاجتماعي الذي تأثر».
وكانت المسؤولة الأممية أشارت خلال كلمتها في الحلقة إلى أن «البالغين والأطفال الذين طالتهم الحرب واضطروا إلى النزوح من سورية والعراق، يختبرون سلسلة واسعة من الأمراض النفسية والمشاكل العصبية، ومنها اضطرابات ما بعد الصدمة». ورأت أن «البيئة التي يعيش فيها اللاجئون تساهم في تراجع أكبر في صحتهم النفسية بسبب التشرد وضعف إمكانية ولوجهم إلى الخدمات الصحية».
وتابعت: «وفق إحصاء أجري عام 2017 تبين أن 2.5 بالمئة أبلغوا عن وجود شخص أو أكثر في العائلة بحاجة إلى علاج، ومن بين هذه المجموعات 38 بالمئة تم الإبلاغ عن أنهم حصلوا على العلاج المطلوب، على حين أن 62 بالمئة لم يحصلوا عليه».
وقالت: «ينظر أحياناً إلى الخدمات الصحية والأنواع الأخرى من المساعدات، في السياق الحالي، على أنها تبقي اللاجئين في لبنان وتحد من رغبتهم في العودة إلى بلادهم. هذا الأمر يقود إلى نقاش حول إذا ما كان ينبغي مواجهة الثغرات القائمة في الصحة النفسية والقطاعات الأخرى، في لبنان، أو أنه يجب مواجهتها في الدولة التي يأتي منها اللاجئون».

واعتبرت، أن «الرعاية الصحية ليست حافزاً للاجئين كي يبقوا في لبنان أو كي يعودوا إلى بلدهم باكراً. ثمة اعتبارات أخرى أهم لاتخاذ قرارات من هذا النوع»، وشددت على أن «حل مسائل الصحة النفسية يمكن اللاجئين من التخطيط لمستقبلهم وأخذ المبادرة. وفق خبرة المفوضية، والناس الضعفاء هم دائماً آخر من يعودون إلى بلدهم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن