سورية

كشفت عن تنسيق أممي مع دمشق لتعيين خلف لدي ميستورا … موسكو: واشنطن ترفض تعزيز التعاون في سورية

| وكالات

أكدت موسكو أمس أن عملية القضاء على من تبقى من التنظيمات الإرهابية في سورية مستمرة، وأنها مستعدة لتعزيز تعاونها مع واشنطن بهدف التسوية السياسية للأزمة في سورية، لكن الأخيرة ترفض، في وقت كشفت فيه عن تنسيق الأمم المتحدة مع دمشق لتعيين مبعوث أممي جديد خاص بسورية خلفاً لـــستيفان دي ميستورا.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية مدغشقر ايلوا دوفو عقب مباحثاتهما في موسكو، أن عملية القضاء على من تبقى من التنظيمات الإرهابية في سورية مستمرة بالتوازي مع مواصلة الجهود لإيجاد حل سياسي للأزمة وعودة المهجرين إلى مناطقهم.
وبحسب وكالة «سانا» للأنباء، قال لافروف: إن «بلاده مستعدة للتنسيق مع جميع الدول بهدف التسوية السياسية للأزمة في سورية بشكل أكثر فاعلية، غير أن الولايات المتحدة الأميركية لا تبدي الجاهزية المطلوبة للتعاون الشامل مع موسكو في هذا الموضوع رغم استعدادنا لتعزيز هذا التعاون».
من جانبها نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن لافروف قوله: «لدينا قناة لتفادي الحوادث في سورية، وكنا مستعدين لمزيد من التعاون الجوهري لإيجاد طرق لحل الأزمة السورية بأكبر قدر ممكن من الفاعلية، وقبل كل شيء بدء عملية عودة اللاجئين وبدء المفاوضات السياسية وضمان القضاء على بقايا الإرهاب الدولي بالكامل على الأراضي السورية، ولكن حتى الآن الولايات المتحدة الأميركية ليست مستعدة لهذا التعاون الكامل».
وكان لافروف أكد مؤخراً أن القضاء على التهديدات الإرهابية في سورية يشكل أولوية، مشيراً إلى أن «اتفاق سوتشي» حول إدلب الذي أعلن عنه الشهر الماضي يجري تطبيقه وأن المسؤولية الأكبر في ذلك يتحملها الجانب التركي.
وفي 12 من الشهر الجاري أعلن لافروف، أن الولايات المتحدة الأميركية بواسطة حلفائها السوريين تحاول استخدام أراضي شرق الفرات لإنشاء كيان شبه دولة.
وقال حينها: «أنا لا أتفق معكم في أن إدلب هي آخر منطقة ذات مشاكل في سورية، هناك إلى الشرق من الفرات، أراض ضخمة تحدث فيها أشياء غير مقبولة على الإطلاق، حيث تحاول الولايات المتحدة الأميركية استخدام هذه الأراضي من خلال حلفائها السوريين، وخاصة الأكراد، لأجل خلق كيان شبه دولة هناك».
وأضاف: «لا أستبعد أن تحاول الولايات المتحدة في هذه المنطقة الحفاظ على الوضع ساخناً هناك، لكي لا يهدأ أحد».
في غضون ذلك، كشف نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، للصحفيين أمس، أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ينسّق مع الحكومة السورية، في موضوع تعيين مبعوث أممي جديد خاص بسورية.
وقال بوغدانوف بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: «هذا الأمر يقرره الأمين العام للأمم المتحدة بالاتفاق مع الحكومة السورية بالطبع».
ورداً على سؤال عما إذا كان هناك قيد النظر بالفعل أي مرشحين لخلافة المبعوث المستقيل، قال بوغدانوف: «إنهم يستعرضون أسماء مختلفة».
من جانبه اعتبر المستشرق الروسي، فيتالي نعومكين، الذي عمل مستشاراً سياسياً لـــ«دي ميستورا»، أنه يصدق الأخير عندما يقول إنه قرر الاستقالة لأسباب شخصية. وأضاف: «أعتقد أن دي ميستورا يشعر بالتعب فعلاً، ويواجه مشاكل شخصية، سبق أن قال لي إنه لا يرى عملياً أفراد أسرته، كونه يقضي معظم أوقاته في جولات عمل. ربما حان وقت الاختيار، فلقد بلغ عمراً كبيراً جداً».
وأعلن دي ميستورا، في 17 من الشهر الجاري، أنه سيترك منصبه الشهر المقبل، الجاري، وبرر قراره بأسباب شخصية.
ويوم السبت ناقشت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، في بروكسل، آخر تطورات الأزمة في سورية، لاسيما الوضع في إدلب، وجاء في بيان لمكتبها: «أعدنا التأكيد على الحاجة للتنفيذ الكامل لمذكرة التفاهم التي توصلت إليها كل من روسيا وتركيا».
ومن المقرر أن يزور المبعوث الأممي، دمشق في الأيام المقبلة، بهدف التحضير للاجتماع الأول للجنة مناقشة الدستور خلال تشرين الثاني القادم، بدعم من الاتحاد الأوروبي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن