الأولى

الجيش يرسم «خريطة» مواقع «الثقيل» والإرهابيين في «المنزوعة السلاح»

| حلب – خالد زنكلو

أكدت مصادر ميدانية أن الجيش العربي السوري تمكن من رسم «خريطة» تحدد مواقع وجود السلاح الثقيل وانتشار التنظيمات «الراديكالية» في «المنطقة المنزوعة السلاح»، التي نص عليها اتفاق «سوتشي» بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، وذلك بعد انقضاء مهلة سحب سلاح المسلحين في 10 من الشهر الجاري ومهلة انسحاب الإرهابيين بعدها بـ5 أيام.
وكشفت المصادر لـ«الوطن» أن وحدات الرصد والاستطلاع في الجيش السوري استطاعت خلال تلك الفترة ومن خلال المراقبة المستمرة تعقب إعادة انتشار مقاتلي التنظيمات الإرهابية داخل «المنزوعة السلاح» بعدما رفضوا الانسحاب منها بموجب «سوتشي» خلال المدة المحددة لذلك، كما حددت مواقع السلاح الثقيل، من دبابات ومدفعية ومنصات إطلاق الصواريخ وقاذفات الهاون، والذي جرى إخفاؤه في المنطقة بخلاف ادعاءات أنقرة وبيانات بعض ميليشياتها العسكرية.
وبينت المصادر أن خرق الميليشيات التابعة لتركيا والمجموعات الإرهابية لهدنة إطلاق النار في «المنزوعة السلاح» بعد منتصف الجاري، ساعد الجيش في تحديد مواقع ومنصات إطلاق القذائف والصواريخ المتفجرة داخلها، وبعضها مخفي بأعمال تمويه أو داخل الخنادق والأنفاق التي جرى حفرها في المنطقة.
وأوضحت بأن عناصر الاستخبارات داخل تشكيلات المسلحين والتنظيمات الإرهابية والأفراد المتعاونين مع الجيش فيها بالإضافة إلى أبناء المحافظة الشرفاء، لعبوا دوراً كبيراً في التبليغ عن تحركات الإرهابيين والسلاح الثقيل وفي رسم «خريطة» بنك الأهداف الثمينة.
وأشارت إلى أن بنك أهداف الجيش في «المنزوعة السلاح» موثوق بشكل كبير، وفيه مواقع السلاح الثقيل والإرهابيين ويجري تحديثه على مدار اليوم، وذلك لتنفيذ أي مهمة توكل إليه لتطهير المنطقة من الإرهاب.
ولفتت إلى أن بمقدور الجيش دحر الإرهابيين من المنطقة الممتدة من ريف اللاذقية الشمالي الشرقي فريف حماة الشمالي الغربي والشمالي، مروراً بريف إدلب الجنوبي الشرقي وحتى أرياف حلب الجنوبية الغربية والغربية والشمالية الغربية متى قررت القيادة العسكرية بدء العملية العسكرية وفي أي توقيت.
في الإطار ذاته، توقعت مصادر معارضة مقربة من «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر ميليشيا عسكرية تابعة وممولة من تركيا، لـ«الوطن» أن تشهد الفترة المقبلة التي تسبق احتضان اسطنبول القمة الرباعية الروسية التركية الألمانية الفرنسية في 27 الجاري، سحب باقي الميليشيات سلاحها الثقيل استجابة لضغوط أنقرة المضطرة لتنفيذ تعهداتها لموسكو وفق بنود «سوتشي» وخشية نفاذ صبر الجيش السوري في استخدام وسائله المشروعة في الرد على انتهاكات وقف النار وتطهير المنطقة من الإرهابيين.
وقالت المصادر: إن ميليشيا «حركة نور الدين الزنكي»، إحدى التشكيلات العسكرية في «الوطنية للتحرير» استمرت في استكمال سحب سلاحها الثقيل من «المنزوعة السلاح» في جبهات حلب الغربية، وراحت تنقل مقراتها في ريف المحافظة الغربي القريبة من المنطقة إلى عمق الريف في دارة عزة ومكلبيس ومستودعات أسلحة الشيخ سليمان، إلا أن تنظيمات الإرهابيين ما زالت تحتفظ بمقاتليها في «منزوعة السلاح» في مناطق جمعية الزهراء وصالات الليرمون الصناعية وبلدتي كفر حمرة وحريتان وحيان وعندان شمال غرب المدينة عدا عن إرهابيي «هيئة تحرير الشام» وواجهتها الحالية «جبهة النصرة»، في بلدات العيس وخان طومان والزربة بريف حلب الجنوبي الغربي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن