قضايا وآراء

عندما يدّعي المعتدي أنه حرر الرقة!

| ميسون يوسف

في ذكرى تدمير الرقة على يد التحالف الإجرامي الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية وتشارك فيه بتبعية واضحة فرنسا وبريطانيا ودول أخرى من الحلف الأطلسي، في هذه الذكرى الأليمة التي ينظر إليها الغرب الاستعماري على أساس أنها ذكرى تحرير الرقة، تجرأت فرنسا وبكل وقاحة على تمجيد الذكرى مدعية أنها مناسبة للاحتفال بالانتصار على داعش وإخلاء الرقة منها.
ولكن الحقيقة في مكان والادعاء الفرنسي في مكان آخر، فداعش لم تسحق في الرقة، والرقة لم تحرر، وأهل الرقة لم يعودوا إلى ممتلكاتهم وبيوتهم ويستأنفوا حياتهم التي أفسدها داعش برعاية أميركية، والذي حصل هنا نقيض لما يحاول الفرنسيون الإيحاء به.
فقد أقدم الفرنسيون ومع شركائهم في الإجرام التدميري على ارتكاب جريمة تدمير الرقة بشكل منهجي مبرمج في عمليات عسكرية خطط لها، ونفذت كما أرادت القيادة الاستعمارية، تدمير حصل بعد أن أخليت الرقة من داعش، ومن ثم لم يكن داعش سوى ذريعة للتدمير، أما إرهابيو داعش فقد تم نقلهم من هذا التحالف الإجرامي إلى ميادين أخرى حددتها المنظومة الاستعمارية واختارتها لتكون مسرحاً لإشاعة الفوضي والاضطراب الذي سيتبع التدخل ومن ثم الاحتلال.
نعم تدعي فرنسا فعل عكس ما اقترفت، وتنسب لنفسها ولشركائها شرف التحرير في الوقت الذي تبوء هي وشركاؤها بلعنة التدمير، ولكن مهما حاولت فرنسا إخفاء الحقيقة فإن هناك من يوثق جرائمها، ومن لن يسكت عن ارتكابها، وخاصة أن أصل وجود قواتها في سورية هو عدوان وانتشار جيشها على الأرض السورية هو احتلال.
«الخارجية السورية» عرت في بيانها السلوك الفرنسي، وكشفت الجرائم التي ارتكبتها الأيدي الفرنسية حيث طالبت فيه «الرأي العام الفرنسي وأصحاب الضمائر الحرة بفضح حملة الأكاذيب الفرنسية التي تلطخ سمعة فرنسا في العالم، لأنها ارتضت لنفسها أن تكون تابعاً صغيراً لسياسات الإدارة الأميركية متنكرة للنهج الاستقلالي الديغولي الذي أعطى لفرنسا مكانتها وسمعتها في العالم»، فهل تتم الاستجابة؟
قد تكون يقظة ممن وجه إليهم النداء أو لا يكون، لكن سورية ماضية قدماً في كشف الحقائق، وفي العمل الدؤوب لتحرير أرضها من كل إرهاب، وكل محتل بما في ذلك الاحتلال الفرنسي، ومصرة على إعادة إعمار ما دمره الإرهاب والاحتلال الذي يشكل الاحتلال الفرنسي وجهاً من وجوهه.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن