الأولى

ضيوف شرف على سوق العبيد

| نبيه البرجي

أوركسترا صفقة القرن وقد تحولت إلى أوركسترا… فضيحة القرن!
الطريقة التي كان يراقص بها بنات الهوى في لاس فيغاس، يراقص بها أبناء الملوك في الشرق الأوسط.
قال لهم صاحب الجلالة «اذا سقط ابني، سقطت العائلة، وسقطت المملكة، وسقط الدور». الذين لا يليق بهم سوى سوق العبيد، كانوا ويبقون ضيوف شرف على سوق العبيد.
لطالما تواطؤا بثرواتهم السائبة وبإيديولوجيات القردة، لتقطيع الدول العربية، المجتمعات العربية، قطعة قطعة، ها هم يقطّعون ضحاياهم، قهرماناتهم، قطعة قطعة.
الذين كانوا وراء ثقافة السواطير، أين الغرابة في أن يكونوا وراء ثقافة المناشير؟ رجلهم في واشنطن توماس فريدمان قال: «لكأن المنشار الذي نشر عظام الضحية إنما كان ينشر عظام الآمر الناهي في قصر اليمامة».
الآن، عباءاتهم، لحاهم، صناديقهم، بين يدي المهرج. كنا قد كتبنا عن عبقرية الغباء (وهمجية الغباء). ماذا عن… غباء الغباء؟
الضجيج في كل مكان، كل تلك المليارات التي نثرت لشراء الأدمغة، ولشراء الضمائر، ذهبت أدراج الرياح. من كان يتصور أن السناتور لندزي غراهام، وصيف السناتور جون ماكين، يصف ولي العهد بـ«كرة الدمار»، ثم يصرخ في وجهه… ارحل؟
الضحالة في الرؤية، الفظاعة في الرؤية، حين يتصور أن صداقته، أو شراءه، لجاريد كوشنر (وصفه ستيف بانون باللقيط في البيت الأبيض)، يعني تتويجه شاهنشاه الشرق الأوسط.
ملك الهياكل العظمية. كاتبة يمنية قالت «لعلها لعنة سبأ تلاحقهم حتى آخر الأمكنة، حتى آخر الأزمنة». ليقل أي كان، هل فعل أدولف هتلر، هل فعل هولاكو ببني قومه، ما فعله، ويفعله، صاحب السمو في أهل اليمن؟ انظروا إلى عيون الأطفال. لكأنها صرخة النار تزعزع البلاط، وأركان البلاط.
ذاك الغرب البائس الذي ملأ الدنيا بالصياح من أجل قتيل القنصلية، وهوقتيل العائلة، ما زال يبيع القنابل لكي يستمر كرنفال الدم في اليمن. أي أمير ذاك الذي يختال ضاحكاً ومفاخراً بين القبور؟
أكثر بكثير من الأنين الذي يلاحقه، العار الذي يلاحقه. أكثر بكثير من لوردات الغرب الذين يدعونه إلى الرحيل، دعوة الجثث المحطمة في اليمن له بالرحيل. لن يدفعوا المال فقط، ولطالما تبعثر حيناً بين أقدام الأباطرة وحيناً بين أقدام الغانيات. أن يضطلعوا بأدوار أكثر بشاعة، وأكثر دموية، من التي اضطلعوا بها في غير مكان في المنطقة. ولكن ماذا حين يتحول وحيد القرن الى… سلحفاة؟
الآن، أدركنا كيف أن الأنوف العالية (قلنا غطرسة الغباء) ملطخة بالقاع. العباءات القشيبة لا تصلح أن تكون ورقة التوت. عراة عراة، ويجثون في حضرة العار.
العرابون في الغرب يسألون ماذا يعني بقاء الرجل في البلاط إذا كانت الفضيحة قد جردته حتى من كوفيته؟ لا تتوقعوا أن تتوقف الفضيحة عند اللحظة الهمجية. ثمة في واشنطن من بات جاهزاً لفتح الصندوق الأسود بين الأمير السعودي والصهر الأميركي. لن تنسوا «العزيزة ايفانكا» بطبيعة الحال.
هنا، لا فارق بين القصور والأقبية، بين صاحب الصولجان وصاحب المنشار. العروش التي ظننا أنها من الذهب هي عروش من الحطب. الهياكل الخشبية تحت العباءات التي لم تكن يوماً سوى مستودعات للدم، مستودعات للعفن.
أحدهم في واشنطن علّق ساخراً «الذي وضع أبو بكر البغدادي إلى يمينه وجون ترافولتا إلى يساره». وقال «يا صاحب السمو، رقصة الجماجم تختلف كثيراً عن رقصة الروك اند رول».
في أروقة الكابيتول يتعالى السؤال: بعد كل الذي حدث، هل ما زال ذلك الرجل يصلح لأي دور؟
بعيداً عن سياسيي هز البطن، وإعلاميي هز البطن في منطقتنا، وقد استنفروا للدفاع عن الوحول، الهالة تدحرجت، متى يتدحرج الرأس؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن