سورية

إشادة تركية.. و«وول ستريت جورنال»: بروز روسيا كان واضحاً … «هيئة التفاوض» تتهرب من مخرجات قمة اسطنبول: «غير ملزمة»

| وكالات

بينما أشادت تركيا بمخرجات قمة اسطنبول الرباعية حول سورية، أشارت صحيفة «وول ستريت جورنال الأميركية إلى بروز الدور الروسي في القمة، على حين حاولت «هيئة التفاوض» المنبثقة عن «مؤتمر الرياض 2» للمعارضة الهروب من مخرجات القمة، معتبرة أنها «غير ملزمة». وفي ختام القمة التي جمعت رئيسي روسيا فلاديمير بوتين وفرنسا إيمانويل ماكرون ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان إلى جانب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أكد البيان الختامي لها على «الالتزام بوحدة سورية وسيادتها واستقلالها» وأنه «لا بديل من الحل السياسي للأزمة»، داعياً إلى استمرار وقف إطلاق النار في إدلب، وتشكيل لجنة مناقشة الدستور الحالي «قبل نهاية العام الجاري».
وأكدت دمشق مراراً حرصها على تشكيل «الدستورية».
وفي خطاب ألقاه أثناء مشاركته في إحدى الفعاليات بمدينة إسطنبول، وصف وكيل رئيس حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، نعمان قورتولموش، القمة بـ«الخطوة التاريخية»، بحسب وكالة «الأناضول».
من جانبها، رأت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن دور روسيا البارز بدا واضحاً خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد القمة، عندما تطرقت الأسئلة إلى وقف إطلاق النار الهش في إدلب بموجب «اتفاق إدلب» والذي أدى إلى إنشاء منطقة «منزوعة السلاح»، وذلك بحسب مواقع إلكترونية معارضة.
ولفتت الصحيفة إلى ما قاله بوتين: «إذا ما قامت العناصر المتطرفة بانتهاك الهدف (خروج الإرهابيين من «منزوعة السلاح»)، من خلال تنفيذ حملات استفزازية مسلحة في منطقة إدلب، فإن روسيا ستحتفظ بحقها في تقديم دعم فعال بهدف القيام بإجراءات حاسمة من قبل الحكومة السورية للقضاء على بؤرة التهديد الإرهابي هذه».
وزعمت الصحيفة، أن «بوتين أصبح يؤيد الآن التوصل إلى تسوية سياسية للحرب الطويلة في سورية»؛ أما الحل المفضل لدى موسكو، فيتمثل بحسب الصحيفة، «باتفاقية دولية تعيد ملايين اللاجئين السوريين لإحياء النشاط الاقتصادي؛ إلا أن هذا الحل، يبدو بعيداً في الوقت الراهن، بسبب رفض الدول الغربية التعامل» مع الحكومة السورية وإعلان وكالة الأمم المتحدة للاجئين أن سورية ما تزال غير آمنة لاستقبال اللاجئين.
ونقلت الصحيفة عن رئيس «مجلس الشؤون الخارجية الروسي» وهو (مركز للأبحاث يدار حكومياً) أندريه كورتونوف قوله: إن رؤساء الدول الأربع يتفقون على أنه لا يوجد حل عسكري للحرب السورية، مشيراً إلى إمكانية حدوث المزيد من المحادثات بهدف الوصول إلى تسوية عبر التفاوض، وأضاف: «لم تحصل قبل الآن، محادثة صريحة حول شروط مسبقة محددة للمشاركة الأوروبية في سورية» في إشارة إلى انضمام فرنسا وألمانيا إلى محادثات روسية تركية حول سورية.
وكانت موسكو قد أرسلت اقتراحاً إلى واشنطن في تموز لإعادة نحو 1، 7 ملايين لاجئ من لبنان وتركيا وأوروبا. وعلى الرغم من أن الاقتراح لم يتم العمل به على الإطلاق إلا أنه، وبحسب الصحيفة، يوضح إستراتيجية موسكو التي تتماشى تماما مع إستراتيجية الحكومة السورية.
من جانبه، نوه الباحث غير المقيم في «مركز كارنيغي للشرق الأوسط» في بيروت خضر خضور، إلى وجود تناقض في الأجندات لدى حلفاء دمشق، حيث تسعى طهران إلى إنشاء نفوذ لها في دمشق كحصن ضد «إسرائيل» وقناة لـحزب اللـه اللبناني في لبنان؛ أما موسكو «فتريد أن تكون البلاد بأسرها مستقرة. إنها تريد استقرارا إقليمياً» وعلى هذا الأساس تعمل على تركيز سلطة الحكومة في دمشق وتقوية قواتها وتعمل على الوساطة بين إيران و«إسرائيل» في سورية، وفق قوله. في الأثناء قال المتحدث الرسمي باسم «هيئة التفاوض» يحيى العريضي: إن قرارات «القمة الرباعية» من صالح روسيا أن تكون منسجمة مع الأمم المتحدة.
واعتبر العريضي، أن مخرجات القمة «جيدة» لكنها تحتاج إلى التطبيق على الأرض، وتابع: «يمكن التعويل عليها إذا ترابطت عضويا مع القرارات الدولية الأساسية بعملية انتقال سياسي عبر انتخابات وعبر التنسيق مع قمم أخرى تعقد بخصوص سورية».
وأوضح أن مخرجات القمة غير ملزمة لـلحكومة السورية أو المعارضة «بل تحدثت عن مبادئ عامة أساسية» توافق المعارضة عليها، وفق زعمه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن