سورية

كشف عن سماع دي ميستورا موقفاً صلباً في دمشق … عبد الهادي: لا يمكن لأي مبعوث أممي النجاح من دون رضا الحكومة السورية

| سيلفا رزوق

كشف مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في سورية السفير أنور عبد الهادي، أن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية استيفان دي ميستورا سمع كلاماً واضحاً خلال زيارته لدمشق دفعه إلى المغادرة السريعة والاقتناع بأنه لن يتمكن من تحقيق ما يريد، في إشارة إلى إفشال الدولة السورية آخر محاولاته لتمرير الرغبة الأميركية باستعجال الترتيبات المرتبطة بـلجنة مناقشة الدستور الحالي.
وقال عبد الهادي الذي حضر معظم جولات المحادثات السورية السورية في «جنيف» لـ«الوطن»: إن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أبلغ دي ميستورا بأن لا دور للأمم المتحدة في الشأن الدستوري السوري ونقلت عن المعلم قوله لدي ميستورا: «أنتم ليس لديكم دور في اللجنة الدستورية، دوركم هو في تسيير الأمور وليس لديكم حق اختيار أعضاء اللجنة».
دي ميستورا وبعد أن شعر بالموقف الصلب والحاسم من قبل المعلم اقترح إمكانية إلغاء أسماء الثلث الأخير من اللجنة والتي قام بتسميتها وهي قائمة «المجتمع المدني» والقبول بما سماه «الثلث النزيه»، لكن الموقف السوري بقي حاسماً في اتجاه منع أي دور للأمم المتحدة في اللجنة الدستورية، ما دفع المبعوث الأممي للمغادرة، بحسب عبد الهادي.
وبين عبد الهادي، أن ما يسمى بـ«المجموعة الدولية المصغرة» بقيادة الولايات المتحدة الأميركية حاولت أيضاً الضغط لتشكيل «اللجنة الدستورية» بشكل سريع وبطريقة غير متوازنة، ولكن الأصدقاء الروس وخلال القمة الرباعية التي جرت في اسطنبول استطاعوا الوقوف في وجه هذا الاستعجال الغربي، وجرى إعطاء مهلة لتشكيل «اللجنة الدستورية» حتى نهاية العام، وهذا يعني بالضرورة أنه لن يكون هناك أي اجتماعات «للجنة» قبل بداية العام القادم.
وكشف عبد الهادي، أنه من الممكن أن تشكل «اللجنة الدستورية» قبل نهاية العام بموافقة الدولة السورية على كل الأسماء الخاصة بالثلث المتعلق «بالمجتمع المدني»، على اعتبار أن هذا الثلث ينبغي أن يعكس الواقع في سورية التي ما زال نحو 90 بالمئة يعيشون داخلها، وبالتالي فإن أعضاء هذا الثلث ينبغي أن يأتوا من سورية وليس من الذين غادروها، وخاصة أولئك الذين لا يؤمنون بالحل السياسي، إن وجدت بعض الأسماء من السوريين في الخارج فينبغي أن يكونوا ممن يؤمنون بالخيارات وبالسيادة السورية، موضحاً أن تسمية أعضاء هذا الثلث ستتم من قبل الدول الضامنة وبالتنسيق الكامل مع الدولة السورية.
ولفت إلى أن الأولوية اليوم بالنسبة لجميع الدول هي لمكافحة الإرهاب، وهذه خطوة متقدمة جداً حيث تمكن الحليف الروسي من تفكيك الجبهة المعادية، والإتيان بفرنسا وألمانيا إلى مسار الحل السياسي من خلال الحفاظ على السيادة السورية وهذا يعتبر أمراً مهماً.
وحول التوقعات المرتبطة بشخصية المبعوث الأممي الجديد اعتبر عبد الهادي، أن أي مبعوث جديد إذا لم يأخذ العبرة من تجربة دي ميستورا فإنه سيصل بالتأكيد إلى طريق مسدود، لذلك يجب عليه الاستفادة من التجربة السابقة وخصوصاً لجهة رضوخ دي ميستورا و«محاباته» للمواقف التي لم تكن سليمة لحل الأزمة السورية، وبالتالي «فإن أي مبعوث جديد عليه أن يدرك بأنه لا يمكن له أن ينجح من دون رضا الحكومة السورية، لأنها في النهاية صاحبة الحل، فالحل هو سوري وليس أممياً، وأيضاً هو ليس غربياً ولا أميركياً، وعلى المبعوث القادم الاقتناع بذلك».
عبد الهادي أشار إلى أن لشخصية المبعوث الأممي القادم انعكاساً أيضاً مهماً جداً على نجاح تطبيق القرار الأممي 2254 والذي كان واضحاً، والرضوخ للتفسيرات التي تذهب لها بعض الدول سيعيد «تعقيد الأمور»، فالقرار 2254 لم يشر إلى أي مرحلة انتقالية ويجب العمل بالدستور لحين الوصول لتعديلات دستورية جديدة، أما الأطراف التي ما زال لديها آمال بأن تحقق خروقات في تفسير هذا القرار، فعليها تذكر أنها باتت في حالة انحسار كبير، وعليها أن تسأل نفسها من تمثل وماذا تشكل على الأرض.
وكشف، أن المشاورات بخصوص ترشيح بديل أممي عن دي ميستورا ما زالت جارية، وهي تدور في فلك أربعة مرشحين، وتوقعت أن تسير الأمور باتجاه اختيار النرويجي المخضرم جير بيدرسون، إذا لم يرشح أسماء جديدة، منوهة بأن للدولة السورية الدور الأكبر في الموافقة على المبعوث الجديد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن