سورية

بان يدعو المجتمع الدولي للتحرك ضد داعش.. ويعرب عن الغضب من تدميره لبعل شمين

دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المجتمع الدولي إلى التوحد والتحرك السريع لوضع حد لتنظيم داعش الإرهابي، وأعرب عن ذهوله وغضبه لهدم التنظيم معبد بعل شمين في مدينة تدمر الأثرية بمحافظة حمص، واصفاً ذلك بـ«جريمة الحرب» ومؤكداً ضرورة محاكمة الجناة. ونشر داعش أمس صوراً تظهر تدميره معبد بعل شمين. وتظهر مجموعة من الصور التي نشرتها حسابات ومواقع جهادية قريبة من التنظيم، جهاديين وهم يضعون براميل وحاويات صغيرة تحتوي على ما يبدو متفجرات داخل المعبد، إضافة إلى حاويات مشابهة تحت أجزاء من الأعمدة التي تحيط بالمعبد. كما تظهر الصور، التي يبدو أنها مأخوذة من تسجيل فيديو، انفجاراً قوياً، وتظهر بعد ذلك كومة من الأنقاض في الموقع السابق للمعبد.
وسيطر التنظيم الإرهابي على مدينة تدمر الأثرية في 21 أيار، وأقدم عناصره في 21 حزيران على تفخيخ المواقع الأثرية في المدينة بالألغام والعبوات الناسفة، ما أثار مخاوف دولية من تدمير المدينة الأثرية المدرجة على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو» للتراث العالمي.
وفي بيان أصدره قال الأمين العام للأمم المتحدة: إنه «يشعر بالذهول من التقارير التي تشير إلى هدم المعبد القديم بعل شمين في مدينة تدمر، ونهب التراث الثقافي للبلاد». وأعرب عن غضبه الشديد إزاء القتل الوحشي لباحث الآثار المتقاعد خالد الأسعد في تدمر، علي يد المجموعة الإرهابية نفسها في 18 من الشهر الجاري. وأردف بان قائلاً: «هذه الأعمال الوحشية الإرهابية تنضم إلى قائمة طويلة من الجرائم التي ارتكبت على مدى السنوات الأربع الماضية في سورية ضد سكانها المدنيين وتراثها التاريخي».
ودعا الأمين العام للمنظمة الدولية، المجتمع الدولي إلى التوحد والتحرك بسرعة لوضع حد لهذا النشاط الإرهابي، مؤكداً أن «هذا التدمير المتعمد للتراث الثقافي المشترك لدينا هو جريمة حرب وأن الجناة ينبغي محاكمتهم».
في غضون ذلك، أكد خبراء آثار دوليون أن الحرب التي يشنها تنظيم داعش لتدمير الآثار في سورية والعراق ما هي إلا جزء من حملة منهجية يتبعها التنظيم للإبادة الثقافية التي بلغت أشدها وأكثرها بشاعة مع هدم معبد بعل شمين.
وذكر مقال نشرته صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأميركية أن «شهية المتطرفين لتدمير المواقع والتحف التاريخية، التي لا تقدر بثمن، يعيقها أحياناً تعطشهم للحصول على الغنائم من خلال بيع التحف الثمينة في السوق السوداء»، واستشهد بتقارير أشارت إلى أن المبيعات غير المشروعة لهذه القطع الأثرية عادت على إرهابيي داعش بإيرادات وأموال ضخمة لتمويل «خلافتهم المزعومة»، على الرغم من الجهود الدولية الرامية إلى تطويق عمليات الاتجار بالكنوز القديمة.
ونقل المقال عن البروفيسور الزميل في قسم تاريخ الشرق الأوسط بجامعة شاوني في ولاية أوهايو الأميركية عمر العظم تفسيره لتفجير داعش لمعبد بعل شمين، بالقول: «هم لا يستطيعون بيع بناء المعبد والتماثيل الضخمة داخله، ولذلك فهم يستخدمونها بشكل آخر وهو تدميرها وتصويرها على أشرطة الفيديو لخدمة دعايتهم المخصصة لتجنيد الإرهابيين».
وأوضح المقال أن داعش يعمد إلى تدمير الآثار بشكل ممنهج ووحشي وموثق ويظهر ذلك جلياً بتحطيمه التماثيل والتحف من الإمبراطوريات الآشورية والأكادية كما فعل في المتحف الوطني في مدينة الموصل العراقية في شباط الماضي.
(سانا – الأناضول – أ. ف. ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن