الأولى

تركيا صامتة في «المنزوعة السلاح».. ومستعدة لعبور الفرات جهة الشرق! … «النصرة» تتمدد وتستولي على بلدة «كفر حمرة» شمال حلب

| حلب – خالد زنكلو

بينما كان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يتشدق بأن اتفاق «المنطقة المنزوعة السلاح»، الذي أقره اجتماع «سوتشي» بين رئيسه رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يسير ضمن «الخطط الموضوعة» وبأن تركيا ستتدخل إذا اتخذت مجموعات إرهابية «توجهاً مختلفاً»، غزت أمس «هيئة تحرير الشام» واجهة «جبهة النصرة» بلدة كفر حمرة الواقعة ضمن المنطقة على التخوم الشمالية الغربية لمدينة حلب وطردت منها ميليشيا «الجبهة الوطنية للتحرير» التي تعد الذراع العسكرية لأنقرة في حلب وإدلب.
مصادر معارضة مقربة من ميليشيا «الوطنية للتحرير» أوضحت لـ«الوطن» أن «النصرة» تذرعت بـ«أحقية» إنشاء مقر لها في كفر حمرة التي تسيطر عليها الميليشيا، التي شكلتها تركيا، لتنقض على مقراتها فيها وتسيطر عليها بعد اشتباكات سقط فيها أكثر من 20 قتيلاً وجريحاً من الطرفين، ورفضت خلالها القبول بمحكمة «شرعية» مستقلة لفض النزاع بينهما بل إنها اعتقلت وفد «الوطنية للتحرير» الذي توجه إلى البلدة للتفاوض حولها.
وأضاف المصدر: إن الصراع بين «تحرير الشام» و«الوطنية للتحرير» مرشح للتفاقم بعد مقتل قائدين عسكريين لدى الأولى، مع إصرار «النصرة» على رد الصاع صاعين والتمدد داخل «المنزوعة السلاح» على حساب ميليشيات تركيا والسيطرة على ما تبقى من معاقلها في الجيب الذي تهيمن على معظمه بريف حلب الشمالي والممتد حتى بلدات حيان وعندان وبيانون.
وأشارت المصادر إلى أن «تحرير الشام» حركت أرتال تعزيزاتها باتجاه كفر حمرة في وقت استقدمت «الوطنية للتحرير» تعزيزات ضخمة من أرياف إدلب وريف حلب الغربي، لاسترداد البلدة.
في موازاة ذلك، أعلن أردوغان في خطاب له خلال اجتماع أمام حزبه الحاكم «العدالة والتنمية» في أنقرة أمس أن بلاده «أكملت خططها واستعداداتها لتدمير الإرهابيين في شرق نهر الفرات بسورية»، في إشارة إلى «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعومة أميركياً والتي تؤلف وحدات «حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية، عمودها الفقري.
وتوعد أردوغان بأن أنقرة ستطلق قريباً عمليات «أوسع نطاقاً وأكثر فعالية» في مناطق شرق الفرات التي شهدت تصعيداً من الجيش التركي، يعتبر الأول من نوعه، قبل يومين عبر استهدافه بالمدفعية ثلاث قرى غربي مدينة عين العرب الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات حيث مناطق سيطرة «قسد»، بالتزامن مع سيطرة تنظيم «داعش» على 3 بلدات منها عند الحدود السورية العراقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن