سورية

تطابق مصري إماراتي حول مكافحة الإرهاب.. وبوتين يبحث اليوم مع السيسي الوضع في المنطقة…لقاءات «ممتازة» لوفد لجنة متابعة طهران في موسكو.. وأوماخانوف: لا «معنى» للقاء جنيف من دون مشاركة المعارضة الداخلية

يبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي الوضع في المنطقة، وذلك بعد مباحثات أجراها بشكل منفصل كل من الزعيمين مع كل من الملك الأردني عبد اللـه الثاني وولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة محمد بن زايد آل نهيان، تناولت مكافحة الإرهاب وحل الأزمة السورية. وفي أعقاب لقاءات أجراها وفد من معارضة الداخل في موسكو، اعتبر مسؤولون روس أنه من الصعب تسوية الأزمة في سورية من دون تمثيل واسع لجميع القوى السورية، وشددوا على ضرورة مشاركة المعارضة الداخلية في «جنيف 3»، محذرين من أن استبعادهم سيجعل اللقاء من دون معنى كبير.
وعلى هامش معرض للصناعة العسكرية الروسية، استضاف بوتين عبد اللـه الثاني وابن زايد في موسكو لبحث الأزمة السورية.
في الغضون، استقبل الرئيس المصري فور وصوله إلى موسكو، صباح أمس، ولي عهد أبو ظبي، حيث بحثا سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف الأصعدة وسبل الارتقاء بها، خصوصاً في ضوء الظروف التي تمر بها المنطقة، «التي تتطلب تضافراً للجهود وبناء إستراتيجية عربية مؤثرة وقادرة على مواجهة التحديات المختلفة، ولا سيما تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف»، بحسب بيان صادر عن الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف.
وذكر يوسف أن الجانبين استعرضا التطورات والمستجدات التي تشهدها عدد من دول المنطقة، ولفت إلى تطابق رؤى البلدين بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مبيناً أنهما أكدا على «الحاجة إلى اتخاذ إجراءات سريعة لمواجهة الأخطار التي تهدد الأمن القومي العربي وكذلك السلم والأمن الدوليين، ولا سيما في ظل اتساع دائرة انتشار الإرهاب».
كما دعا الجانبان المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته والمساهمة بشكل جاد وعملي في إيجاد الحلول السلمية للصراعات التي تشهدها دول المنطقة، بما يسهم في إرساء الأمن وتحقيق الاستقرار والتنمية للشعوب العربية.
وأوضح يوسف أن ابن زايد جدد خلال اللقاء موقف بلاده «الداعم لمصر سياسياً واقتصادياً.. وأشار إلى أن مصر تعد ركيزةً للاستقرار وصماماً للأمان في منطقة الشرق الأوسط، بما تمثله من ثقل إستراتيجي وأمني في المنطقة، وهو الأمر الذي يضاعف من أهمية مساندتها في تلك المرحلة الفارقة».
ومن المفترض أن يكون السيسي قد التقى أمس عبد اللـه الثاني أيضاً.
ويعقد بوتين والسيسي لقاءاً في قصر الكرملين اليوم، حيث يبحثان سبل تعزيز العلاقات الثنائية، والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشتركة، على أن يعقب المباحثات مؤتمراً صحفياً مشتركاً.
وأشارت مصادر مصرية إلى أن ملف التعاون في مجال الطاقة خاصة الاستخدامات السلمية للطاقة النووية يحتل الصدارة في مباحثات الرئيس المصري في موسكو، وخصوصاً أن الوفد الرسمي المرافق للسيسي يضم وزير الكهرباء والطاقة محمد شاكر، وسط توقعات بالتوقيع على عَقد إنشاء المحطة النووية للطاقة الكهربائية بمنطقة الضبعة غرب القاهرة.
ولفتت أوساط مصرية إلى أن صعود الدور الروسي في ملفات منطقة الشرق الأوسط، خاصة الأزمة السورية، سيتيح المجال للتشاور بين الرئيسين، في ظل التوافق حول ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها الإقليمية.
إلى ذلك وصل وفد من وزارة الدفاع الإيرانية إلى موسكو لدراسة التعاون الثنائي في الشؤون الفنية والدفاعية بين البلدين وللمشاركة في معرض «ماكس 2015 الجوي»، والاطلاع على أحدث المنظومات الجوية والدفاعية والفضائية في المعرض الدولي، وتوقيع الاتفاق النهائي بشأن توريد روسيا منظومة «إس 300» للدفاع الجوي إلى إيران.
وتأتي اللقاءات في موسكو، في ظل تعزيز روسيا لجهودها الدبلوماسية للتوصل إلى حل للأزمة السورية. ومؤخراً استضاف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيريه السعودي والإيراني في محاولة لإطلاق مبادرة لإنشاء تحالف واسع ضد تنظيم داعش يضم الحكومة السورية وحلفاءها. وهو أمر رفضه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.
في هذا السياق واصل وفد لجنة متابعة الحوار الوطني المنبثقة عن مؤتمر طهران لقاءاته مع المسؤولين الروس، حيث التقى أمس نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي الياس أوماخانوف، الذي أكد أن اللقاء المرتقب في جنيف لحل الأزمة في سورية يجب أن يتم بالضرورة بمشاركة جميع الممثلين عن المعارضة السورية.
وقال أوماخانوف أمام رئيس الوفد، وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر: «من دون التمثيل الواسع لمجموع القوى السورية سيكون من الصعب تسوية الوضع» في سورية، وأضاف: «لذلك ينبغي أن يضم اللقاء، الذي سيعقد في جنيف أيضاً ممثلين عن المعارضة السورية الداخلية»، واستطرد «بخلاف ذلك فإن معنى هذا اللقاء لن يكون كبيراً».
بدوره شدد حيدر على ضرورة تهيئة الظروف من أجل أن تكون نتيجة هذا الاجتماع ناجحة، مؤكداً أن «الجيش العربي السوري هو القوة الوحيدة القادرة على مواجهة ومكافحة الإرهاب كما أن ما يلزمنا هو الدعم الدولي الذي يعتبر مهماً بالنسبة لنا في هذا الصدد وكذلك في مسألة الحفاظ على وحدة سورية وعلى سيادتها كدولة».
وأجرى وفد لجنة المتابعة برئاسة حيدر أول من أمس لقاء مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف. وأوضحت الخارجية الروسية في بيان لها أن اللقاء ركز على «الإسراع بالحل السياسي للأزمة في سورية، مع التركيز على إطلاق العملية الرامية إلى تنفيذ تطلعات الشعب السوري».
وحول محادثات الوفد في موسكو، قال عضو المكتب السياسي للحزب السوري القومي الاجتماعي طارق الأحمد لوكالة الأنباء الفرنسية «نحن راضون جداً»، مؤكداً أن اللقاء مع بوغدانوف «كان مثمراً جداً وممتازاً».
وأوضح أن المحادثات تناولت خصوصاً سبل إيجاد «الطريقة الأفضل» لبدء حوار مع كل الأطراف في الأزمة السورية. وتابع: «توافقنا على ضرورة مشاركة معارضي الداخل والخارج وبناء عليه دعوة (ممثلي) المجتمع المدني والمستقلين».
في طهران أكد وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد حسين دهقان دعم إيران لمحور المقاومة، مشدداً على أن المقاومة وبقاءها أمر إستراتيجي بالنسبة لإيران. ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن دهقان قوله أمس خلال مراسم تدشين مشروع إنتاج صاروخ «نصر»: إن «ما يحدث في العراق وسورية هو مخطط أميركي لاستهداف محور المقاومة، عبر دعم الجماعات التكفيرية التي أوجدتها أميركا والصهيونية لإضعاف جبهة المقاومة».
وأضاف دهقان: «إذا ما طلبت أي حكومة شرعية قانونية مساعدات عسكرية فإيران ستبادر إلى ذلك»، مؤكداً أن سعي إيران للتعاطي البناء مع دول المنطقة لا يعني خفض الاهتمام بالجانب الدفاعي والعسكري، واعتبر أن التهديدات الأميركية لبلاده بين تارة وأخرى، مؤشر على قوة إيران.
(أ. ش. أ – سانا – أ. ف. ب – سبوتنيك)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن