سورية

«أطباء بلا حدود» توقف عملها شمال البلاد … أوضاع النازحين مزرية في مناطق سيطرة «النصرة»

| الوطن – وكالات

بينما تتحدث دراسة عن تردي أوضاع النازحين في منطقة سيطرة تنظيم «جبهة النصرة» والمليشيات المسلحة في إدلب، أوقفت منظمة «أطباء بلا حدود» اللاحكومية الفرنسية، جميع أنشطتها في مناطق شمال البلاد، في وقت طالب أعضاء من الحزب الحاكم في ألمانيا، بترحيل المهجرين السوريين، خاصة المتهمين بارتكاب جرائم.
وأصدر الدراسة فريق ما يسمى «منسقو الاستجابة» في مناطق سيطرة «النصرة» والمليشيات بإدلب، وذكر فيها، أن المنطقة المشمولة تحوي 1039 مخيماً تضم قرابة 160 ألف عائلة يبلغ عدد أفرادها أكثر من 778 ألف شخص، حيث تتركز معظم المخيمات في منطقة حارم شمال إدلب، والتي تضم وحدها 575 مخيماً فيها أكثر من 100 ألف عائلة. وأشارت الدراسة إلى ضرورة تأمين أماكن للسكن بسبب تلف معظم الخيم وأن نسبة الخيم التي تحتاج إلى تبديل تبلغ 25 بالمئة، فيما تحتاج قرابة 20 بالمئة للإصلاح، إضافة لحاجة نحو 94 بالمئة من الخيم لعوازل مطرية هذا العام، مقارنة بـ70 بالمئة العام الماضي.
كذلك يحتاج قاطنو المخيمات بحسب الدراسة إلى ضرورة استبدال معظم المدافئ القديمة وإلى كميات من الوقود، تقدر بـ424 ألف لتر من الكاز يومياً، و120 ألف لتر من المازوت، و510 آلاف كغ من الحطب.
ولفتت الدراسة إلى ضرورة تقديم كميات كبيرة من البطانيات والملابس الشتوية، والحاجة لصيانة الطرق في المخيمات، والتي قد تمنع الحصول على الخدمات الطبية والتعليمية وإيصال الخبز والطعام.
وتعاني المخيمات في الشمال من صعوبات عديدة وخاصة في فصل الشتاء، أهمها نقص المياه واهتراء الخيام وقلة وسائل التدفئة وانعدام وجود الصرف الصحي والطرقات المعبدة. ويسيطر تنظيم «النصرة» الإرهابي على معظم محافظة إدلب، وشكل ما يسمى «حكومة الإنقاذ»، ويسود المحافظة حالة فلتان أمني تزداد يوماً بعد يوم، عدا عن استمرار الاقتتال الداخلي بين التنظيم والمليشيات الأخرى بسبب الصراع على النفوذ والمال.
على خط موازٍ في سياق متصل، أصدر رئيس بعثة منظمة «أطباء بلا حدود» الفرنسية اللاحكومية في شمال البلاد بريان مولر، وفق ما نقلت مواقع الكترونية إشعار تداوله نشطاء معارضون من المنطقة، ذكر فيه أن المنظمة «ستوقف جميع الأنشطة والدعم في شمال سورية اعتباراً من 30 تشرين الثاني الجاري، ليعقبه الانسحاب الإداري في 15 كانون أول القادم». وتسيطر «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعومة من قبل «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا وتشارك فيه فرنسا على العديد من المناطق في شمال البلاد.
وأوضح الإشعار أن المشاريع الطبية المتضررة من هذا القرار هي الأنشطة التي تديرها المنظمة في مخيم عين عيسى للنازحين واللجنة الصحية في المركز الصحي في مدينة الطبقة، لافتاً إلى أن الأنشطة الإدارية والإمدادات المتأثرة بهذا القرار هي «مكاتب المنظمة ومرافق التخزين الموجودة في عين العرب».
وأكد جلال عياف من إدارة مخيم عين عيسى، أن منظمة أطباء بلا حدود ستنسحب أواخر الشهر الجاري «متذرعين بانتهاء مدة برنامجهم، وهو يشابه ما سبق أن قالوه حول تجديد برامجهم».
ولفت العياف إلى «احتمالية تضرر أكثر 12 ألف نازح من مخيم عين عيسى بانسحاب المنظمة، حيث تقدم إلى جانب منظمات محلية الرعاية الطبية في المخيم».
من جانب آخر، ذكر موقع «دويتشه فيله» الألماني، أن أصوات أعضاء من الحزب الحاكم في ألمانيا تتعالى وتطالب بترحيل من يتورطون في جرائم من اللاجئين السوريين، وكذلك من يدانون منهم من قِبَل المحاكم أخذت تتعالى بعد حادث الاغتصاب الجماعي المفترض في فرايبورغ.
وأوقفت الشرطة الألمانية ثمانية أشخاص، من بينهم سبعة لاجئين سوريين على ذمة التحقيق للاشتباه في اغتصابهم طالبة ألمانية، فيما يتم البحث عن أشخاص آخرين، قد يكونون ربما شاركوا أيضاً في هذه الجريمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن