ثقافة وفن

حطابون في غابات النساء

رواية جديدة للروائي والصحفي حسين عبد الكريم، صدرت عن دار الشرق للطباعة في دمشق حديثاً، وفي غمرة الروايات الواقعية، التي تجنح إلى معالجة الأزمات التي تعاني منها المنطقة اليوم.. عاد المؤلف في روايته، وفي فسحة للتأمل إلى فكرة الوجود، والعلاقة التي تربط الرجل والمرأة، ودلالة العنوان تكفي (حطابون) وقدم نماذج عديدة من النساء، كل امرأة مشتهاة، ورجال عدة في بؤرة الشهوة، وإلى ذلك يشير د. نبيل طعمة في تقديمه: «حطابون في غابات النساء في حقيقة أمرها كرواية قصصية تتحدث عن وجود آدم وليليث واكتشاف آدم النهار لليلاه، لتعود عليه مكتشفة ذكورته داخله إلى جوهره حيث فهمته أيما فهم، واستعبدته حينما فشل في إيصالها لذروة النشوة، هيأت له قائمة طلباتها، وكلما حقق واحداً منها، وجهته لتحقيق الثاني، مسيرة لن تنتهي فيها المتعة والشقاء».
الرواية لا تلخص، وهي من روايات الحجم الكبير، تقع في 571 صفحة من القطع الكبير، لكن المؤلف أخلص لموضوعة المرأة والرجل، واختار لذلك بيئة هو خبير بها، وتحرك ببراعة بين عالمي الذكورة والأنوثة، بادئاً روايته بالرغبة الذكورية المحمومة.
«انتظرت عند حافات جسدها، ولم أصعد، وتركت الرغبات طي الكتمان والحرمان كقروش قليلة يضن بها كيس فقير، ظناً منه أن العمر يتوقف استمراره عليها» فهل في ذلك إشارة إلى محدودية القدرة، أو إلى فقر هذه القدرة؟! وخاصة إذا ما مشينا مع الروائي في بيئة طازجة فطرية قادرة على كشف جوهر العلاقة بين الرجل والمرأة.
وما بين كيس فقير وثراء ظاهر تنتهي الرواية «الخليل الولد، الذي اسمه ولد سمر.. وحميدوش، رغم كثرة ثرائه المادي ظل في عشقها وعيشها شبهة!؟ حتى سرحان الباذخ المكانة والقوة حاول التحرش بعناقيد جسدها الحميم، وباءت المحاولة بالفشل..».
وهكذا يسرد بعض الحطابين ليسجل إخفاقاتهم في الوصول إلى عناقيد المرأة الرمز.
صدر من قبل للروائي في الرواية «الطاحونة- شجرة التوت- البساتين- النبع- حارة المشتاقين- وطن لا يشبه التافهين- تأبين ملوك الازدهار» وله نشاطات وكتابات أخرى في الصحافة والأدب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن