سورية

«قسد» و«تحالف واشنطن» إلى الصفر في عملية شرق الفرات

مع استكمال العمليات العسكرية، التي تشنها «قوات سورية الديمقراطية- قسد» بقيادة «التحالف الدولي»، ضد تنظيم داعش الإرهابي في جيبه الأخير بريف دير الزور الشرقي، شهرها الثاني، عادت تلك المليشيا إلى نقطة الصفر، أي ما قبل انطلاقة تلك العمليات في الـ10 من أيلول الماضي، بعد أن خلفت مئات الشهداء من المدنيين والمختطفين.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، في تقرير له، أن العمليات العسكرية ضمن القطاع الشرقي من ريف دير الزور، ضد الجيب الأخير لتنظيم داعش عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، استكملت شهرها الثاني على التوالي عند يوم الـ10 من الشهر الجاري، بالعودة إلى نقطة الصفر، أي ما قبل انطلاقة العملية العسكرية في الـ10 من أيلول الماضي بقيادة «التحالف الدولي».
وأكد المرصد، أن التنظيم اعتمد منذ استكمال العملية لشهرها الأول حتى انتهاء الشهر الثاني على عمليات هجوم مضادة، استهدفت خلال التقدمات التي حققها «التحالف» و«قسد» خلال الشهر الأول من القصف المكثف البري والجوي من قبل الطرفين ومن طائرات هذا «التحالف»، وأسفرت العمليات عن استعادة التنظيم كامل ما خسره خلال العملية العسكرية، لتعود مناطق سيطرته إلى الامتداد من بلدة هجين إلى الحدود السورية – العراقية، وتضم في داخلها كلاً من بلدات وقرى هجين والشعفة والمراشدة والبوخاطر والبوبدران والسوسة والشجلة والباغوز فوقاني والباغوز تحتاني، حيث اعتمد التنظيم خلال عمليات استعادة السيطرة على عمليات تفجير مسلحين لأنفسهم بمفخخات وأحزمة ناسفة، والاعتماد على ما يسمون عناصر «أشبال الخلافة» من الأطفال المنضمين لداعش، بالإضافة لمواطنات مجندات في صفوفه، والاعتماد الكلي على الأنفاق التي كانت تسمح بمرور سياراته، بعيداً عن استهدافها من قبل «التحالف»، الأمر الذي أربك الأخير و«قسد».
وأوضح المرصد، أن العملية العسكرية التي أعلنتها «قسد» و«التحالف الدولي» في الـ10 من أيلول، جاءت بعد أسابيع من عمليات تحضير تمثلت باستقدام آلاف المسلحين من قبل الميليشيا و«التحالف» إلى محيط الجيب الخاضع لسيطرة التنظيم، إضافة لاستقدام تعزيزات عسكرية ضخمة إلى جبهات القتال، على حين تركزت العملية العسكرية منذ انطلاقتها في محورين رئيسيين أولهما محور بلدة هجين التي تصدى التنظيم فيها بشراسة لتقدم «قسد»، ومحور الباغوز الذي استطاعت فيه تحقيق تقدم أكبر، حيث تمكنت الأخيرة من السيطرة على أجزاء واسعة من الباغوز فوقاني، والسيطرة على قرية الشجلة، ومنطقة موزان، وتقدمت وسيطرت على معظم بلدة السوسة، وفي أطراف قرية المراشدة، والتقدم في أجزاء من بلدة هجين، مضيقة الخناق على داعش الذي يسعى لمنع حصره في نطاق أضيق، إلا أن الكثافة النارية المستخدمة من قبل «قسد» و«التحالف» حالت دون قدرة التنظيم على تحقيق هدفه، لحين بدء التنظيم في الـ10 من الشهر الماضي بتنفيذ هجمات معاكسة أدت لاستعادته النقاط التي خسرها خلال تقدم «قسد» والتحالف.
وأكد المرصد أنه استشهد 123 مدنياً على الأقل، في الجيب الأخير للتنظيم، في القصف من قبل «قسد»، وضربات «التحالف» منذ الـ10 من أيلول الماضي، في حين أعدم داعش 5 مدنيين بتهمة التعامل مع «قسد»، كما أعدم 10 مسلحين من الأخيرة بعد أسرهم، على حين قتل 608 من مسلحي داعش في القصف والاشتباكات والتفجيرات والغارات ضمن الجيب الأخير للتنظيم، على حين قتل 347 من مسلحي «قسد».
وفي السياق أكد المرصد أنه جرى أيضاً اختطاف نحو 300 شخص من نحو 130 عائلة.

| الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن