عربي ودولي

بدء تقسيم المسجد الأقصى زمانياً…السلطة الفلسطينية: إسرائيل تلعب بالنار وعدوانها وتقسيمها للأقصى سيفجران المنطقة

فلسطين المحتلة– ريما عواد : 

لليوم الثالث على التوالي تفرض سلطات الاحتلال قيودها على دخول المسلمين إلى المسجد الأقصى المبارك واعتقلت وأصابت عدة فلسطينيين.
وقالت مصادر محلية فلسطينية إن شرطة الاحتلال نصبت حواجزها الحديدية على أبواب المسجد الأقصى جميعها، ومنعت دخول المسلمين إلى الأقصى بحرية بينما سمحت لمجموعات من المستوطنين باقتحامه عبر باب المغاربة. وفرضت شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمرة الأولى وقتاً محدداً لدخول المصلين المسلمين وخروجهم من المسجد الأقصى، وأغلقت عدداً من بوابات المسجد للسماح لليهود المتطرفين باقتحام المسجد بأريحية.
وحسبما قالته مصادر فلسطينية من داخل الأقصى فإن شرطة الاحتلال هددت بسحب هويات المصلين وإرسالها إلى أحد مراكز التحقيق والتوقيف في المدينة المقدسة ما لم يلتزموا بهذا الوقت، وهو الأمر الذي يحدث للمرة الأولى وتسبب في ازدياد حدة التوتر في الأقصى.
على حين تتواصل ردود الفعل الفلسطينية الغاضبة على قرار وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي «جلعاد آردان» باعتبار المرابطين والمرابطات في باحات المسجد الأقصى المبارك بأنهم تنظيم إرهابي.
وأدانت السلطة الفلسطينية العدوان الإسرائيلي بحق الأقصى، واعتبرته جريمة حرب ومساساً بقدسية المسجد الأقصى، واستفزازاً لمشاعر المسلمين في العالم، وانتهاكاً لكل الشرائع السماوية والوثائق والاتفاقيات الدولية، محملة حكومة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التدهور الكامل والتوتر الخطير القائم.
وأكدت السلطة الفلسطينية أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل اعتداءاتها الإجرامية والاستيطانية تهويداً للقدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية، وخاصة في المسجد الأقصى المبارك، حيث تسعى بذلك إلى تقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً تمهيداً للسيطرة الكاملة عليه. وحذرت السلطة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية من الاستمرار في سياساتها القمعية والتعسفية، وتأجيج المشاعر وما قد يترتب من ردود الفعل على اقتحام الأقصى وتداعيات تلك الانتهاكات، مطالبة في الوقت ذاته المجتمع الدولي ومنظماته بالخروج عن صمتها، والتحرك بشكل عاجل وجدي من أجل وضع حد لهذه الانتهاكات الإسرائيلية، ومنع تكرار هذه الجرائم التي يقوم بها المستوطنون، والتي تغذي العنف والتوتر والتطرف في المنطقة.
في سياق متصل قال أمين سر هيئة العمل الوطني الفلسطيني محمود الزق لـ«الوطن»: «هذا قرار فاشي يندرج في إطار منظومة من الإجراءات الإسرائيلية الاحتلالية التي سعت ومنذ بداية الاحتلال لتهويد القدس بالسعي لتغيير طابعها الجغرافي والديمغرافي وإضفاء الطابع اليهودي على معالمها حيث إنها وبعد أيام فقط من احتلالها للقدس عام 67 اتخذت قراراً بضمها لدولة الاحتلال واعتبارها عاصمة لإسرائيل، ولهذا هي تنفذ هذا القرار على الأرض بما يعنيه من مصادرة أراضي العرب وهدم منازلهم ومحاولة تغيير طابع المسجد الأقصى».
وتابع: «المرابطون داخل المسجد الأقصى شكلوا وما زالوا درعاً لمقاومة اعتداءات الوحوش المستوطنين على الأقصى بدخوله وانتهاك حرمته ولهذا فإن إسرائيل تسن الآن قانوناً يحظر تلك المجموعات الفلسطينية المرابطة في محاولة لتسهيل دخول الفاشيين المستوطنين للمسجد الأقصى»، مطالباً الأمة العربية والإسلامية بالوقوف بحزم في وجه مخططات الاحتلال والرد وبشدة على انتهاكات الاحتلال بحق الأقصى، ومضيفاً: «على المجتمع الإسلامي أن يدرك أن الأقصى هو رمز لجميع مسلمي العالم وليس مهمة حمايته مقتصرة على شعبنا الفلسطيني المحتل».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن