عربي ودولي

أسرار عملية خان يونس الخاطفة.. الفصائل: الرد قادم على المجزرة

شيع الفلسطينيون بالأمس جثامين سبعة شهداء قضوا في العملية العسكرية الإسرائيلية، التي نفذتها قوات الاحتلال في بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة أول من أمس، والتي اعترف الاحتلال بمقتل ضابط برتبة مقدم في هذه العملية التي وصفتها دوائر عسكرية إسرائيلية «بالعملية المعقدة»، وقد نددت قيادات الفصائل الفلسطينية بالعملية متوعدة بالرد على هذه المجزرة، مؤكدة أن قرارا اتخذته فصائل المقاومة باستمرار الرد على خروقات الاحتلال لتفاهمات التهدئة.
وفي تفاصيل العملية، تسللت وحدة خاصة من «قوات النخبة» في جيش الاحتلال تقلها سيارة مدنية ووصلت بعمق 3 كيلو متر في داخل بلدة خزاعة المحاذية للمنطقة الحدودية، واغتالت القيادي في كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس نور بركة، وعند انسحاب القوة الخاصة الإسرائيلية اكتشفتها المقاومة واشتبكت معها، ما أسفر عن مقتل ضابط إسرائيلي واستشهاد ستة فلسطينيين وذلك نتيجة استخدام قوات الاحتلال لسياسة الأرض المحروقة لإنقاذ الوحدات الخاصة، الأمر الذي تسبب في استشهاد ستة فلسطينيين، بعد تدمير الاحتلال لمعظم نقاط المراقبة التابعة للمقاومة شرق خزاعة لتأمين عملية إخلاء الوحدات الخاصة من شرق خان يونس.
ووفق وسائل إعلام الاحتلال فإن طائرات الاحتلال أطلقت أكثر من 40 صاروخاً على محيط المنطقة التي تم اكتشاف الوحدات الخاصة فيها، وأن وزير الحرب أفيغدور ليبرمان أشرف بشكل مباشر على العملية الخاصة.
وتسود المناطق الشرقية من قطاع غزة حالة من التوتر والغليان، بعد أن أعلنت قوات الاحتلال حالة الاستنفار في صفوفها وعطلت الدراسة والعمل في المستوطنات التي تقع في غلاف غزة بعد سقوط رشقات من القذائف الصاروخية الفلسطينية رداً على عملية خان يونس.
من جانبه كتب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي وليد القططي على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي: إن «ما حدث من اكتشاف المقاومين الفلسطينيين لوحدة إرهابية من جيش العدوان الإسرائيلي، وسرعة التعامل معها بالسلاح، وإحباط هدف العملية، هو تطبيق لعدم الغفلة عن السلاح، ويثبت أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لم تُلقِ السلاح، ولم تغفل عن أسلحتها، ولم تُخدع بأوهام التهدئة الخادعة، ولم تسترخِ وتركن إلى الخدعةِ تحت تأثير التحسينات الجزئية التي أحدثت خرقاً محدوداً في جدار الحصار، ولم تقع في فخ الخداع الإسرائيلي».
أما القيادي في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين محمود خلف، فأكد أن المقاومة الفلسطينية على الرغم من العدد الكبير من الشهداء والجرحى فإنها لقنت الاحتلال درساً لن ينساه بأنها مستعدة لأي سيناريو.
وأكد خلف لــ«الوطن» أن الاحتلال أراد من هذه العملية غايات خطيرة أهمها خلط الأوراق على الساحة الفلسطينية، والتأكيد بأنه هو صاحب الأمر بالهدوء أو التصعيد على حدود غزة، لكن اشتباك المقاومة أسقط كل رهانات الاحتلال وأثبت أن المقاومة مستعدة لأي سيناريو مع الاحتلال.
وأشار أن المقاومة ملتزمة بقاعدة القصف مقابل القصف، وأنها لن تُفشل في نفس الوقت الجهود المصرية لتثبيت التهدئة وتفويت الفرصة على الاحتلال الذي يهدف لجر قطاع غزة لدائرة التصعيد.
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا اللـه: إن «أغلب الظن أن إسرائيل وبالتحديد ثنائي نتنياهو ليبرمان وينضم لهم نداف أرغمان رئيس الشاباك أرادوا صد الانتقادات، من خلال عملية استعراضية مستغلين الظروف القائمة لدى حركة حماس، والمراهنة أنها لن تستطيع الرد بسبب الرغبة القطرية بتحقيق هدوء كما طلب العمادي، وثانياً لأن أي رد من الحركة يعني سحب كل الإنجازات التي تحققت من مال ووقود ودولار وسولار، وبالتالي ستفكر حماس مرات قبل الرد وربما ستمتنع.
وأضاف: إذا ما نجحت العملية بالاغتيال وامتنعت حماس عن الرد وأغلب الظن أن هذا هو السيناريو الذي أرادته حكومة الاحتلال، يعني أن هذا القدر من الاستعراض الكبير يدل على أن إسرائيل توافق على التهدئة من منطق القوة، وتكون بهذه العملية قد حققت قوة ردع وردت على المعارضة الإسرائيلية ووافقت على التهدئة، من منطق القوة وليس كما تتهم المعارضة في إسرائيل، وربما عملية من هذا النوع توقف الجدل داخل الحكومة نفسها.
إلى ذلك جدد المستوطنون الإسرائيليون صباح أمس اقتحام المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.

| فلسطين المحتلة- محمد أبو شباب

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن