رياضة

كرة الاتحاد في خطر والعقيل يؤكد رحيله

| حلب – فارس نجيب آغا

جاءت فترة توقف بطولة الدوري الكروي لأندية الدرجة الممتازة لتعيد الفرق من خلالها ترتيب أوراقها وهي فسحة لالتقاط الأنفاس ومعالجة المشاكل التي رافقت مسيرة الدوري على مدار ثماني جولات. وفي الشكل العام تبدو معظم الفرق قد باشرت عملية التقييم والإصلاح باستثناء فريق الاتحاد الذي يعيش فراغاً إدارياً كبيراً وغير مسبوق نتيجة استقالة عضو مجلس الإدارة ومشرف الكرة الكابتن وائل عقيل الذي بدأ الابتعاد تدريجياً عن فريقه وأعلن ذلك منذ أسابيع نتيجة عمل جراحي ومن ثم الالتفات إلى عمله الخاص لينهي ذلك الجدل من خلال نشره ورقة الاستقالة على صفحته الشخصية بعد تعادل الاتحاد مع الطليعة في حلب حيث لم يترك مجالاً للعودة معتبراً أن القرار لا رجعة عنه وقد حسم أمره، وبناء على ما تقدم انقسمت الجماهير الاتحادية بين مؤيد لتلك الخطوة وبين رافض لفكرة الاستقالة لأن الرجل ضحى بكثير من وقته وماله، ومع خطوة متقدمة رسمتها رابطة المشجعين عبر اجتماع في مقر النادي القديم مطالبين بسحب الاستقالة وتجديد الثقة بالعقيل وما بين تلك الأحداث الحاصلة ضاع الفريق الكروي من دون الالتفات إليه من أحد مع تذمر لمعظم اللاعبين بداعي تأخير مستحقاتهم المالية وهي عبارة عن راتب الشهر الماضي فقط.

زمرة منبوذة

الفريق الكروي يواصل تحضيراته يومياً وسيخوض لقاء ودياً يوم الجمعة على ملعبه في الشهباء يجمعه مع جاره الحرفيين حتى يحافظ الفريق على مستواه لكن المشكلة الكبرى هي من سيرث تلك التركة الثقيلة؟ ومن الرجل القادر على تحمل كل تلك الضغوطات التي حملها العقيل على عاتقه على مدار موسمين مع الكثير من النقد اللاذع الذي وجه له في ظل انفلات غير مقبول على منصات موقع التواص الاجتماعي لدرجة معيبة لا تعبر عن أي أخلاق رياضية وسط تهجم من البعض الذين يعتقدون أنهم أوصياء على النادي وهم يقبعون في الخارج مفرغين جام حقدهم على مجلس الإدارة لدرجة بعيدة عن الأخلاق والقيم والاجتماعية؟ وحقيقة لا أحد يتمنى أن يكون بهذا الوضع إطلاقاً والمؤسف أن الرجل عمل ما بوسعه وأنفق عشرات الملايين من أجل حصد بطولة لنادي الاتحاد لكن مشروعه الذي بدأه لم يحقق أي بطولة وضاع كل شيء لأسباب عديدة تحتاج لمواضع كثيرة حتى نتحدث عنها.

حمل ثقيل

العقيل بالعرف الكروي عمل ما بوسعه وقد يكون أخطأ بمكان وأصاب بمكان آخر لكن من هم أوصياء على النادي كانوا كالسيف القاطع وهناك الكثير ممن وضع العصي بالعجلات وبات يعزف الأناشيد المقيتة والموشحات المعيبة بحقه لأسباب تبدو شخصية لا أكثر ولا أقل، وهؤلاء هم مفرزات أزمة لأن جماهير نادي الاتحاد لم تكن لتصل لهذا الحد من التهجم، وساعد كما أشرنا على تهييج الصراع زمرة منبوذة تقبع بالخارج لم يعد لها مكان بين الاتحاديين، ورغم كل ما حدث فقد آثر العقيل الصبر لدرجة طفح به الكيل ووجد أن الاعتذار وعدم المتابعة هما الحل الأنسب له لأن الحمل بات ثقيلاً ولا أحد يستطيع حمله وحده مع رفض مطلق من رابطة مشجعي النادي التي ستحاول كما يقولون ثنيه عن قراره.

حقيقة الأمر

العقيل مع حفظ الألقاب قام بنشر الاستقالة على صفحته الخاصة مع سباق عليها لبعض المتسلقين معتبرين أن رئيس النادي رفضها وطرفاً آخر يؤكد رفض فرع حلب لها أيضاً وعدم الموافقة عليها وكل ذلك لم يحدث لأن الاستقالة بالأساس لم تصل لمجلس الإدارة الذي بدوره سيقوم بتحويلها للجنة التنفيذية وفق الأنظمة المتبعة ومن ثم في حال الموافقة عليها يتم رفعها للمكتب التنفيذي للنظر فيها، وتلك الخطوات لم تكن موجودة أي بمعنى أن الاستقالة حتى الآن مازالت شفهية ولم تأخذ حد الجدية، كرة الاتحاد اليوم باتت أمام أمر واقع وهي تعيش حالة فراغ غير مقبولة ويجب على مجلس الإدارة معالجة الوضع الحالي بالسرعة القصوى وإيجاد بديل يتم من خلاله ترميم المجلس وجلب رجل كروي قادر على تصحيح مسار الفريق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن