سورية

«المؤقتة»: تلقينا وعوداً تركية بقرب الانتهاء من ملفها بشكل نهائي … نظام أردوغان يحرك أدواته في منبج لشرعنة عدوان مقبل ضدها

| الوطن- وكالات

بدأ الاحتلال التركي بتحريك أدواته في مدينة منبج بريف حلب الشرقي بدفعها للمطالبة بتدخله مع المليشيات المحسوبة عليه، بزعم «حمايتهم» وطرد «قوات سورية الديمقراطية- قسد» من هناك.
وعقدت مجموعة من العشائر العربية من منبج مؤتمراً بعنوان «تجمع أبناء منبج»، بحضور تركي رسمي، وأعلنت فيه عن «دعمها الكامل للاتفاق التركي- الأميركي» حول خريطة الطريق الخاصة بالمدينة التي تتضمن طرد «وحدات حماية الشعب» الكردية التابعة لحزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي والتي تعتبر أيضاً العمود الفقري لـ«قسد» من المدينة، وذلك وبحسب موقع «عربي21» الإلكتروني الداعم لـ«المعارضة».
وسيطرت «قسد» على منبج، في آب العام الماضي، بدعم مباشر من الاحتلال الأميركي، ومن ثم اتفقت الولايات المتحدة مع تركيا في مطلع حزيران الماضي على «خريطة طريق» في منبج، تشمل مراحل محددة، وتبدأ بانسحاب قادة «الوحدات»، ويليها تولي عناصر من الاحتلالين التركي والأميركي مهمة مراقبة المدينة بعد 45 يوماً، بينما نصت المرحلة الثالثة، على تشكيل ما يسمى «إدارة محلية» في غضون 60 يوماً وتشكيل ما يسمى «المجلس المحلي والعسكري» اللذين سيوفران الخدمات والأمن في المدينة، حسب التوزيع العرقي للسكان.
بالعودة لمؤتمر العشائر، فقد اعتبر مراقبون أن العشائر التي حضرته إنما هي أدوات للاحتلال التركي يستخدمها الأخير لتبرير عدوان ينوي شنه على المدينة.
ومنذ مطلع الشهر الجاري، سيّر الاحتلالان التركي والأميركي دوريات مشتركة على الخط الفاصل بين مناطق سيطرة ما يسمى «مجلس منبج العسكري» التابع لـ«قسد» ومناطق سيطرة المليشيات المدعومة من تركيا في القطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب. وثمن بيان «العشائر» «الموقف التركي والجهود التي تبذلها أنقرة في سبيل إعادة السكان الأصليين إلى المدينة التي تحتلها الأحزاب الانفصالية الكردية»، على حد تعبير «عربي21».
وأدان المؤتمر «السياسات العنصرية» التي تنتهجها «الوحدات» من مصادرة الأملاك وتهجير الأهالي، وغيرها من الممارسات الرامية إلى التغيير الديموغرافي والتلاعب بالتركيبة السكانية لمنبج.
من جانبه، زعم عضو مجلس عشائر «بني سعيد» عبد الحميد الحسين، أن الهدف من المؤتمر هو توحيد مواقف أبناء منبج ورص الصف، بالتزامن مع قرب انسحاب المليشيات الكردية منها، مضيفاً: أن المؤتمرين أكدوا على وحدة الشعب السوري بكل مكوناتهم «عرباً وكرداً وتركماناً»، وعلى استعدادهم للعمل بشكل جماعي لإنهاء تواجد المليشيات الانفصالية في شمال وشرق سورية.
وتأكيداً على ولائه لتركيا، قال الحسين: إن الرسالة الأهم للمؤتمر، هي التأكيد للإخوة الأتراك على جاهزيتنا واستعدادنا لأي سيناريو محتمل في منبج، سواء كان عسكرياً أم سلمياً سياسياً، لافتاً إلى أن الحضور التركي في المؤتمر دعم مطالبهم المزعومة «وتلقينا وعوداً منهم بقرب الانتهاء من ملف منبج بشكل نهائي». كما نقل الموقع عن مدير مكتب العلاقات الخارجية فيما يسمى «الحكومة المؤقتة» التابعة لـ«الإئتلاف» المعارض، التي حضرت المؤتمر، ياسر الحجي، قوله: إن «الحكومة المؤقتة» تتطلع إلى استعادة منبج، والمناطق الأخرى «المحتلة» من قبل المليشيات الكردية.
وكما هو متوقع، أشاد الحجي بالموقف التركي الذي أبعد التصعيد عن إدلب وفق زعمه.
في المقابل ذكرت مواقع إلكترونية معارضة أن «قسد» تبتز المدنيين في مدينة منبج حيث تجبر النساء المقبلات للولادة في مستشفى «الأمل» التابع لها، على إجراء عملية «قيصرية»، وتقوم المستشفى بوضع المولود في الحاضنة حتى وإن لم يكن يشتكي من شيء وكل ذلك من أجل ابتزاز الأهالي مادياً.
وأكدت المواقع، أن مسؤول التخدير في المشفى من «الوحدات الكردية» ولم يدرس الطب بل يحمل شهادة التعليم الثانوي فقط، لافتة إلى وفاة امرأة جاءت إلى المستشفى قبل يومين وكانت تعاني من كسر في اليد والقدم، لكنها توفيت نتيجة التخدير.
وعلى صعيد المواقف التركية، زعم وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، في كلمة ألقاها، خلال مشاركته في اجتماع لجنة الموازنة والتخطيط بالبرلمان التركي، أن أكثر من 260 ألف «لاجئ» سوري عادوا حتى يوم أمس من تركيا إلى المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات في ريف حلب الشمالي.
وشدد على أن بلاده لن تتخلى عن من سماهم «المظلومين الذين يعوّلون على تركيا في ضمان أمنهم»، وزعم أيضاً أن «تركيا تقدم حلولاً معقولة ومنطقية لكافة المشاكل والأزمات التي تحدث حول العالم، وتنادي بإصلاح النظام العالمي بشكل يتحقق معه العدالة»!.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن