ثقافة وفن

سوناتا الانتظار.. ألم وواقع

إسراء الشيخ علي : 

صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب مسرحيتان للكاتب إسماعيل خلف الأولى بعنوان سوناتا الانتظار والثانية عويل الزمن المهزوم.
لم يختلف أسلوب الكاتب في النصين بالرغم من اختلاف القصة في المسرحيتين.
لكن سوداوية الانتظار في المسرحية الأولى كانت أصعب بكثير من سوداوية الحياة تناول الكاتب الانتظار بطريقة سلبية، وكان من الأجدى في مثل هذه الظروف أن يقوم الكاتب ببث روح من التفاؤل والإيجابية.
كانت روح الكاتب في المسرحيتين متماثلة إلى درجة بعيدة في التشاؤمية من حيث الفكرة وغايتها.
إن النص في المسرحية الأولى يشبه لدرجة كبيرة النص في المسرحية الثانية في سوداويته ففي النص الأول أرهق الكاتب المشاهد والقارئ على السواء في الوقت الذي كان القارئ على دراية أو إحساس بما ستكون عليه النهاية، أو بما ستؤول إليه أحداث الصراع.
على عكس الصراع في المسرحية الثانية ورغم كل التشاؤم والألم الذي عشناه مع أبطالها إلا أن الشغف كان يقودنا إلى النهاية والتي كانت مختلفة نوعاً ما عن القارئ على العكس من المسرحية الأولى لكن وبالرغم من سوداوية التعبير إلا أنه كان ينقل صوراً واقعية من حياتنا المملوءة بالسواد وهذا يشكل مسوغاً لما جاء به الكاتب، إذ يزعم أن ما يقوم به هو تشخيص الواقع ومسرحته ولعله وبالرغم من وصفه الدقيق لهذه الوقائع إلا أنه لم يصل لأعلى درجات السواد من هذا الواقع بل الواقع كان أكثر قسوة وفجاجة، ولكن هل مهمة الإبداع نقل الواقع؟ ومثال على ذلك عندما كتب: «أمي ورغيف الخبز عقدا اتفاقية، الخبز يستمد رائحته من أمي فيما استمدت أمي من الرغيف الصبر».
إسماعيل خلف كاتب مسرحي متمكن من أدواته على الرغم من الملاحظات الفكرية أكثر من الملاحظات الفنية، وإن كان ثمة ما يؤخذ على هاتين المسرحيتين، فإن ما يؤخذ هو مبالغته في القسوة على المشاهد ويمكن التخفيف من مقدار الألم، ومع ذلك فالمسرحيتان ممتعتان إلى حد بعيد، بالقدر الذي تدخلان الألم فيه إلى القارئ والمشاهد معاً.
مسرحيتان مكتوبتان لمسرحي محترف، فهل يبقى النصان حبيسي الورق أم إنهما سينتقلان إلى الخشبة والتشخيص، ومعلوم شح النصوص المسرحية المحلية، ومهما كانت الكتابة المسرحية عالية، فإنها تفقد من سماتها إن لم تتحول إلى الخشبة، فالمصطلح مسرح، والمسرح تشخيص.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن