رياضة

رحلة النقاط التسع

غانم محمد : 

سنقفز فوق كل التفاصيل التي عجّت بها الأيام التالية لفوزنا على أفغانستان بحلوها ومرّها لنذهب بأحلامنا مع المنتخب الوطني إلى مباراتيه القادمتين مع سنغافورة وكمبوديا ورحلة الوصول إلى النقطة التاسعة في التصفيات المزدوجة لكأس العالم وكأس آسيا والحلم الذي يتمخّض من رحم الألم والوجع والمعاناة وما أحوجنا لتحققه! كل الظروف التي سبقت سفر منتخبنا إلى سلطنة عمان لملاقاة سنغافورة يفترض أن تلقينا في قاع التشاؤم، فالتحضير لهذه المباراة كان بعدد قليل من اللاعبين ولم تتوافر لنا أي مباراة ودية، ومع هذا لن نقبل بأقل من فوز مريح ومحفّز معنوياً لتستمر الانطلاقة الرقمية الجيدة ولنعيش لأطول وقت ممكن حلم التأهل الأول للنهائيات العالمية وإن كان الوقت مازال مبكراً جداً والحلم أكبر بكثير من إمكانياتنا.
السيد فجر إبراهيم مدرب منتخبنا الوطني لم يكن غريباً عن كل هذه التفاصيل الصعبة ومن خلال متابعتي لما قاله وتداوله من تصريحات ومواقف كان منطقياً وموضوعياً إلى حد كبير، والشيء اللافت الذي يستحق التقدير هو أنه لم يجهّز المشجب الذي سيعلق عليه أي تعثّر لا قدر اللـه بل على العكس وفوق احترام كل منافسيه أبدى كل تفاؤل بإمكانيات لاعبينا وقدّر الأدوار الإيجابية لمعظم مدربينا العاملين في الخارج والذين يدربون لاعبي المنتخب في العراق وغيرها وطلب من الجمهور والإعلام أن يدعم المنتخب بعيداً عن العنتريات التي اعتدنا أن نعايشها في أحيان كثيرة! من حق المنتخب أن يلقى كل الدعم ومن واجبنا جمهوراً وإعلاماً أن نفعل ذلك، ومثلما امتلك لاعبو المنتخب ثقافة اللعب للمنتخب علينا أن نمتلك ثقافة دعم هذا المنتخب وحكاية التقليل من قيمة الفوز لأن المنتخب الآخر هو أفغانستان أو كمبوديا أو أي منتخب آخر مرفوضة، فالفوز فوز وثمنه ثلاث نقاط والخسارة لا يمكن أن يكون طعمها حلواً حتى لو كانت بركلات الترجيح أمام بطل العالم.. ادعوا لمنتخبنا بالتوفيق حتى لو اختلفتم على مدربه والتفتوا إلى حالة الوفاء الرائعة التي تسابق إلى تجسيدها لاعبو المنتخب الذين نحبهم كثيراً ونقدّر ما يقدمونه بغض النظر عن النتيجة ومع نهاية الجولة الثالثة من هذه التصفيات ستكون سورية بصدارة المجموعة الخامسة بتسع نقاط إن شاء الله.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن