عربي ودولي

استشهاد العشرات بينهم نساء وأطفال في غارات على صعدة وذمار.. والقبائل اليمنية تستهدف بالصواريخ مطار نجران جنوب السعودية…مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية: صراع اليمن فتح الباب للقاعدة.. وكيري سيبحث في الرياض إقرار «هدنة إنسانية»

قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني أمس الأربعاء إن الصراع والفوضى في اليمن فتحا الباب أمام تنظيم القاعدة وأن هناك ضرورة لوساطة دولية لإنهاء العنف بدلاً من التحرك المنفرد.
وقالت موجيريني لمجموعة من الطلاب خلال زيارة للصين إن الوضع في اليمن خطير للغاية، وأضافت: «أرى أن الوضع خطير للغاية لأن القاعدة تحاول ملء الفجوة والفراغ الذي ترك في دولة تتصاعد فيها الاضطرابات»، موضحة «علينا أن نركز كل جهودنا على الوساطة الدولية، لأننا نعرف أن الحلول المنفردة لا تجدي بشكل عام وهي على الأخص لا تفلح في موقف مثل القائم في اليمن حيث للصراع جذور محلية عميقة وهو في الوقت نفسه جزء من وضع إقليمي معقد».
وأبدت موجيريني امتنانها للصين لمساهمتها في عمليات إجلاء أجانب من اليمن وطالبت بكين بتدخل أكبر في الأزمات مثل أزمة اليمن خاصة أنها يمكن أن تؤثر في الصين أيضاً، وقالت: «ليس أوروبا فقط بل الصين أيضاً يمكن أن تتأثر بهذه التطورات فيما يتعلق بالأمن».
بدوره أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس أنه سيبحث في السعودية إقرار «هدنة إنسانية» في العمليات العسكرية في اليمن من أجل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
وقال كيري أمام صحفيين في جيبوتي حيث يختتم جولة إفريقية: «سأكون في السعودية هذا المساء (أمس) وسنتباحث في طبيعة الهدنة وكيفية تطبيقها»، معرباً عن «القلق الشديد حيال الوضع الإنساني في اليمن»، وأضاف: «أنا واثق من رغبتها في إقرار هدنة»، في إشارة إلى السلطات السعودية التي تقود التحالف في اليمن.
وأمل كيري بأن ينضم التحالف إلى الأمم المتحدة والأسرة الدولية لإيجاد سبل من أجل إيصال المساعدات، ومضى يقول: «في الوقت الحالي، الأزمة الطارئة هي الوضع الإنساني»، معلناً في الوقت نفسه عن مساعدة إنسانية بقيمة 68 مليون دولار إلى اليمن.
من جانبها حذرت 22 وكالة إغاثة تعمل في اليمن من أن برامجها قد تنتهي ما لم تفتح الطرق البرية والمائية والجوية للسماح بتوريد الوقود إلى اليمن.
وأشار بيان صادر عن منتدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية في اليمن إلى أن الحرب أعاقت الواردات في البلد الفقير، الذي أصبح نحو20 مليون شخص فيه أي 80% من سكانه جياعاً أو يعانون من «انعدام الأمن الغذائي» بلغة العاملين في مجال الإغاثة.
وأصاب نقص الوقود في اليمن المستشفيات وإمدادات الغذاء بالشلل خلال الأسابيع القليلة المنصرمة، وقال برنامج الأغذية العالمي إن احتياجاته الشهرية من الوقود قفزت من 40 ألف لتر إلى مليون لتر.
وقال إدوارد سانتياغو المدير الإقليمي لهيئة إنقاذ الطفولة في اليمن في البيان «ملايين الأرواح في خطر خاصة الأطفال وقريباً لن نتمكن من الاستجابة».
وذكر البيان أيضاً أن إعلان التحالف الذي تقوده السعودية ويشن ضربات جوية في اليمن عن هدنة محتملة في بعض المناطق للسماح بالإمدادات الإنسانية ليس كافياً، داعياً إلى وقف دائم للقتال.
من جانبه أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني مجدداً أن السبيل الوحيد لحل الأزمة في اليمن يتمثل في الحوار بين اليمنيين ولا حل عسكرياً للأزمة.
وأعرب لاريجاني خلال لقائه السفير الإيراني لدى الرياض حسين صادقي عن أمله في أن «تتوقف الهجمات على اليمن واستهداف الأبرياء وتدمير البنى التحتية والمنشآت في هذا البلد الفقير بأسرع وقت ممكن وأن تتوافر الظروف للحوار السياسي بين الأطراف ومختلف المكونات السياسية في اليمن».
بدوره أشار السفير الإيراني خلال اللقاء إلى آخر التطورات في المنطقة إضافة إلى سبل إنهاء الحرب في اليمن وقدم إيضاحات حول مقترحات بلاده في هذا المجال.
ميدانياً: استشهد سبعة وعشرون شخصاً معظمهم من النساء والأطفال في غارة سعودية استهدفت منزلاً وسط مدينة صعدة، واستشهدت في منطقة كتاف بصعدة أيضاً أسرة مؤلفة من سبعة أشخاص بينهم نساء وأطفال.
وفي ذمار جنوب صنعاء استشهد أحد عشر شخصاً وجرح تسعة بينهم ثلاثة أطفال في غارة استهدفت مدرسة للشرطة.
وفي عدن نفذت طائرات التحالف السعودي قصفاً عنيفاً على قاعدة العند الجوية، كما دارت اشتباكات بين أنصار الرئيس عبد ربه منصور هادي والجيش اليمني في حيي المعلا والقلوعة والأطراف الشرقية لحي التواهي في عدن إضافة إلى مواقع عدة على محور قعطبة الضالع. إلى ذلك أغارت طائرات التحالف على عدد من المواقع في مدينة المعلا كما قصفت رأس جبل عين على الأطراف الشرقية لحي التواهي.
إلى ذلك اندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين قبليين وحرس الحدود السعودي قرب جمارك حرض في حجة، بينما سيطر مقاتلون قبليون على عدد من المواقع الحدودية السعودية.
من جهة ثانية أكدت مديرية الدفاع المدني السعودي في منطقة نجران مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 37 آخرين في سقوط قذائف على نجران. وقال المتحدث باسم المديرية إن القذائف أدت إلى تضرر بعض منازل المواطنين والسيارات.
وتحدثت مصادر محلية يمنية عن إطلاق القبائل اليمنية قذائف صاروخية على مطار نجران جنوب السعودية ما أدى إلى إخراجه عن الخدمة، وحسب المصادر المذكورة فإن «أبناء القبائل اليمنية أطلقوا أكثر من 80 صاروخاً أخرجت مطار نجران عن الخدمة وعطلت الكهرباء ما أدى إلى إصابة الجيش السعودي بحالة من الذهول».
وتسارع التطورات الميدانية أجبر السلطات السعودية على تعليق الدراسة مؤقتاً في مدارس الجنوب القريبة من الحدود اليمنية ووقف جميع الرحلات الجوية للمطارات الجنوبية كافة «حتى إشعار آخر».
(رويترز- أ ف ب- سانا- الميادين- روسيا اليوم)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن