سورية

سفير الصين الجديد أكد تمسك بلاده في دعم المسار السياسي في سورية … حيدر: المصالحة باتت حاجة وضرورة وخياراً لابد منه وستستمر لسنوات

| موفق محمد

أكد وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر أن مشروع المصالحة الوطنية بات اليوم سائداً «كثقافة وحاجة وضرورة وخياراً لا بد منه» وسيستمر لسنوات ولن يتوقف مع توقف العمليات العسكرية، وشدد على تمسك سورية بثوابتها الوطنية عبر الحل السياسي للأزمة وتهيئة الأجواء والأرضية المناسبة لها من خلال المصالحات المحلية.
والتقى حيدر، أمس، السفير الجديد لجمهورية الصين الشعبية في دمشق فنغ بياو، وكذلك وفد من علماء ورجال دين وقوى وطنية من مدينة دمشق ضم 56 شخصية.
وقال المنسق العام لائتلاف قوى التكتل الوطني الديمقراطي الأمين العام لحزب التضامن الوطني الديمقراطي سليم الخراط الذي شارك في لقاء وفد علماء ورجال الدين والقوى الوطنية في رسالة لـ«الوطن»: إن اللقاء تم خلاله مناقشة عدة محاور وهي: دور لجان المصالحات الفاعل والمطلوب اليوم وتأثيرها على المجتمع والتشابكات المطلوبة وعودة المهجرين والنازحين وتأمين مستلزمات العيش الكريم للعائدين، ودور رجال الدين في الأزمة بين الواقع والتحديات وتكوير الخطاب الديني بما يتناسب والواقع وحقيقته والحاجة الماسة لإعادة بناء الأرض والإنسان ومطالبة الدولة بتسهيل التعاون ومحاربة الفاسدين والمتآمرين على الوطن والمسلحين الذين تم تسوية أوضاعهم، والقوى الوطنية السورية ما بين الواقع والتحديات وضرورة لم شملها وتوحيدها.
وأوضح الخراط أن اللقاء ناقش أيضاً محاور، الإعلام ودوره في مساندة الدولة، والبحث في المطلوب مستقبلاً لبناء الوطن والمواطن والذي بدوره سيبني المجتمع، واختيار لجنة متابعة للمشروع من 15 عضواً مشاركاً توزع على 3 لجان مهمتها رصد ومتابعة الشارع الوطني وخاصة في المناطق الساخنة، وما هو ضروري من المحاور الممكن مناقشتها أو أي تعديلات مناسبة في الطروحات.
بدورها ذكرت الوزارة في صفحتها على موقع «فيسبوك»، أن حيدر بيّن خلال اللقاء أن «مشروع المصالحة الوطنية هدفه إنشاء شبكة علاقات جديدة ومتينة بين أبناء المجتمع السوري، مؤكداً أن هذا المشروع بات اليوم سائداً كثقافة وحاجة وضرورة وخيار لا بد منه، وأضاف: إن مشروع المصالحة هو مسار وسيستمر لسنوات ولن يتوقف مع توقف العمليات العسكرية.
وشدد حيدر على أن التجربة السورية بالمصالحات تميزت بأنها انطلقت مع بدء الحرب على سورية وأثبتت جدواها لذلك حوربت إعلامياً وسياسياً وعسكرياً من قبل الدول المعتدية على سورية.
ونوه إلى أن ملفات التسويات وإعادة اللاجئين ومعالجة ملف المفقودين وتنكيس السلاح تشكل أرضية نجاح مشروع المصالحة، ولكنها ليست الملفات الوحيدة لهذا المشروع، مشدداً على ضرورة قيام أعضاء المبادرات والوجهاء بتمكين ودعم البعد الاجتماعي.
وأشار إلى أن مقياس وعمل المبادرات الأهلية والشعبية آخذ بالتطور مع تسارع وانتشار رقعة مشروع المصالحات، مضيفاً: إن الخريطة الوطنية للمصالحة أصبحت على مستوى المحافظات وهي اليوم أمام مهام ومسؤوليات تتعلق بدراسة العراقيل والمشكلات ووضع الرؤية وآليات لحلها وبخاصة في المناطق التي تشهد توتراً أو حساسية.
وقدم أعضاء الوفد بدورهم عدد من التساؤلات والمداخلات التي تتعلق بعملهم والعراقيل التي تواجههم، مؤكدين عزمهم على الاستمرار بالتمسك بالوحدة الوطنية والتسامح التصالحي.
ومن بين أعضاء الوفد الذين شاركوا في اللقاء إضافة إلى الخراط الشيخ محمد العمري والشيخ فرحات الكسم والشيخ كميل نصر والأب سعادة يازجي والأب غابرييل إضافة إلى شخصيات من قوى وطنية منها ياسر كريم وصياح النوري ومازن سرغاني وباسل كويفي.
وفي السياق، التقى حيدر أيضاً السفير الجديد لجمهورية الصين الشعبية في دمشق وأكد على تمسك الحكومة السورية بثوابتها الوطنية عبر الحل السياسي للأزمة السورية وتهيئة الأجواء والأرضية المناسبة لها من خلال المصالحات المحلية وضرورة محاربة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، بحسب صفحة الوزارة على «فيسبوك».
ونوه حيدر إلى العلاقات التاريخية المشتركة التي تربط سورية والصين ودور الصين الداعم للشعب السوري في محاربة الإرهاب ودعم الحل السياسي.
وقال: «هناك محاولات من قبل الدول المعتدية على سورية في استثمار ملفات اللاجئين واللجنة الدستورية وإعادة الإعمار لتحقيق إنجازات سياسية لها عجزت هذه الدول عن تحقيقها في الميدان العسكري، مضيفاً: إن هذه الدول تريد حلاً سياسياً يناسب مصالحها في إضعاف سورية واستهداف محور تحالفاتها مع المقاومة ومع دول البريكس.
وشدد حيدر على أن إدلب أرض سورية ومواطنيها مخطوفين من قبل المجموعات المسلحة والدولة السورية من حقها استعادة سيادتها على كل شبر وواجبها تحرير مواطنيها من هذا الإرهاب الدولي.
كما شدد على أن الصراع اليوم في أكثر من أزمة إقليمية أو دولية يشير إلى رغبة أميركا في إبقاء هيمنتها على النظام الدولي من خلال نشر الفوضى والحروب الناعمة.
وأكد أنه لا يمكن القبول بأي حوار وطني يكون فيه تدخل خارجي والسوريون وحدهم أصحاب القرار في تحديد معالم مستقبلهم وإطلاق مرحلة إعادة الإعمار بدعم من الدول الصديقة والحليفة وفي مقدمتها الصين ودول البريكس.
من جانبه أعرب السفير فنغ عن تمسك بلاده في دعم المسار السياسي عبر المصالحات، منوهاً إلى أن محاربة الإرهاب في سورية هو خير لدول العالم.
وفي نهاية اللقاء تمنى حيدر للسفير الصيني نجاح مهمته في تعزيز العلاقات وتطويرها بما يخدم الشعبين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن