قضايا وآراء

تلول الصفا.. الإرهاب إلى زوال

| ميسون يوسف

على مدى ثلاثة أشهر وفي ميدان بالغ التعقيد والصعوبة، قدمت فيه التضحيات الجسام، خاض الجيش العربي السوري معركة تطهير بادية السويداء الشرقية من الإرهابيين، حيث تجمعت فلول داعش ثم أُعيد تنظيمها وتجهيزها برعاية واحتضان أميركي انطلاقاً من قاعدة التنف التي أنشأتها أميركا في معرض ممارستها العدوانية في سورية واحتلالها لأرض دولة مستقلة.
ينهي الجيش العربي السوري اليوم قاعدة الإرهاب في البادية الشرقية تلك ويقفل الأوكار التي انتشر فيها الإرهابيون من داعش وسواها، وكان قد استبق إنجاز مهمة التطهير هذه بإنجاز مهمة دقيقة وخطرة وحساسة تمثلت بتحرير المخطوفات من السويداء. لينهي بذلك مفاعيل عملية إرهابية خبيثة نفذتها داعش ضد السويداء وقراها واختطفت فيها نساءًً وأطفالاً من أجل ممارسة الضغط والابتزاز على سورية. عملية شاء المعتدون فيها إحداث إخلال بأمن المنطقة وزعزعة الاستقرار ودفع الأهالي للتطلع خارج دولتهم.
لقد شكل تحرير بادية السويداء عامة وتلول الصفا ومحيطها خاصة وعلى مساحة 380 كم2 وفقاً لما حدد بيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة الذي زف إلى السوريين والأحرار في العالم هذا النبأ المهم، شكل هذا التحرير قفزة نوعيه أخرى في مسيرة اجتثاث الإرهاب وتخليص المواطنين من شروره واستعادة الإنسان والأرض المختطفة إلى كنف الدولة ورعايتها، ولهذا التحرير دلالات سيتوقف عندها الباحثون والخبراء العسكريون ملياً إن لجهة طبيعتها الإستراتيجية أو لجهة دلالاتها العملانية الميدانية.
فتحرير تلول الصفا استلزم عملاً شاقاً واحترافاً عسكرياً ميدانياً عالي المستوى برع الجندي السوري في تأكيد امتلاك ناصيته، ففي تلول الصفا تجمعت كل الصعوبات والعوائق والأخطار التي تمنع المهاجم من تحقيق الإنجاز المطلوب، لكن الجندي السوري الذي عمل وفقاً لخطة وضعتها قيادته المحترفة العالية المستوى، تمكن من تجاوز كل الصعوبات وتخطى كل العوائق وعملت قوى الجيش ضد أكثر من 6 آلاف إرهابي وسحقتهم وأرسلت رسالة لمن تبقى من إرهابيين على أرض سورية ولرعاتهم مفادها: أن لا عقبات تمنع الجيش العربي السوري من استكمال التحرير وتطهير الأرض السورية من الإرهاب والاحتلال.
أما الرسالة الثانية فأرسلت لكل قوى العدوان وتحمل القول: إن كل الخطط والمشاريع التي تعد في الخارج لتنفذ في سورية فإنها تبقى في الخارج وسورية تنفذ ما يناسبها وتتصدى لأي مهمة في هذا المجال من دون أن يثنيها عائق أو يؤخرها ضاغط، فتلول الصفا بتعقيدات ميدانها ونجاح الجيش العربي السوري في تحريرها أكدت أن تحرير ما تبقى من أرض سورية هو مسألة وقت فقط ومن ينتظر فسيرى الأرض السورية خالية من الإرهاب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن