رياضة

الدوري بجمهوره

| محمود قرقورا

يتفق المتابعون لدورينا الكروي بنسخته الثامنة والأربعين على أن أحد أهم أسرار جماليته الجمهور الهادر الذي يزركش ملاعبنا التي لم تعد خضراء بفعل العوامل المناخية.
عندما يكون الجمهور مؤازراً فريقه، مشجعاً بكل أحاسيسه، حاضراً رغم الظروف المناخية الصعبة، مساهماً بدفع ثمن تذكرة الدخول، مباركاً عند الفوز، مواسياً عند الخسارة، فهو حينها بحق اللاعب الثاني عشر الذي تحدث عنه النقاد الرياضيون مراراً.
ولكن عندما يخرج عن النص ويتخلى عن مبادئ التشجيع والمساندة يكون أول لاعبي الخصم وما أكثر الشواهد في الاتجاهين!
والغريب في الأمر أن جمهوراً لنادٍ ما يلعب الدورين فيكون البلسم والعلقم، ولنا في جمهور نادي ليفربول مثال حي عندما تسبب بحرمان فريقه من المشاركات الأوروبية سبع سنوات إثر كارثة هيسل في بروكسل عام 1985 والجمهور عينه كان أهم لاعبي الفريق في التتويج القاري عام 2005 على حساب ميلان يوم معجزة استنبول.
ألتراس تشرين مظهر حضاري في التشجيع، وجمهورا الوحدة والاتحاد يوم الجمعة الفائت أجمل ما في اللقاء لدرجة أن مخرج المباراة اضطر كثيراً لترك أحداث المباراة الباردة مركزاً على المدرجات الساخنة في عزّ الشتاء.
نتمنى من المشجع المحلي أن تكون كل أحاسيسه مع فريقه، ونأمل أن ينطبق تعريف المشجع الحقيقي الذي ورد في كتاب جنون الكرة للكاتب المكسيكي «خوان بيورو» على مرتادي ملاعبنا، إذ يقول بيورو:
المشجع هو الشخص الذي ينتمي لأشياء بعينها، وهو يذهب إلى الملعب وقد يصدمه حارس مرماه بتلقي هدف سهل، أو مدربه بعدم القرارات الصحيحة للمباراة، أو مهاجمه الذي يهدر فرصاً لا يصح أن تضيع، أو الحكم بصافرة ظالمة، وقد تكون العوامل المناخية غير لائقة للعب مباراة بفعل المطر والوحل، لكن المشجع الحقيقي هو الذي يذهب إلى الملعب ويتوقع مشاهدة كل هذه الأمور دفعة واحدة ويتعامل معها بكل روح رياضية.
أنديتنا بحاجة إلى جماهيرها من جميع الجوانب ومنتخبنا حِيل بينه وبين التأهل للمونديال غياب اللاعب الثاني عشر بفعل العقوبات، فهلا تنبهت إدارات الأندية لإيجاد صلة وصل بينها وبين جماهيرها من خلال روابط المشجعين البناءة؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن