الأولى

«النصرة» تسلم شروطها لتركيا مقابل التخلي عن الطريقين الدوليين … الجيش يتأهب ويواصل تصديه لمحاولات الخرق في الشمال

| حلب - خالد زنكلو

 

على حالة الترقب ذاتها، استمر الوضع الميداني شمالاً، بين تحشيد مستمر للمجموعات الإرهابية بقيادة «جبهة النصرة»، والتصدي المتواصل لوحدات الجيش السوري لكل محاولات الخرق والتسلل في «المنزوعة السلاح».
مصدر إعلامي أكد لـ«الوطن»، أن الجيش استهدف بمدفعيته ورشاشاته الثقيلة صباح أمس، مجموعات إرهابية ترفع شارات «النصرة» حاولت خرق «اتفاق إدلب»، بالتسلل من قطاع ريف حماة الشمالي إلى نقاطه.
وبين المصدر أن الجيش أحبط محاولات التسلل المذكورة، والتي حصلت في مورك ومحيط اللطامنة وأبو رعيدة الشرقية والجنابرة وحصرايا، وأردى العديد من أفرادها وأصاب آخرين إصابات بالغة.
وقالت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات مسلحة في إدلب: إن «جبهة النصرة» الواجهة الحالية لـ«هيئة تحرير الشام»، تجري جولة من المفاوضات مع مسؤولين عسكريين واستخباراتيين أتراك للخروج بـ«صفقة» وفق «شروطها» تقضي بانسحاب إرهابييها من الطريقين الدوليين «إم 4» و«إم 5»، اللذين يصلان حلب بحماة واللاذقية، وفق ما جاء في اتفاق «سوتشي».
وأوضحت مصادر معارضة في «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر ميليشيا أسستها تركيا في إدلب وحلب لـ«الوطن»، أن «شروط» النصرة التي طرحتها على بساط المفاوضات الجارية حالياً، تتلخص في وقف أنقرة لمحاولاتها وضغوطها على «تحرير الشام» لـ«حل» نفسها أو تحريض ميليشياتها لمحاربتها في مناطق سيطرتها التي تشمل أكثر من 70 بالمئة من مساحة محافظة إدلب، بالإضافة إلى تسليمها بالإبقاء على حكومتها «الإنقاذ»، أو إعطائها حصة «وازنة» في حال تشكيل حكومة مشتركة مع «الحكومة المؤقتة»، التي يديرها «الإئتلاف السوري» المعارض.
وأضافت المصادر: إن «النصرة» تشترط أيضاً إدارة تركيا للطريقين الدوليين من دون تدخل روسي، وانسحابها إلى حدود 7 كيلو مترات من حرمهما بدل 10 كيلو مترات، كما ورد في اتفاق الخبراء العسكريين والفنيين الروس والأتراك بعد الإعلان عن «المنزوعة السلاح» في 17 أيلول الفائت.
ولفتت إلى أن ما يجري من استقدام «تحرير الشام» أمس لتعزيزات عسكرية إلى محيط مدينة معرة النعمان التي تسيطر عليها «الوطنية للتحرير»، ما هو إلا ابتزاز لتركيا وميليشياتها بالتهديد ببسط سيطرتها على المعقل الإستراتيجي الوحيد المتبقي على طريق حلب حماة في ريف إدلب الجنوبي ما لم تستجب لشروطها، وإلا فلن تقبل بالانسحاب من الطريقين ولو توعدت أنقرة بحرب مع فرع تنظيم القاعدة في سورية.
وروجت مصادر مقربة من «النصرة» أنها بصدد استكمال مد نفوذها على الطريق الدولي الواصل بين حلب وحماة، والذي تسيطر عليه من خان العسل بريف حلب الجنوبي الغربي إلى مورك بريف حماة الشمالي، الأمر الذي استدعى استنفار «الوطنية للتحرير» في معرة النعمان، واستقدام تعزيزات عسكرية كبيرة إليها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن